شغلت قضايا الصحافة والإعلام في الفترة الأخيرة- خاصة عقب ثورات الربيع العربي- حيّزا كبيرا من الاهتمام المجتمعي لدرجة حوّلت الجميع الي تبني عدد من القوانين والمواقف المتباينة ما بين أقصي اليمين الي أقصي الشمال. وفي الأسبوع الماضي فقط عقدت ندوتان لبحث مستقبل الصحافة والإعلام والتحديات التي تواجهها.. الأولي مساء الثلاثاء بمركز بحوث الشرق الاوسط بجامعة عين شمس وأدارها د. جمال شقرة مدير المركز بحضور العديد من الاساتذة والطلاب المهتمين بالاعلام وفيها أكد د. بسيوني حمادة- أستاذ الاعلام السياسي والرأي العام بجامعة القاهرة- ضرورة أن يستجيب الإعلام المصري في الوقت الراهن لثورة 25 يناير التي طالبت بالحرية والعدالة والمساواة مشيرا الي أن الإعلام يمر بأزمة خطيرة وكبيرة في ظل ما تشهده مصر حاليا من تفاعلات. مشددا علي ضرورة إعادة بناء نظام إعلامي جديد بجهود جميع الإعلاميين في ظل ارتفاع سقف الحرية كبديل للنظام الإعلامي القديم الذي وضع علي مدي 30 عاما ماضية موضحا أن أزمة الاعلام حالياي تتمثل في فقدان الثقة والمصداقية. مطالبا بضرورة أن يعي الجميع أن الإعلام هو ملك للشعب. واكد أن مستقبل الإعلام مرتبط ارتباطا وثيقا بمستقبل مصر. وأبدي تخوفه من تشتت وتفرق ما يبذله الاعلاميون حاليا من جهد ممثلا في شكل مقالات وندوات ودراسات بهدف مناقشة مستقبل الاعلام. رفع الوعي وطالب د. بسيوني الفاسدين والممولين برفع ايديهم عن الإعلام والصحافة. وعدم الخوض في إمكانية تقليل الحريات أو القضاء عليها لأن هذا سيجعل من مصر دولة ديكتاتورية بجدارة لا مكان فيها لغير رأي واحد يعبر عن فصيل واحد في المجتمع ويتجاهل باقي الفصائل مما يهدد باشتعال الوضع أكثر مما هو عليه وأكد ان حرية الإعلام واستقلاليته تبقي الأساس لكل مجتمع ديمقراطي متطور. الإعلام العربي أما الندوة الثانية فعقدها منتدي شباب الإعلاميين بالهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية مساء الأربعاء برئاسة مديرها القس د. أندريه زكي وإشراف سميرة لوقا- مديرة المنتدي- وأدارتها ¢هبة يسري¢ وحضرها عدد كبير من مختلف الصحف ووسائل الإعلام المصرية والعربية ومنهم د. إكرام العدناني- عضو هيئة التحرير بمنبر الحرية بالمغرب ورنا خوري- نائب مدير مجموعة ديار الفلسطينية للإعلام- واستعرض خلالها الناشط الحقوقي والكاتب السعودي¢ جعفر الشايب¢ واقع الإعلام السعودي من خلال دراسة ميدانية علي 2500 شخص خلصت الي أن المرتبة الأولي للتأثير علي الرأي العام هي بالترتيب كالتالي: الإعلام العربي المرئي ثم الإلكتروني المحلي الذي بدأ يحتل مكانة أكثر من المطبوع ثم الإلكتروني العربي ثم المحلي المطبوع ثم القنوات المحلية والإعلام المحلي المسموع وأخيرا العربي المسموع ثم المطبوع أوضح ¢الشايب¢ أن الإعلام الإلكتروني ساهم بشكل كبير في تعميق الحوار الفعال لدي الشباب. إيجابيات وسلبيات من جانبه فتح الخبير الإعلامي ياسر عبد العزيز حوارا تشاركيا مع الحضور خلص منه الي إلقاء الضوء علي مميزات وخصائص وإيجابيات الإعلام العربي وأبرزها التحسن الواضح في مهارات الكوادر ما ساهم في القدرة علي المنافسة العالمية وتحسن التقنيات المستخدمة مما انعكس علي المحتوي والمضمون الذي بات أكثر تأثيرا وتأثّرا في الحراك السياسي وزيادة درجة التفاعل مع الحراك الاجتماعي والسياسي. ثم تعرّض لنقاط الضعف فأجملها في تراجع الالتزام بقيم العمل الإعلامي الرشيد وزيادة درجة الملكية والاحتكار مما يؤدي لخطر السيطرة علي السياسة التحريرية مشيرا الي ان صناعة الإعلام تنتهج مسارين.. الأول: منظمات الأعمال وهي التي يمتلكها رجال اعمال والثاني: البيروقراطي الذي يتبع الحكومة. صلاح الإعلام وأخيرا تحدث¢ ياسر عبد العزيز¢ عن كيفية الوصول الي الإعلام الرشيد مؤكدا أنه يتركز في التنظيم وخلق الإطار المؤسسي الجيد استنادا الي قيم العمل الرشيد محذرا من انه إذا لم تتبن الجماعة الصحفية والإعلامية هذا المنهج فالخطر سينال من الجميع مشيرا الي ان الحكومات المتلاحقة والحالية وجماعة الإخوان وحزبها لديهم جميعا هذا التنظيم الذي يضمن نجاح الإعلام وحياديته إلا أن السلطة الحاكمة اليوم لا تريد اتباع سبيل الإصلاح الإعلامي حتي تستخدمه في صراعها السياسي بالضغط عليه وقمعه.