أكد السفير الإيراني ¢مجتبي اماني¢ علي قوة العلاقات المصرية الإيرانية وأن الترويج بوجود خلافات وتناحرات مجرد إشاعات كاذبة لا أساس لها من الصحة والواقع يطلقها أعداء عودة العلاقات الطبيعية بين البلدين مشيرا الي أن زيارة الرئيس د. أحمدي نجاد وهي الأولي لرئيس إيراني الي مصر منذ عام 79 تعتبر منعطفا تاريخيا مهما في العلاقات بين البلدين كما كانت زيارة الرئيس د. محمد مرسي كذلك لإيران منذ فترة وجيزة مؤكداً أن مثل هذه السفريات مهمة جدا علي مستوي عودة العلاقات الأخوية بين البلدين حتي وإن كانت في إطار الفعاليات الدولية لما تمثله البلدان من ثقل دولي وإقليمي. وصف ¢أماني¢ زيارة د. نجاد بأنها لاقت ترحيبا كبيرا علي كل المستويات سواء الرسمية أو الشعبية ومن الشخصيات العامة لدرجة أن كل منتدي او لقاء يحضره د. نجاد كان يشهد حضورا جماهيريا كثيفا خاصة خلال زيارته للمساجد والمزارات التاريخية مثل مسجد سيدنا الحسين والسيدة زينب فالناس جميعا كانوا يرحبون به مما يؤكد عمق وقوة العلاقات الشعبية وقد ظهر ذلك في الهتافات ولافتات الترحيب الجيّاشة بالعواطف والحب بين الشعبين. وصرح السفير الإيراني ل¢عقيدتي¢ بأن التمثيل الرسمي في احتفال السفارة الإيرانية بحضور ممثل الرئيس د. محمد مرسي وهو السفير رفاعة الطهطاوي رئيس ديوان رئيس الجمهورية يعد استقبالا وترحيبا مميزا للرئيس د. أحمدي نجاد وزاد من الترحيب كلمة السفير الطهطاوي التي كانت مهمة جدا لأنه يعرف إيران جيدا فهو كان سفيرا لمصر في إيران سابقا. أشار ¢مجتبي اماني¢ الي أن الرئيس د. نجاد حرص علي الاستماع لكل الآراء والتوجهات المختلفة من كل الشخصيات التي حضرت ومثلت الأطياف المختلفة في المجتمع المصري حتي أنه أفسح المجال لأكثرمن 15 شخصا للسؤال والتعقيب عليه. وحذر¢مجتبي اماني¢ من خطورة الشائعات الكاذبة التي يرددها أعداء البلدين ويريدون من ورائها إثارة الفتنة والفرقة ويعرقلون عودة العلاقات لأنها تصب في صالح الأمة الإسلامية وهم يعدون أي تقارب بين الدول الإسلامية رغم انه لا توجد خلافات حقيقية تستدعي التخاصم والتصارع فنحن المسلمين نريد إعلاء كلمة الله تعالي في العالم كله ونتمني التعاون مع جميع شعوب العالم وبصفة خاصة العالم الإسلامي فضلا عن التعاون مع شعوب كل الأديان السماوية لإبعاد المنطقة والبشرية كلها مخاطر وويلات الحروب والصراعات التي لا فائدة منها ونحن نريد الأمن والاستقرار للعالم كله. وحول إلغاء التأشيرات من الجانب الإيراني لدخول المصريين الي إيران أوضح السفير ¢مجتبي اماني¢ أن هذا يأتي في إطار إعادة العلاقات الطبيعية التي تسير بصبر وتأن لكنها بخطوات ثابتة راسخة متواصلة كما هو الحال في صناعة السجاد الإيراني الذي يتكون من مجموعة ¢عُقد¢ صغيرة متينة قوية. مشاعر اخوية كانت السفارة الإيرانية قد اقامت احتفالها بالعيد الوطني لإيران حيث اختلطت مشاعر الأخوة والحب باللغتين العربية والفارسية بين المصريين والإيرانيين في الاحتفال الذي أقيم بمقر منزل السفير الإيراني بالقاهرة وشهد زخماً واسعاً وحضوراً كثيفاً لعدة أسباب أوضحها السفير ¢مجتبي أماني¢ بأنها: لتزامن الاحتفال ال34 بالثورة الإيرانية مع بداية العام الثالث لثورة 25 يناير المصرية فضلاً عن الزيارة الأولي لرئيس إيراني وكعادته استقبل ¢مجتبي أماني¢ ضيوفه الكُثر بالترحاب الكبير مؤكداً أن الشعبين المصري والإيراني أصحاب تاريخ حضاري عريق وعلاقات متميزة تربطهما وأن تقويتها تصب في مصلحة ميزان قوة العالم الإسلامي. بدأ الاحتفال بتلاوة آيات الذكر الحكيم من أوائل سورة الفتح ثم الكوثر للقارئ الشيخ عبد الفتاح الطاروطي. علاقات تاريخية ثم عبّر السفير رفاعة الطهطاوي- رئيس ديوان رئيس الجمهورية- عن العلاقات الوطيدة بين الشعبين ومرحّباً بالرئيس ¢نجاد¢ باعتباره ممثلاً لدولة عريقة ذات تاريخ ضارب في عمق الدول السابقة لدخول الإسلام فكانت فتحا عظيماً للإسلام الذي احتضنها واحتضنته وأضافت إليه بعلومها ومنها تخرّج العديد من عظماء وعلماء المسلمين أمثال: الخوارزمي النعمان سيبويه الزمخشري الترمذي البخاري وغيرهم الكثير. أضاف الطهطاوي: كذلك كانت ثورة الإمام الخوميني فتحا جديدا أعلن للعالم أن عهدا جديدا طلع فجره وأن الإسلام عائد ليحكم ولا مكان في الأرض للاستكبار وحينما نرحب بالرئيس ¢نجاد¢ فهذا لكونه يمثل دولة مسلمة شقيقة لم تعتد علي أحد مثل مصر فكلا الدولتين يصنعان الحضارة لا الحرب لا يعتديان علي أحد ولكنهما لا يصبران علي ضير ولا يقبلان ظلماً وهما مقبرة لكل غاز ومعتد. وقال الطهطاوي: إن زيارة د. نجاد لمصر إيذان بعهد جديد نرجو أن تنصر الدولتان بعضهما البعض كما ينصر الشقيق شقيقه فالشعب المصري يحب الشعب الإيراني كما يحب الشعب الإيراني الشعب المصري وإن كانت العلاقات الخارجية الإيرانية تسير ببطء وتأخذ وقتا طويلاً كما الحال في صناعة السجاد الإيراني إلا أنها بالغة الجودة والدقة لذلك نريدها علاقات قوية عميقة لتفيد الإسلام والمسلمين. وكما تُذكّرنا زيارته بواجبات اكبر نري أن الرؤساء مدعوّون الآن الي عمل كل ما يمكن لوقف نزيف الدم السوري والحفاظ علي سوريا موحدة في وجه أعدائها. وإذا كان أي اجتماع للعرب والمسلمين فلا شك أن القدس في مقدمة قضاياهم وهي لن تعود بالفرقة والتناحر بل بالوحدة والتعاون بين الدول الإسلامية جميعا وفي مقدمتها مصر وإيران وتركيا والسعودية. هتافات الترحيب كما لقيت كلمة د. نجاد ترحيبا كبيرا من الحضور عبّروا عنه بمقاطعته كثيرا بالهتاف تعبيرا عن العلاقات الأخوية والشقيقة بين الدولتين مثل: مصر وإيران إيد واحدة د. نجاد اهلاً بيك مصر الأزهر بتحيّيك... وغيرها حيث أعرب الرئيس الإيراني عن سعادته البالغة بزيارة مصر التي كانت من أمنياته طوال حياته لذلك فهذه الأيام هي من أحلي أيامه وقال: من يعرف التاريخ جيدا إذا سمع اسم مصر يتذكر مباشرة التاريخ والثقافة والحضارة الإنسانية فمصر تُعرف بالثقافة والحوار ونحن نفتخر ونعتز بصداقتها وليس مصادفة أن الشعبين أصدقاء وأحباء منذ زمن بعيد كانا في خدمة الإنسانية والعدالة والأخوة والسلام والأمن. أضاف: وإذا كانت قد أُتيحت لي اليوم فرصة تاريخية في منعطف تاريخي مهم علي مسار الإنسانية فهذا لكي يعمل الشعبان علي القيام بمهمة عظيمة وهي تمهيد الطريق للنجاة والحرية والعزة والكرامة للبشرية كلها وهذه مهمتنا المشتركة وأحمد الله تعالي أن الشعبين يقفان الي جانب بعضهما بالإيمان والعالم يسير نحو التطور والتحرر حتي وإن كانت هناك مشاكل ومتاعب وأعداء للبشرية يريدون التحكم فيها بالعنجهية والاحتلال لأراضي وشعوب الغير ويقتلونهم ولهؤلاء أقول: إن عصر المتحكمين بالقوة والسلطويين قد ولّي وانتهي بعد أن وصلوا لنهاية المطاف وقريبا سيبدأ عصر العدالة والمحبة وسيرحل الصهاينة والمستكبرون وسيحين يوم حرية الشعوب وتحريرها فمن سمات الحركات الإنسانية أنها لا تعرف الحدود في أي نقطة من العالم فأي حركة تقوم من اجل العدالة والشعوب كلها مساهمة فيها وهو القاسم المشترك لكل البشر لذلك فنحن نعتبر الشعب المصري المساهم والشريك في الثورة الإيرانية وهو السند للشعب الإيراني وكذلك الشعب الإيراني سند للشعب المصري لأن الثورة الإيرانية قام بها رجل إلهي لا يعرف للإنسانية أية حدود متعاطف ويشفق علي كل البشر ويبحث عن دعمهم ودائما يقول: أينما وُجد ظلم فالكفاح قائم. ومنذ اليوم الأول لثورته رفع لواء تحرير فلسطينوالقدس الشريف. واختتم الرئيس الإيراني كلمته بالرد علي تحية مستقبليه مردداً باللغة العربية: عاشت مصر وإيران عاش شعب مصر وإيران نحن معكم ونحبكم وسنبقي معكم.