* الثورة السورية ضربت الرقم القياسي في الصمود والتصدي لنظام بشار قبل أن تجهز علي نظامه وتنتصر نهائياًعليه . * كما ضربت الرقم القياسي أيضا ً في عدد الشهداء.. فهناك أكثر من ثلاثة آلاف شهيد سوري حسب الإحصاء الرسمي للأمم المتحدة. * وضربت الرقم القياسي في عدد المعتقلين الذي وصل حسب إحصائيات رسمية للمجلس الوطني السوري الحر إلي 60 ألف معتقل معروفين بالاسم والبلدة.. يسامون سوء العذاب في السجون السرية للنظام السوري المعروف بقسوته المفرطة واستخدامه كل الأساليب الوحشية في التعذيب. * وضربت الرقم القياسي الطويل اللازم لخلع الحاكم منذ بدء ثورات الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا واليمن.. فالرئيس التونسي خلع في أقل من شهر.. والمصري في أقل من شهرين.. واليمني والليبي في عدة أشهر. * الثورة السورية خلفت 2 مليون مهاجر سوري يعيشون في البلاد الحدودية مثل تركيا والأردن.. وهذا لم يحدث أبداً في أي ثورة في دول الربيع العربي. * أما بشار فقد فعل كل الموبقات والجرائم للبقاء في الحكم.. 15 شهراً كاملة تعد أشق وأصعب وأسوأ الأيام في تاريخ الشعب السوري كله.. حيث لم يتوقف خلالها القتل والتعذيب والسحل وتدمير المنازل . * فلم يحدث في تاريخ ثورات الربيع العربي أن تم هدم مدن بأكملها مثلما حدث في سوريا.. فقد تم تدمير حمص بأكملها دون أن يبقي فيها بيت واحد.. وكذلك معظم المدن السورية السنية الأخري.. والحقيقة أن بشار جاوز نيرون روما.. ولم أر في التاريخ الحديث أو القديم حاكماً يقتل شعبه بهذه البربرية ويستحل فيه دمه وماله وعرضه . * وإني لأعجب من صنيع الجيش السوري الذي يقتل شعبه.. ناسياً أن مهمة الجيوش في العالم كله حماية شعبها.. لا أن تتحول إلي سافكة لدمائه . * وقد أسعدني في الفترة الأخيرة كثرة التمرد علي بشار ونظامه من ضباط الجيش وخاصة من أهل السنة وتكوينهم لنواة الجيش السوري الحر الذي يرد العدوان ويدافع عن المدنيين . * وقد كان انشقاق العميد/ إيهاب مصطفي طلاس القائد المعروف في الحرس الجمهوري وابن وزير الدفاع الأسبق الشهير العماد/ مصطفي طلاس.. وصديق بشار شخصياً.. فهو سني من حمص ولا يمكن أن يرتاح ضميره وهو يري قواته تدمر بلدته وتقتل أهله وذويه وعشيرته.. وقد كان تمرد/ طلاس علي صديقه بشار ضربة موجعة للأخير ونظامه . * والتخوف الكبير الذي يساور الجميع داخل سوريا وخارجها وقوع حرب أهلية تأتي علي الأخضر واليابس خاصة بعد انهيار الجيش السوري.. لأن سوريا تختلف تماماً عن مصر وتونس واليمن.. وقد يقع ذلك إن لم يتغمدها الله برحمته ويلهم أهلها والجيش السوري الحر وجيش النظام تقديم مصالح الأوطان علي المصالح الحزبية والتوحد بينهما لبناء سوريا الجديدة. * فإذا وقعت الحرب الأهلية بين الفريقين فلن يكون هناك مناص من تقسيم سوريا إلي دولتين إحداهما سنية والأخري علوية.. وهذا خطأ وخطر كبير لن يضر سوريا وحدها ولكن سيضر الوطن العربي كله.. ولعل في تقسيم السودان لهم عبرة وعظة . * أما مواقف الدول العربية والإسلامية من القضية السورية فيعد الموقف التركي والسعودي والقطري والإماراتي متقدماً عن الآخرين في نصرة الشعب السوري.. وقد يلحق به الموقف المصري الآن . * أما الموقف الإيراني فقد كان مخجلاً ويكيل بمكيالين دون مبرر حقيقي.. فقد أيدت إيران الثورة المصرية والتونسية والليبية بصراحة.. ولكنها دعمت بشار ووقفت ضد الثورة السورية بقوة.. وعلي إيران أن تقرأ تحولات التاريخ الكبري وسنن الله في خلقه.. ولا تقف أمام آلياتها وسننها . * أما روسيا فيعتبرها الثوار السوريون جزء من المشكلة.. فكيف ستصبح جزءً من الحل.. وأري أنها قد تكون مفتاحاً للحل بعد طول استعصاء.. خاصة إذا سحبت تأييدها لبشار وأسرته وأعطتهم ملاذاً آمنا في روسيا.