* يسأل س. أ. ر من القاهرة الجديدة: أعمل بإحدي المؤسسات الحكومية وقمت بتعيين قريب لزوجتي بمرتب يختلف عن غيره وجامله العاملون بالمؤسسة ثم فوجئت بهم يسيئون التصرف اعتمادا علي مجاملتهم له وهو معهم فماذا أفعل حتي لا يغضب الله عليَّ؟ * * يقول د. صبري عبدالرءوف أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: قال تعالي في سورة البقرة: "ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلي الحكام لتأكلوا فريقاً من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون". فهذه الآية الكريمة تنهي عن أكل أموال الناس بطريق غير مشروع وحملت المسئولية بالإثم لمن يفعل ذلك جاء في صحيح الحاكم ان سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "من ولي أمر المسلمين شيئاً فأمر عليهم أحدا محاباة فعليه لعنة الله لا يقبل الله منه حرفا ولا عدلا حتي يدخله جهنم". وهذا الحديث النبوي الشريف قاله سيدنا أبو بكر الصديق ليزيد بن أبي سفيان حينما بعثه إلي الشام: يا يزيد ان لك قرابة عسيت أن تؤثرهم بالإمارة وذلك أكثر ما اخاف عليك". وهذا إن دل علي شيء فإنما يدل علي مدي المسئولية التي تقع علي المسئول الذي يحابي الناس أو يجامل الناس علي حساب الحق فيترك ذوي الكفاءات من أجل وضع الإنسان المناسب في المكان المناسب وهذا فيه إهمال لذوي الكفاءات والخبرة من أجل النهوض بالمجتمع. مادام قد استولي علي مال بغير حق عن طريق الوظيفة التي عين بها أو عن طريق محاباة الآخرين فإن المال الذي يكتسبه الإنسان يكون سُحتاً وإذا أراد الإنسان أن يتوب مما فعل فلابد من رد الأموال إلي أصحابها بأية وسيلة من الوسائل وهو لا يعدم حيلة في رد الحقوق إلي أصحابها. واستدل الفقهاء علي هذا بما جاء في سنن البيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: اشتريت إبلاً بالابل إلي السوق لبيعها فدخل سيدنا عمر السوق فرأي ابلا سمانا فقال لمن هذه؟ وأرسلتها إلي مكان الرعي العام الذي يرعي المسلمون فيه إبلهم فلما سمنت قدمت الإبل؟ فقيل لعبدالله بن عمر فجعل يقول: يا عبدالله بن عمر بخ. بخ "وهي كلمة استنكار" ابن أمير المؤمنين؟ فيقول عبدالله فجئت أسعي فقلت: مالك يا أمير المؤمنين قال: ما هذه الإبل؟ قلت: ابل اشتريتها وبعثت بها إلي الحمي اتبقي ما يتبقي المسلمون فقال يزيد الناس كانوا يفسحون لها الطريق لأنها إبل ابن الأمير يا مولي خذ رأس مالك وضع الأرباح كلها في بيت مال المسلميين وليتني أنجو من ؟؟ فهذا درس لكل إنسان لا يلتزم بالحق فابن أمير المؤمنين فعل ما فعل لكن والده خاف سؤال الله له فكيف بمن يجامل ؟؟ علي سبيل المحاباة أو الرشوة أو المحسوبية؟.