القرآن ولايزال هو السفير إلي جميع بلدان العالم. وحفظته هم أول من قام بهذا العمل الديني والسياسي لدي دول العالم شرقه وغربه من لدن نزوله علي محمد - صلي الله عليه وسلم - في رمضان إلي يومنا هذا.. ولم تكن مهمة سفراء الإسلام بالسهلة. بل كانت من أشق الأعمال. لأنها كانت تكلفهم من العنت والتعب ما يفوق طاقتهم. وأحيانا كانوا يستشهدون بيد أعداء الإسلام والقرآن. غدرا بيد الكفار والمشركين الذين يعتقدون أن القرآن هو قلب الإسلام النابض. وأن إيقافه يعجل بموت الإسلام ولكن هيهات هيهات فالذي أنزله تولي حفظه!! أرسل محمد - صلي الله عليه وسلم - اثنين من حفظة القرآن إلي "عُضَل" قبيلة مشركة من العرب ليعلموهم كتاب الله بناء علي طلبهم. فخانوهما وقتلوهما وهما خبيب بن عدي. وزيد بن الدثنة. حيث أسروهما. وأشنركوا في قتلهما كل من له دم عند المسلمين في الحرب. وأسر الحارث بن عامر خبيبا وأودعه عند جاريته ماوية بنت حجر التي راعها إيمان خبيب فلم تره إلا مصليا أو صائما. ورأته مرة يأكل قطفا من العنب وهو لا يوجد بمكة. ولما سألته قال: هو من عند الله!!.. وكان يوصي صاحبه زيد بالصبر والإيمان!! وحين حان موعد قتل خبيب حمد الله وأثني عليه. فأرسلوا يساومونه في إيمانه إن كفر بمحمد ليطلقن سراحه فرفض وقال الموت أهون مما تتوهمون وأنشد يقول: إلي الله أشكو غربتي بعد كربتي وما جمع الأحزاب لي عند مصرعي وما بي حذار الموت إني لميت ولكن حذاري حر نار تلفح ولست أبالي حين أقتل مسلما علي أي جنب كان في الله مصرعي أخذ الكفار خبيبا لتنفيذ حكم الإعدام عند "التنعيم" فقال لهم دعوني أصلي ركعتين فصلاهما تامتين قائلا: لولا أني أخاف أن تقولوا: خائف من الموت لأطلت الصلاة. ثم استقبل القبلة. وقال: اللهم بلغ رسولك مني السلام. وما يصنعه بنا القوم. فرد عليه السلام وأعلم قريشا بقتله. وأرسل فوارس لإحضار جثته. ولكن الأرض ابتلعته. حتي لا يمتهن جسمه. ولذلك سمي "بليع الأرض". والله من وراء القصد وهو المستعان.