شهد سبحانه وتعالي بخلقه صلي الله عليه وسلم فقال: "وإنك لعلي خلق عظيم" وشهد لبصره: "ما زاغ البصر وما طغي" وزكي عقله: "أفتمارونه علي ما يري" ثم زكي قلبه: "ما كذب الفؤاد ما رأي" ثم زكاه بأكمله: "سبحانه الذي أسري بعبده" وفي صلاة الله وملائكته وهي بالقطع صلاة كافية. أما صلاة المؤمنين عليه فهي لصالحهم.. هم.. وكذلك احترامهم لذاته الشريفة. إن النطق باسمه صلي الله عليه وسلم مجرداً فيه تطاول وعدم الاعتراف بالسيادة والسيادة تعني الشهادة بالأفضلية والأسبقية والوفاء.. أي الكمال.. فمن رأي نفسه يتساوي مع رسول الله صلي الله عليه وسلم بالأفضلية عند الله أو بالوفاء بكل ما أمر به الله وفاء كاملاً من فعل المأمورات واجتناب الممنوعات والمحرمات لا يصح له أن يقول عن رسول الله إنه سيدنا محمد. علي أنه في البداية والنهاية يرجع هذا الأمر إلي الذوق الشخصي والأدب الشخصي. والاحترام الشخصي. إننا نفرط بجنون في منح الرتب والألقاب: فلان بك. فلان باشا. صاحب السعادة. حضرة المحترم. معالي الوزير. صاحب السمو. دولة الرئيس. الباشمهندس. حضرة الصول. الأسطي. صاحب الجلالة. فضيلة الشيخ. صاحبة العصمة. الكاتب الكبير. الفنان القدير. نجم النجوم. العالم الفذ. الصحفي المخضرم. شاعر الأجيال. أمير الشعراء. فلماذا نستكثر علي سول الله صلي الله عليه وسلم ما نمنحه للبشر بسهولة ويسر وإفراط؟! إننا لم نسمع أحداً يقول لرئيسه: "يا فلان" وينطق اسمه مجرداً. ولا يقوي أحد منا أن ينادي أباه باسمه مباشرة. فكيف ننطق باسم النبي مجرداً وهو رسول الله وأعظم شأناً؟! إن هذا من الأمور الغريبة أن يستسيغ البعض نطق اسم النبي مجرداً.. إن نطق الاسم علي هذا النحو مخالف للنص الإلهي: "لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً". وحتي لو لم يرد في الكتاب النهي عن نطق الاسم مجرداً .. علينا ألا نفعل ذلك بأنفسنا. فالله لم يأمرنا أن نقول: "صاحب السمو" أو "معالي الوزير" ورغم ذلك نحرص علي هذه الألقاب. فكيف نفعل ما لم يرد به نص ونتجاهل ما ورد به نص؟! ولا حول ولا قوة إلا بالله.