تصورت نفسي في هذه الأيام المباركات وأنا في حضن الكعبة وأصعد لجبل عرفات تصورت نفسي وأنا مكبل بالمشاكل والهموم وأنا أبكي أمام الكعبة وجفوني تحترق من شدة البكاء.. وتاقت نفسي للدعاء.. والتضرع لله سبحانه وتعالي.. فماذا سيكون دعائي؟!.. دعائي كله لمصر.. نعم مصر التي هي نفسي وأهلي ومالي وولدي. يارب.. يا مالك الملك.. يا إله الكون.. إن في كونك قطعة عزيزة علي رسلك وأنبيائك.. إنها مصر.. إن أهلها أخوال العرب الذي نزل القرآن الكريم بلغتهم.. أهلها الذين احتضنوا جميع رسالاتك بل ورسلك.. وما تواق إجلها حباً لك وإقراراً بوحدانيتك.. وترابها الذي احتضنه رسولك وحبيبك ليظلوا في عبق هذا الثري إلي أن تقوم الساعة. يارب.. مصر التي لا ترضي دون الإسلام بديلاً.. ولا غير القرآن منهجاً.. ولا تري عيشاً إلا في معيتك. يارب.. مصر الآن في محنة.. في كبوة.. يارب مصر الآن في ابتلاء.. في شدة.. يارب مصر الآن تتكالب عليها الأمم وبعض أولادها لجلعها ضحية هذا العام. يارب.. مصر تشكو إليك ضعف قوتها.. يارب مصر تشكو إليك هوانها علي الناس.. وعلي أولادها.. يا أرحم الراحمين إلي من تكلها. يارب مصر تتقرب.. تشفع بحبها لمن أحببت.. لحبها وعشقها لرسولك محمد صلي الله عليه وسلم وآل بيته.. مصر تتشفع إليك بكلامك الكريم في القرآن الكريم المحفور في صدور أولادها.. مصر تتشفع بعزمها حماية دينك حتي آخر قطرة في دماء أولادها. فيارب.. يا أرحم الراحمين.. يا عظيم يا كريم.. اخرج مصر من كبوتها.. واصرف عنها كيد أعدائها.. واصلح أحوال أولادها.. ورد من ضل منهم إلي حضنها الأمين.. وقوي شوكتها.. وافرج عسرتها.. واجعل الخير يجري عليها مجري النيل.. واحمي واحفظ جيشها من أي حاقط وماكر وضال ومضل ومستغل ومُستغل.. اللهم أمين.