في واحدة من أبرز معالم المصالحة الوطنية والنية الحقيقية لإجرائها .. قام حزبا النور والدعوة السلفية بطرح مبادرة مصالحة برعاية أزهرية..لعل الحالة شديدة الاحتقان التي تشعر بها التيارات الإسلامية المختلفة تمثل أحد موجبات الاستجابة لهذه المبادرة وغيرها من المبادرات التي تمثل في الوقت الراهن البديل المنقذ حال استمرار اعتصامات القوي الإسلامية . واستمرار رفض المجلس الأعلي للقوات المسلحة الاستجابة لطلباتهم بعودة الرئيس محمد مرسي باعتباره الرئيس الشرعي المنتخب.. حول مبادرة حزب النور والدعوة السلفية للمصالحة وغيرها من المبادرات يدور هذا التحقيق. في الوقت الذي اعلن فيه شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب . وفور إلقائه كلمته الأسبوع الماضي اعتكافه احتجاجا علي الأوضاع تحركت العديد من المبادرات في محاولة لتحريك الموقف علي الأرض حيث أعلن حزب النور والدعوة السلفية عن تبني الأزهر لمبادرتهما بتشكيل لجنة للحكماء ترعي المصالحة الوطنية بين الفرقاء السياسيين في الوطنپ..پپقال الدكتور ياسر برهامي. نائب رئيس الدعوة السلفية. أنه أجري اتصالا بشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب واتفقا علي البدء في تشكيل لجنة الحكماء برعايته وتضم جميع الاتجاهات. وأن شيخ الأزهر وعد بوضع ثقله الشخصي وثقل الأزهر خلف هذه المبادرة. من أجل المصالحة الوطنية وحقن الدماء. وأشار الي أن مبادرة حزب النور. الذراع السياسية للدعوة السلفية. تقوم علي عاملين أساسيين: الأول عمل مصالحة وطنية حقيقية بين جميع القوي والمؤسسات لطي صفحة الماضي وإعادة اللحمة للشعب المصري دون إقصاء لأحد. والثاني وضع خطة جديدة يتوافق عليها جميع القوي السياسية والقوات المسلحة وبرعاية لجنة المصالحة. ضرورة التواصل أكد الدكتور بسام الزرقا. نائب رئيس حزب النور. أن الحزب يتواصل مع كل الاتجاهات الموجودة علي الساحة السياسية بلا استثناء من أجل نجاح المبادرة التي أطلقها الحزب تحت عنوان ¢حكماء من أجل المصالحة الوطنية¢. والتي يتولي رعايتها الأزهر.وأوضح أن قامات كبري ورموزاً وطنية استجابت لمبادرة حزب النور. وانضمت للجنة الحكماء. ومن المتوقع أن يعقد أول اجتماع للجنة خلال أيام.وأشار الزرقا إلي أن الدكتور أحمد الطيب يقدم مشكورا كل إمكانات وقاعات الأزهر لإنجاح المبادرة. وأن شيخ الأزهر طلب أن تكون المبادرة تعبيرا عن مصر وليست تعبيرا عن فئة أو جماعة أو فصيل.وهذه المبادرة ليست لها أجندة مسبقة. ولكن هناك هدفاً محدداً الآن وهو المصالحة الوطنية. تساءل المهندس جلال مرة أمين حزب النور في تدوينه له علي موقع التواصل قائلا:لماذا خرج الشعب بهذه الكثافة في 30 يونيو ؟ ومن الذي أخرجه؟ هل خرج الشعب من أجل الدستور؟هل خرج الشعب من أجل القضاء علي هوية مصر الإسلامية في الدستور وإرضاء .......؟ هل خرج الشعب من أجل عودة النظام السابق بمكوناته الأساسية الاستبداد والفساد والطغيان وتقييد الحريات؟هل خرج الشعب من أجل زيادة حدة الاستقطاب وتقسيم الشعب المصري إلي شيع وفصائل وقبائل وعشائر؟هل خرج الشعب من أجل تصفية ثورة 25 يناير والقضاء علي ما حققته من مكتسبات؟هل خرج الشعب من أجل تصفية الحسابات والانتقام؟ وواصل تساؤلاته : هل الذي أخرج الشعب فصيل بعينه أم سوء الإدارة أم حالة الاستقطاب الحادة أم الفشل؟ هل خرج الجيش المصري لتثبيت فصيل بعينه؟.هل خرج الجيش المصريپلإرضاء فصيل بعينه؟ هل خرج الجيش المصري للقضاء علي مكتسبات الثورة المصرية التي ساهم الجيش في تحقيقها؟