نحن في مصر الآن علي مشارف مسئولية كبيرة وهي اختيار الرئيس الذي يقود البلاد إلي العمل سعياً إلي التنمية وتحقيق الرخاء وواجبنا إيذاء ذلك ليس فقط في الذهاب للاختيار وإنما في إحسان هذا الاختيار وذلك حتي يأتي المسئول الأول للأمة قائداً لها في مسيرة التنمية بالعمل والجهد الدائب والاختيار رليس عملية سهلة وإنما هو دراسة كاملة لكل شخصية متقدمة لتولي المسئولية الأولي في الدولة. ثم في المقارنة بين أصحاب هذه الشخصيات لاختيار الأفضل منها لتولي المسئولية الأولي والأمل معقود علي من يختاره الشعب لتولي هذه المسئولية مع مساعدته من القاعدة الشعبية العريضة لبلوغ الهدف المنشود وتلك عملية فيها محاذير كثيرة وفيها استطلاع لإمكانات كل شخصية في القدرة علي تحمل المسئولية ومن هنا يمكن القول بأن الأمل ليس معقوداً فقط علي الشخصية المختارة ولكنه يتوقف في البداية علي حسن الاختيار وقديماً قالوا: إن الحكمة ليست في التفرقة بين الصواب والخطأ ولكنها في التفرقة بين الخطأين أيهما أقل ضرراً من الآخر ويمكن القول تبعاً لذلك بأن الحكمة في التفرقة بين الصوابين أيهما أكثر نفعاً.. ومن هنا تتوقف أهمية الاختيار من صاحب الصوت الذي يعتبر المسئول الأول عن الاختيار نجاحه وعدم نجاحه أو توسطه بين النجاح وعدم النجاح. إن شعب مصر مقبل علي تحمل مسئولية كبري وهو يختار قائده مع أن مسئوليته لا تنتهي عند الاختيار وإنما تمتد إلي مراقبة الشخص الذي تم اختياره وهو يؤدي مهمته علي الوجه الأكمل أم يشوب أداءه التقصير والخمول. ومن هنا فإن الشعب مسئول عن أداء القائد كما هو كان مسئولاً عند اختيار هذا القائد. وقد يظن البعض أن عملية الاختيار قد تتم عند نجاح شخص من المتقدمين لتولي المسئولية وهذا ظن في غير مكانه لأن المسئولية من صاحب الصوت يجب أن تكون ممتدة في مراقبة أداء الشخص المختار فالمسئولية ليست في الاختيار فقط. وإنما هي مسئولية مستمرة لتحسين الأداء وتقديم خدمات أفضل في كل مرحلة من مراحل الحياة.