كثيراً ما تضيع حقائق. وتغيب جواهر بين الركام. وتتشابه الأشباح في الظلام. ويكون الافتراء والاجتراء هو الأصل. والإدراك المعرفي والفهم العلمي السليمين هما الاستثناء. وتكون الكلمة والسلطة لأدعياء علم. ويمسي التدين المغشوش بضاعة رائجة. وتتناثر تفسيرات مغلوطة وتأويلات خاطئة ورؤي جانحة تشغب علي صحيح الدين الحق. ويسند أمر الدين لغير أهله! ويظهر العنف الفكري بقوة جامحة. ومعه رويداً ويتلوه بشدة العنف المسلح لإسكات ألسنة الحق وتكدير السلم العام. والتعدي علي الدماء والأعراض والأموال بزعم تطبيق "شرع الله" وإعلانه وإعلائه! حدث هذا في فترات عديدة في مسيرة التاريخ الإنساني والديني كذلك حصل إبان مقتل كبار سادتنا صحابة النبي صلي الله عليه وسلم بيد الغدر والحقد في المعترك السياسي لما تداخلت حدود "الدعوة" مع السياسة. وتفتت المجتمع المسلم المسالم المثالي إلي مجتمعات ذات صبغ مذهبية سياسية "شيعة". "خوارج". "مرجئة" . "سنة"..! وامتد العنف الفكري إلي "منابر" مساجد ليعلن الخطباء المناوئون للحاكم جهاراً نهاراً يختمون خطبهم بصب اللعنات! وأريقت دماء آلاف مؤلفة للصراع السياسي في مواقع ومشاهد دامية مثل "صفين". "النهروان" . "الجمل" . "كربلاء" وقدم سادتنا "آل البيت" قرابين دعم حكام من انتهازيين ووصوليين! ديننا جوهرة ثمينة. بلسم شاف للقلوب والعقول للناس علي السواء. غالي به قوم فشوهوه. وفرط به قوم فعابوه وطمسوا محاسنه ونفائسه! ما أشبه الليلة بالبارحة : اعتلي تيار "البيعة والسمح والطاعة للمخلوق" سطح الأحداث بوسائل مشروعة وغير مشروعة. وظهرت دخائل القوم من تصفية حسابات مع رموز الماضي والحاضر معاً. والسعي إلي الثأرات الجاهلية. مع كبرياء وصلف وغرور وتعالي وروح انتقام عاتية عاصفة بكل أخلاقيات الإسلام! ويأبي "الوصيف" إلا أن يشهر فقهه البدوي الصحراوي. حاملاً مفاتيح الجنات والنيران. وصكوك الغفران. محتكراً وحده "الإيمان" و"التوحيد" متهماً أهل القبلة بالكفران والاشراك. داعياً لمخاصمة الحياة ومعاداة الحضارة. واحتقار المخالفين. وحصر وقصر الدين في مظهريات شكلية! ويرتكب هذا باسم "سنة" و"سلف صالح"! تلعب المصالح الدولية لحسابات وروي وفق نظر صانعيها أدواراً مع "الجماعة" حسابات ومصالح إقليمية مع "الفرقة" الثانية ذات الفصائل العديدة "الدعوية" و"الحركية" والجهادية"! وفي زحام "الجماعة" و"الفرقة غير الناجية" ضاعت معالم الإسلام. وتتزلزل مكانته. ويتواري صحيحة في زخم "غثاء السيل" ويتلوه لاحقا "غربة الإسلام"! ويقل مخلصون ويعانون فقر الامكانات في مواجهة فقر الفكر هائل الامكانات المالية لدي "الجماعة" و"المتسلفة"! رياح "صفين" و"النهروان" قيد أنملة. وملاحم "الأندلس" القاصمة رمية حجر! و"الحماية الدولية" علي أسنة النعرات الطائفية! إن لم تدارك أرض الكنانة لطف اللطيف عز وجل. و"لتعلمن نبأه بعد حين".