لا أحد يستدرك علي الله. الحرام ما ورد به نص. والحلال ما لم يرد به نص. والمباح هو ما لم يرد به تحريم ولا تحليل. وتحريم المباح تشريع بغير نص. والتشريع بغير نص حكم بغير ما أنزل الله. والحكم بغير ما أنزل الله قال عنه الله: "أولئك هم الفاسقون".. "أولئك هم الظالمون".. "أولئك هم الكافرون". إن التحريم محدد: "حُرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة "المخنوقة" والموقوذة "المحروقة" والمتردية "المقتولة بالسقوط" والنطيحة "المقتولة بالنطح" وما أكل السبع إلا ما ذكيتهم. وما ذبح علي النصب".. ثم جاء الرسول "صلي الله عليه وسلم" ليبيح ميتتين "السمك والجراد". ودمين "الكبد والطحال".. إن ذلك يعني أن ما حرم وارد علي سبيل الحصر. ومن يملك نصاً للتحريم يبرزه. لا أحد يتحدث عن الصحابة والرسول. التحريم بنص فقط. لقد أمسك ابن عباس رضي الله عنه بضب "حيوان بري أكله حلال" وبعد الشواء قال: "ألك في شيء منه يا رسول الله؟!".. قال الرسول "صلي الله عليه وسلم": "نفسي تعافه". رفض الرسول تناوله. لكن لم يحرمه علي ابن عباس. طالما أن الشرع الحكيم لم يمنع. فعلي كل شخص يقول بغير ذلك أن يلم لسانه ويضعه في حلقه ويحترم نفسه لأن لا مُشرع غير الله ورسوله.. يقول سبحانه وتعالي: "وما آتاكم الرسول فخذوه ما نهاكم عنه فانتهوا".. نحن لا نريد من بعض الخطباء والوعاظ أن يجعلوا من حلاوة المولد عبادات. لكن لا نريد أيضاً أن يعتبروها من المحرمات. لا أحد ينكد علينا عيشتنا بغير نص. ومن يسمح لهم بذلك يصبح مثلهم.. يقول سبحانه وتعالي: "يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوماً غضب الله عليهم". نريد أن نربأ بالمناسبة عن الكلام في حلاوة المولد. ياكلوا حلاوة ياكلوا جاتوه. ياكلوا كل اللي يحبوه.. هذه تفاهة. إفلاس علمي بكل المقاييس. إن الحرام في المولد حرام في غير المولد. والحلال حلال في أي وقت وأي مكان. الحرام في الكعبة. حرام في غيرها.. والحلال في مولد النبي حلال في شم النسيم.. مرة أخري لا تنكدوا علينا عيشتنا بغير نص. ولا حول ولا قوة إلا بالله.