1⁄4 لا أستطيع أن استجمع شتات نفسي أو أفكاري.. غاب العقل عن مصر.. وضاع السلام والأمان منا.. ياويلتي ما هذه الأعداد من القتلي التي لا تعد ولا تحصي . بل لها في كل ساعة حصر وعد يختلف عن سابقه. 1⁄4 فهل استباح بعضنا دماء بعض؟ 1⁄4 وهل وصلنا إلي خيار الحرب الأهلية الجزائرية بين الدولة والإسلاميين؟ 1⁄4 هل نسي الناس طعم الأمان وأحبوا رائحة الدم والدخان والحرائق والأشلاء؟ 1⁄4 كيف تحول الصراع السياسي المصري لأول مرة إلي صراع دموي.. وبدأ ذلك من فض الاعتصام برابعة والنهضة وانتشر في كل مكان. 1⁄4 رغم ذلك كله سأستجمع شتات قلبي ونفسي وأسطر هذه النقاط الرئيسية قبل أن يغيب العقل أو يقع تحت سيف العواطف الهائجة غير المنضبطة. 1⁄4 1 أسوأ يوم مر علي مصر كلها هو يوم 14/8 مئات القتلي وآلاف الجرحي في كل مكان من أسوان إلي الإسكندرية .. قتلي وجرحي من الإسلاميين.. و كذلك من الشرطة.. ومعظم القتلي والجرحي ممن لا ينتمون إلي هؤلاء ولا إلي هؤلاء.. هذا اليوم هو أثقل يوم مر علي مصر في طوال تاريخها.. فقد تحولت مصر كلها إلي قابيل المصري وهابيل المصري.. وكلاهما خسارة لمصر وضرر علي الإسلام والمسلمين.. وكان أولي بنا أن نوفر هذه الدماء الزكية لأعدائنا الحقيقيين. * 2 فض اعتصام رابعة والنهضة يعد أبشع مجزرة حدثت في تاريخ مصر بعد مذبحة المماليك .. فقد تم فض الاعتصام بأقسي وأسوأ طريقة.. وكان يمكن فض الاعتصام بالتدرج وعلي مهل وعلي عدة أيام وبعد إخراج النساء والأطفال والشيوخ.. إنها مجزرة بالمعني الحقيقي وليس المجازي.. والكل يتحمل المسئولية عنها بقدره ولكن المسئولية الكبري تقع علي الدولة المصرية وأجهزتها الأمنية.. لأنها كان يمكن أن تفض الاعتصام بأقل الخسائر من الطرفين.. لقد تحولت مصر كلها إلي مآتم وجنازات وبكاء ونحيب ودماء وأشلاء ويتم وترمل وحزن في كل بيت.. فقد قتل المصري شقيقه في الإسلام والوطن بل والقرابة أيضاً. 1⁄4 3 الصراع السياسي هو السبب في كل هذا الخراب الذي حل علي مصر وإذا استمر هذا الصراع فلن تكون هناك مصر.. والحل هو التعايش والتوافق وعدم الإقصاء وعدم العنف لا من السلطة ولا من غيرها وقبول الآخر وما دام هناك إقصاء للآخر فلا أمل في التعايش ولا أمل في تقدم مصر. 1⁄4 4 واجب الوقت الآن في مصر هو وقف نزيف الدماء بأي طريقة وبعد ذلك نفكر في الباقي.. فدماء الإنسان أغلي من أي شيء ودماء كل المصريين معصومة . 1⁄4 5 حرق الكنائس خطأ شرعي وسياسي وأخلاقي وسينسب للحركة الإسلامية وهي منه بريئة شئنا أم أبينا .. وعلي العقلاء جمعياً أن يوقفوه فوراً. 1⁄4 6 دعوت منذ أكثر من شهر د. مرسي أن يستلهم خيار الحسن بن علي ويقبل بالانتخابات الرئاسية المبكرة حقناً للدماء ..وسخر البعض مني قائلين عندما يأتي معاوية سيتنازل له.. فقلت لهم: العلة في تنازل الحسن بن علي كانت حقن الدماء وليس مجرد التنازل لفلان أو علان.. وهذه العلة باقية ما بقي الليل والنهار.. وهي من أهم المصالح التي أرادت الشريعة تحقيقها في كل العصور .. ولو أن هذا الخيار تم لما كانت هناك هذه المجازر.. ولما حرقت مصر كلها وتحول د. مرسي من رئيس إلي سجين. 1⁄4 7 اقتحام قسم شرطة كرداسة وحرق كل الضباط فيه وتعميم العقاب علي الضباط فيه خطيئة شرعية وأخلاقية.. والاعتداء علي أقسام الشرطة سيضر الحركة الإسلامية ولا يفيدها.. وسيدخل الآلاف مره أخري إلي السجون.. ويعيد الحركة الإسلامية مرة أخري إلي المربع صفر بعد إن كانت علي القمة.. ويحولها من زعماء سياسيين إلي إرهابيين مطلوبين ظلماً وعدواناً.. وعلينا ألا نعاقب أحداً بجريرة غيره لأن كل إنسان مسئول عن نفسه فقط: "أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةى وِزْرَ أُخْرَي". 1⁄4 8 علي الدولة المصرية ومؤسساتها الأمنية أن تسعي لحقن الدماء ما استطاعت إلي ذلك سبيلا .. وأن تحذر من استخدام الأسلحة في حالة الحشود .. خاصة التي تخرج من صلاة الجمعة.. وعليها أن تقبض علي كل البلطجية في ربوع مصر في شهر الطوارئ.. لأنهم يستغلون الصراعات السياسية ويندسون في الحشود السياسية والدينية فيحرقون ويسلبون.