تعيش الأمة الإسلامية علي أرض مليئة بأشواك الكيد والعنت تحتم علي حاملي مشاعل النور أن يعتصموا بالحبل المتين لاسكات صراخ الباطل وهتاف الزيف والافتراء. بهذه الكلمات بدأ مؤلف كتاب محمد رسول الله في الكتب المقدسة "جمال زكريا" مقدمة كتابه مشيراً إلي أن الإسلام هو أكثر الأديان انتشاراً لصدقه ووضوحه وإعجازه. فانتشر سريعاً وهذا ما دفع أتباع الأديان الأخري للرد بالطعن والكذب. ففسروا نصوص كتبهم التي تخص الرسول - صلي الله عليه وسلم - علي أهوائهم فخذفوا ما أرادوا وأضافوا ما أرادوا. ففي التوراة تم التبشير بنبي من بني إسماعيل "عليه السلام" وأنه متي جاء سيتسلم الملك من بني إسرائيل وذكر في آية التثنية 18:18 "أقيم لهم نبياً من وسط أخوتهم مثلك. واجعل كلامي في فمه. فيكلمهم بكل ما أوصيه به" وفسر أهل الكتاب والنصاري الآية انها تشير إلي عيسي "عليه السلام" وهذه هي المغالطة حيث إن عيسي يختلف عن موسي عكس محمد - صلي الله عليه وسلم - الذي تشابه مع موسي عليه السلام فكلاهما له أب وأم. وكلاهما ولد عن طريق اتصال جنسي بين رجل وامرأة. كما أن كليهما تزوج وأنجب أطفالاً. وكليهما أتي بشرائع جديدة. وكليهما مات موتة طبيعية. لذا فعيسي ليس كموسي ولكن محمد مثله. وجاء في إنجيل يوحنا قول عيسي عليه السلام "يأتي من بعدي البار القليط". والذي أكد "انسلم" الذي درس الكتاب المقدس وعلم أصول الدين النصراني أن هذا الاسم من أسماء نبي الإسلام محمد - صلي الله عليه وسلم - وأن عليه أنزل الكتاب الرابع المذكور علي دانيال وان دينه الحق وملته البيضاء المذكورة في الإنجيل. كما أن أصحاب عيسي "عليه السلام" وأبرزهم برنابا جالوا في الأنحاء للتبشير بمحمد - صلي الله عليه وسلم - بينما انقسم الباقي إلي قسمين أولهما احتال علي الناس وجعل عيسي هو النبي المنتظر وتختم به النبؤات في بني إسرائيل. وثانيهما ظلوا علي ما هم عليه. وقد ورد في إنجيل برنابا بشارات عديدة بمحمد - صلي الله عليه وسلم - حيث قال: فلما انتصب آدم علي قدميه رأي في الهواء كتابة تتألق كالشمس نصها: "لا إله إلا الله محمد رسول الله" وعندما سأل آدم الله عن معاني محمد رسول الله أجابه الله "انك أول إنسان خلقته وهذا الذي رأيته انما هو ابنك الذي سيأتي إلي العالم بعد الآن بسنين عديدة وسيكون رسولي الذي لأجله خلقت كل الأشياء. الذي متي جاء سيعطي نوراً للعالم". كما ورد في الفصل الثالث والستين بعد المائة: حينئذ قال يسوع: أيها الأخوة إن سبق الاصطفاء لسر عظيم حتي أني أقول لكم الحق: انه لا يعلمه إلا إنسان واحد فقط. وهو الذي تتطلع إليه الأمم الذي تتجلي له أسرار الله تجلياً.. فطوبي للذين سيصغون السمع إلي كلامه حتي جاء إلي العالم. لأن الله سيظلهم كما تظلنا هذه النخلة بلي انه كما تقينا هذه الشجرة حرارة الشمس المتلظية هكذا تقي رحمة الله المؤمنين بذلك الاسم من الشيطان. أجاب التلاميذ: يامعلم من عسي أن يكون ذلك الرجل الذي تتكلم عنه الذي سيأتي إلي العالم؟ أجاب يسوع بابتهاج قلب: إنه محمد رسول الله. ومتي جاء فسيكون ذريعة للأعمال الصالحة بين البشر بالرحمة الغزيرة التي سيأتي بها. وهناك الكثير من هذه البشارات التي تضمنها الفصل الأول من الكتاب. ويجيء الفصل الثاني من الكتاب مستشهداً بنبؤات الرسول - صلي الله عليه وسلم - التي تحققت بعد انتقاله إلي الرفيق الأعلي. فعندما صعد الرسول - صلي الله عليه وسلم - ومعه أبوبكر وعمر وعثمان علي جبل حراء ارتج بهم فقال الصادق المصدوق - صلي الله عليه وسلم - أسكن أحد. فان عليك نبياً وصديقاً وشهيدين. أما النبوءات التي تحققت في زماننا فمنها ما تنبأ به - صلي الله عليه وسلم - بما نراه اليوم من النساء اللاتي يرتدين ملابس تظهر أكثر مما تخفي فقال - صلي الله عليه وسلم: صنفان من أهل النار لم أرهما بعد.. قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات رءوسهن كأسمنة البخت المائلة. لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا. وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم من اشراط الساعة أن يمر الرجل في المسجد لا يصلي ركعتين وأن يسلم الرجل إلا علي من يعرف. كما قال - صلي الله عليه وسلم: بين يدي الساعة. فشو التجارة حتي تعين المرأة زوجها علي التجارة. وقطع الأرحام. وفشو الظلم. وظهور الشهادة الزور. وكتمان شهادة الحق. ومن منا لا يري كل ذلك حولنا اليوم. وهنا ينتقل الكاتب إلي الفصل الثالث من هذا الباب والذي أفرده لسرد نبوءات الرسول - صلي الله عليه وسلم - عن آخر الزمان. فعن حذيفة بن أسيد رضي الله عنه قال: أطلع علينا النبي - صلي الله عليه وسلم - ونحن نتذاكر فقال: ما تذاكرون. قلنا: نذكر الساعة.. قال: وانها لن تقوم حتي تروا قبلها عشر آيات. فذكر الدخان والدجال والدابة. وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسي عليه السلام. ويأجوج ومأجوج. وثلاثة خسوف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب آخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلي محشرهم.