لما كان الحج من أفضل الأعمال والنفوس تتوق إليه لما وضع الله في القلوب من الحنين إليه وإلي رؤية هذا البيت المعظم وكان كثير من الناس يعجز عنه لاسيما كل عام شرع الله لعباده أعمالاً لا يبلغ أجرها الحاج فيعوض بذلك العاجز عن الحج. ومن هذه الأعمال: التسبيح - والتحميد - والتكبير. وذلك عقب كل صلاة مفروضة كما علمنا سيد الكائنات محمد "ص". فقد جاء إليه الفقراء يوماً ليشكوا إليه حالهم وحال الأغنياء فقالوا يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالاجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصرفون بفضول أموالهم ويحجون ويعتمرون ويجاهدون فقال رسول الله "ص". ألا أحدثكم بما ان أخذتم به لحقتم من سبقكم ولم يدرككم أحد يعدكم وكنتم خير من ائتم بين ظهرانية إلا من عمل مثله وتسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين ثم تختم بلا إله إلا الله فهذه المائة خير من الدنيا وما فيها. ثاني الأعمال - صلاة الصبح في جماعة. وقد دل عليه حديث أنس بن مالك رضوان الله تعالي عليه ان النبي "ص". قال: "من صلي الصبح في جماعة ثم جلس في صلاة يذكر الله حتي تطلع الشمس ثم صلي ركعتين كان له مثل أجر عمرة وحجة تامة قال تامة تامة تامة. ثالث الأعمال - شهود الصلوات المكتوبة وصلاة الضحي. ففي سنن أبي داوود عن أبي إمامة رضي الله عنه أن النبي "ص". قال: "من خرج من بيته متطهراً إلي صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم ومن خرج الي تسبيح الضحي لا يعينه إلا إباه فأجره كأجر المعتمر وصلاة علي اثر صلاة لا لغو فيها كتاب في عليين. رابع الأعمال - مساعدة المحتاج. والدليل - ما فعله سيدنا عبدالله بن المبارك عندما خرج من بيته قاصداً حج بيت الله الحرام وجلس في بلدة يستريح فإذا به يجد امرأة علي مذيلة تأخذ طائراً ميتاً وتنظفه فسألها عن حالها قالت: انا امرأة مات زوجي وليس لي عائل ولي اطفال صغار يتضوعون جوعاً فبحثت لهم عن طعام فلم أجد فجئت الي هذا المكان لكي أجد لهم طعاماً فأعطاها الرجل المال وقال قد حججنا هذا العام ورجع وبعد انتهاء موسم الحج جاء إليه الناس يهنئونه قال لهم انا لم أذهب الي الحج هذا العام قالوا لكنا رأيناك معنا في الحج وانت تطوف. لقد سخر الله ملكا علي صورته أدي المناسك وأخذ ثواب الحج بفضل عمله هذا.