وداعاً للذكريات المؤلمة ففي حياة كل منا وعاء تجتمع فيه كل الالوان الابيض والاسود والاحمر والاصفر والارزق والرمادي وغيرها.. بعضها يعبر عن حدث سعيد مررنا به وآخر قد نتذكره وقد ننساه.. إلا أن هناك أحداثا تقبع في القلب وتعشقه في الذاكرة لا تنجح الايام والسنوات في محوها تلك هي الذكريات المؤلمة كفقد الام أو الاخت أو الولد في حادث وأساوي أو الفصل من العمل. وقد توصلت دراسة أعدتها جامعة "مونتريال" بكندا أن الرجال أكثر قدرة من النساء في الاحتفاظ بالاحداث المؤلمة في ذاكرتهم أما السيدات فهن أكثر قدرة علي الاحتفاظ بالذكريات السعيدة. * الدكتور محمد سعيد أبوزيد استشاري الامراض العصبية والنفسية بقنا يزف بشري سعيدة للرجال فيقول قريبا جدا سينس الرجال ما يحتفظون به من ذكريات مؤلمة تعكر صفو حياتهم فقد تمكن فريق علمي بمعهد "ماسا تشوستس" للعلوم والتكنولوجيا بالولايات المتحدةالامريكية من معرفة السر الذي يؤدي إلي الاحتفاظ بالذكريات المؤلمة أكثر من الذكريات السعيدة في حياة الحيوانات وهو بالتأكيد سيؤدي إلي نفس النتائج عند الانسان. فقد نجح العلماء في التأثير علي جينات الذاكرة عند الفئران وهو مما أدي إلي عدم خوفها أثناء وضعها في غرفة كانت هذه الفئران تتعرض فيها للصعق الكهربائي وذلك عن طريق غلق جزءين من دماغ الفأر يختزن فيه الذكريات المؤلمة طويلة المدي ويمكن بسهولة بعدها تحديد المكان الذي يحتفظ فيه الدماغ البشري بمثل هذه الذكريات ومسحها ويضيف الدكتور أبوزيد أن علماء هولنديون اقتربوا من تحقيق هذا الحلم للبشرية بانتاج عقار جديد تم تزويد 60 رجلا به أدي إلي عدم تذكرهم للأحداث المؤلمة التي تعرضوا لها. كما تمكن فريق علمي أمريكي برئاسة الدكتور "برندن ديببو" في بحث جديد من تحديد منطقة بالدماغ البشرية في حالة تنشيطها يستطيع الانسان التحكم في ذكرياته والتخلص من الاليمة منها والاحتفاظ بالذكريات السعيدة ليتخلص الانسان من القلق والتوتر السلبي والاكتئاب نهائيا. الذكريات والروائح * أما الدكتور أحمد محمود زيدان طبيب الامراض العصبية والنفسية بمستشفي قوص العام فينبه إلي أن دراسة حديثة للباحث الدكتور "ستيفن شيا" توصلت إلي وجود ارتباط قاطع بين الذكريات والروائح ففي الدماغ الخاصة بالانسان منطقة محددة تسمي "القشرة الشمية" تسجل الروائح وتخزنها وبعض هذه الروائح تذكر الانسان بالذكريات الاليمة وأخري تبعث في ذاكرته التجارب السعيدة التي مر بها في حياته وفي ماضيه البعيد. ويشير إلي أن جامعة "تورينو" بإيطاليا ليكف فريق من علمائها إلي التوصل عن طريق الصدمات الكهربائية من محو الذكريات المؤلمة للإنسان التي مصدرها المخيخ وتجري في هذا الصدد أبحاث دقيقة لاقفال ذلك الجزء المتواجد بالمخيخ والمسئول عن الذكريات الاليمة. أمراض مترابطة * وعن مخاطر الذكريات المؤلمة علي الصحة العامة للإنسان يحذر الدكتور الحسيني علي الديب نائب مدير مستشفي الاقصر العام منها حيث انها تسبب القلق والتوتر والاضطرابات النفسية للإنسان مما يترتب عليه إصابة الشخص بأمراض القلب والمعدة والقولون العصبي والجهاز التنفسي وقلة ساعات النوم والهزال والاكتئاب النفسي. التأثيرات الأسرية ويؤكد عبدالقادر عبدالمولي رئيس قسم علم النفس بإدارة قوص التعليمية أن انبعاث الذكريات المؤلمة لأي رجل أو إمرأة تؤدي إلي مشكلات أسرية كبيرة وتفسح في المجتمع وفقدان الامل ونقص في أداد العمل أو إتقانه والاحباط والشعور باليأس وأحياناً الشعور بالظلم والقهر وعدم الثقة في المستقبل وفي الآخرين والرغبة في الانتقام وعدم التسامح والخوف والتردد في اتخاذ القرارات وعدم الاستمتاع باللحظات السعيدة والاخفاق في خلق علاقات اجتماعية وصداقة في العمل النادي أو الحي الذي يسكن وينصح للهروب من الذكريات الاليمة ممارسة الموسيقي أو كتابة الأدب أو الرياضة والرحلات الترفيهية والمواظبة علي أداء الصلوات وقراءة القرآن الكريم بانتظام والاحتفال بالمناسبات السعيدة التي مر بها الانسان في حياته كعيد الميلاد والتخرج من الجامعة والزواج أو نجاح الابناء في المدارس والجامعات.