* يسأل يوسف محمود الجبرتي: ما حكم من يري في منامه أنه ينكح إحدي الذين يحرمهم القرآن عليه. وما الذي يفعله حتي تختفي هذه الأحلام.. وهل يعاقب الله علي الأحلام؟ ** يجيب الشيخ زكريا نور من علماء الأزهر: إن الرؤي المنامية منها ما يكون من الله ومنها ما يكون من الشيطان وقد روي أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "إذا رأي أحدكم الرؤيا يحبها فهي من الله فليحمد الله وليحدث بها. وإذا رأي غير ذلك مما يكره فإنها من الشيطان فليستعذ بالله من شرها وليتفل عن شماله ثلاثاً ولا يحدث بها فإنها لا تضره". وهناك أحلام مما يعايشه الإنسان في حركته وسكونه كصاحب الصنعة أو الحرفة يحلم أنه يزاول عمله فيها والمدرس أنه أمام تلاميذه ومنهم من يدخل السرور علي قلبه ومنهم من يحزنه فهذا لا تفسير له لأنه من واقع حياة الإنسان. وإذا استولي تفكير معين علي الإنسان في عمل ما خيراً كان أو شراً فإن ذلك قد ينعكس عليه في منامه.. وذلك كمن يفكر في الشهوات الجنسية أو يقرأ كثيراً روايات تدور حول الجنس أو يشاهد من الأفلام ما فيه إثارة للغرائز أو يختلي كثيراً بالنساء وينظر إليهن نظرات جائعة فإنه ولا شك سيري في منامه شيئا من هذا القبيل. ولذلك ننصح السائل وغيره أن يتجنب كل ما يثير الشهوات.. وإذا كان غير متزوج ولديه القدرة علي الزواج فليبادر ولا يسوِّف وإن كان عاجزاً عن الزواج فليستعن بالصيام لقول النبي صلي الله عليه وسلم : "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر واحفظ للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء". وما يراه الإنسان في منامه لا يحاسب عليه وبالتالي فلا عقوبة لأن الإنسان ليس له حرية الاختيار وهو نائم ولا حساب ولا عقاب إلا علي ما كان تحت إرادة الإنسان وقد قال النبي صلي الله عليه وسلم : رفع القلم عن ثلاث عن النائم حتي يستيقظ وعن الصبي حتي يبلغ وعن المجنون حتي يعقل أو يفيق والله تعالي أعلم.