المعهد الديني بشبرا الخيمة والشهير بمعهد ¢الشيخ خالد¢ من العلامات البارزة في تاريخ المعاهد الأزهرية منذ تم إنشائه عام 1970 علي يد الأخوين ¢محمد وعبد الله خالد¢ اللذين توليا مرحلة التأسيس والارتقاء بالمعهد الذي يشترط في كل طلابه في المرحلتين الإعدادية والثانوية ارتداء الزي الأزهري ولهذا كان شيوخ الأزهر يحتفون بهذا المعهد الذي له سمات فريدة منها التفوق في حفظ القرآن رغم قلة عدد المحفظين فيه. من هنا تأتي أهمية الحوار مع الشيخ هشام محمد خالد شيخ المعهد. * * في البداية نود التعرف علي واقع حفظ وتحفيظ القرآن الكريم في هذا المعهد العريق ؟ * * يهتم المعهد اهتماما كبيرا بتحفيظ كتاب الله عز وجل بالقراءات وذلك من خلال وجود ست مدرسين منهم مدرسون للقراءات والغريب أن المدرسين الستة يحفظون القرآن ل 1270 طالبا وتصل نصيب كل مدرس من الحصص من 22 حصة إلي 24 حصة في حين المعدل المعتاد له 15 حصة الأمر الذي يعني أن هناك نقصا شديدا في مدرسي أو محفظي القرآن وهذا يجعلهم يتحملون فوق طاقتهم ويبذلون جهدا خرافيا من خلال حبهم للقرآن الكريم وتفانيهم في خدمته لدرجة أنهم يتحملون حصصا فوق المقررة لهم. معالجة الضعاف * * يأتي إلي المعهد طلاب من المرحلة الابتدائية طلاب لا يحفظون القرآن بل ولا يجيدون القراءة الكتابة فكيف تتعاملون معهم ؟ * * من المؤسف أن ضعف مستوي التحفيظ في المرحلة الابتدائية واقع مرير لهذا نعمل علي تصحيح هذا الوضع من خلال حصص إضافية بعد انتهاء اليوم الدراسي للطلاب ضعاف المستوي نقوم خلال هذه الحصص الإضافية بتعليمهم القراءة الكتابة لتكون مدخلا للحفظ السليم للقرآن الكريم . ونقوم بعمل هذه الحصص الإضافية لكل الصفوف الدراسية في الإعدادي والثانوي لمعالجة أي قصور في حفظ وتحفيظ كتاب الله * * إذا كان هذا ما يتم مع الطلاب ضعاف المستوي في حفظ القرآن فما هي رعايتكم للطلاب المتفوقين؟ * * للعلم فإن هذا المعهد خرج كثيرا من المتفوقين الذين أصبحوا أساتذة في جامعة الأزهر ومنهم حاليا كثيرون علي رأسهم الدكتور أحمد حسني نائب رئيس جامعة الأزهر حاليا . وهذا لم يأت من فراغ وإنما الاهتمام المتواصل من قيادات المعهد والمدرسين من جانب وطموح الطلاب من جانب آخر حيث يتم التشجيع المتواصل للطلاب المتفوقين في حفظ القرآن ورعايتهم وإجراء مسابقات بينهم علي مستوي المعهد وتوزيع الجوائز علي النوابغ منهم ثم التصعيد للمسابقات علي مستوي الإدارة ثم المنطقة ثم الجمهورية وقد حصد طلابنا من مختلف الأجيال الكثير من الجوائز الأولي علي مستوي الجمهورية . وهذا التفوق جزء من تميز المعهد لأنه الوحيد الذي يدرس الفقه علي المذاهب الأربعة ويهتم بالتحفيظ بالقراءات. الخطابة والقرآن * * يتميز المعهد بتدريب طلابه عمليا علي الخطابة التي تجبرهم علي إجادة حفظ القرآن والإلقاء فنود الإبقاء علي هذه التجربة؟ * * نحن نصر منذ إنشاء المعهد حتي الآن علي ارتداء جميع الطلاب الزي الأزهري الذي نحرص علي توفيره لهم بأسعار رمزية حتي لا يمثل ذلك عبئا علي أولياء الأمور وفي نفس الوقت نغرس في نفوس الطلاب الاعتزاز بهذا الزي الذي يعد فخرا لكل من يرتديه ويشعره أنه ص9احب رسالة كما نستثمر المسجد الملحق بالمعهد في التدريب علي الخطابة وحفظ القرآن بل إننا نقوم خلال الإجازة الصيفية بتدريب طلابنا المتميزين علي تحفيظ القرآن لأهالي المنطقة من خلال مسجد المعهد حتي ننشر نور القرآن لكل الراغبين فيه. أما عن استخدام الخطابة في التشجيع علي حفظ القرآن فإنه يوجد لدينا أكثر من 200 طالب من المعهد يلقون خطبة الجمعة والدروس الدينية في مساجد شبرا الخيمة وقد أفرزت التجربة نتائج ايجابية عظيمة حيث أصبح غالبية خطباء المنطقة بعد تخرجهم من الكليات الشرعية هم أصلا من أبناء المعهد ويعتزون به هم وأولياء أمورهم الذين حرصوا منذ البداية إلحاق أولادهم بهذا المعهد الذي يأتي إليه طلاب من مختلف مراكز القليوبية. وليس من شبرا الخيمة فقط. ولهذا فهو بحق منارة دينية يشع منها نور القرآن.