هل خرج الجيش المصري للقضاء علي هوية مصر الإسلامية في مواد الدستور2. 4. 81. 219؟ وأجاب عن تساؤلاته بقوله :أعلم أن الإجابة معلومة للجميع . ونحن لن نقف أبدا إلا في صف الشعب المصري وثورته المباركة مدفوعين من حب ديننا وشريعة ربنا وسنة نبينا لحب وطننا وشعبنا. مهما قال القائلون وأرجف المرجفون. افتقاد الحياد من جانبه يؤكد رئيس حزب الأصالة المهندس إيهاب شيحة أن إجراء المصالحة الوطنية الشاملة ضرورة للمشهد السياسي الراهن برمته لكن بكل أسف يفتقر المشهد لمن يملك حيدة طرح أية مبادرة للم الشمل بعد حالة الاستقطاب الكبيرة التي شهدها الشارع السياسي فمن تخلي عن ثوابته وانحاز للانقلابيين من غير المقبول أن يطرح أية مبادرات لأنه لا يملك حيدة الطرح والنقاش . أشار الي أن موقف حزب الأصالة الحالي المنحاز بشكل كلي لنصرة الشرعية والوقوف الي جوار الحفاظ علي مكتسبات ثورة 25 يناير من دستور مستفتي عليه وبرلمان ديمقراطي منتخب . ورئيس منتخب وبشكل ديمقراطي كامل . ونفي شيحة أن يكون الحزب منحازا للإخوان أو مجاملاً لهم . ومذكرا من يوجه له هذا الاتهام بأنهم كانت لهم مواقف عديدة من الرئيس وطريقة إدارته للبلاد . والخيار الآن واضح بأن الشرعية الدستورية المستقرة بشكل ديمقراطي هي الأولي والأحق بأن تتبع وتحمي من الجميع بدلا من العودة مرة اخري لتوترات الفترة الانتقالية وانتخابات غير مضمونة العواقب ودماء أبناء مصر الأبرياء تقي هي الثمن و لا ندري الي متي!!! نقطة الصفر يشير الرئيس السابق لحزب البناء والتنمية الدكتور نصر عبدالسلام إلي أن الفريق السيسي أوصل البلاد الي النقطة صفر التي أضاع بها كل المبادرات التي يمكن ان تطرح للحل . وأحدث في البلاد حالة انقسام غير مسبوقة وأوسع الشقة بين الجميع بالشكل الذي يجهض مبادرات كتلك التي طرحها حزب النور أو غيره من التيارات . أضاف : أتمني أن يوفق الأخوة في النور في مبادرتهم وهم جميعا علي قدر من الإخلاص لهذا البلد يؤهلهم لهذا الدور لكن طبيعة المواقف السياسية الحالية هي الأزمة الحقيقية .. موضحا أن موقف الأزهر من الانقلاب علي الرئيس المنتخب واستخدامه كغطاء ديني له تسبب في جرح عميق لدوره وعلاقته بمعظم التيارات الدينية في مصر. وقال : المسألة مع تعقيدها ليست ببعيدة عن القدرة الالهية والتدخلات الخارجية تحدث موازنات علي الأرض مع رفضنا الكامل لها . ولا يزال هناك علماء عند ثقة كافة الأطراف منهم مجلس شوري العلماء والذي يمكن أن يحدث تحركا كبيرا علي الأرض لكل الأطراف . تجاوب أزهري قال الدكتور محمود عزب. مستشار شيخ الأزهر للحوار: إن الدكتور الطيب دعا فعلا لتشكيل لجنة للمصالحة مع التيار السلفي. مؤكدا أن شيخ الأزهر اشترط لبدء تشكيل اللجنة أن يجلس معه جميع أطياف المجتمع من أحزاب وقوي سياسية دون استثناء. علق الدكتور محمود عزب : إن الأزهر يري بأن تكون المصالحة متفقاً عليها من الجميع وبحضور ممثلي القوي والتيارات السياسية بما فيهم حزب الحرية والعدالة. الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين.. موضحاً أنه لا عزل لأحد وأن الأصل في نجاح المبادرة ان تكون شاملة بلا إقصاء ولا تمييز ولا استبعاد لأي طرف من الأطراف حتي يمكن الوصول الي حل للحسبة المعقدة التي تواجه البلاد الآن . وقال عزب : في الوقت ذاته واصلت قوي دينية وسياسة الجهود لإقناع قيادات جماعة الإخوان المسلمين بالعودة للمشهد السياسي من جديد ودعوتهم لحقن الدماء وفض اعتصام ميداني "رابعة العدوية" شرق القاهرة. و"نهضة مصر" غرب القاهرة.
