نواصل حديثنا حول الحديث النبوي الشريف.. فنقول وبالله التوفيق الفقرة الثالثة من الحديث: "تكاثروا" وهنا مربط الفرص. ليس المقصود بالكثرة كثرة الأولاد أو كثرة الذرية. المقصود تكاثروا انتم. وهو أمر طبيعي بعد تناكحوا وتناسلوا. فحاصل جمع رجل«امرأة بعد الزواج والإنجاب لا يكون "2" وإنما يكون "3" علي الأقل. بمعني أدق أصبح الشخص الواحد قبل الزواج ثلاثة علي الأقل بعد الإنجاب. وهذا هو معني تكاثروا. إن النبي عليه الصلاة والسلام لم يأمرنا بكثرة النسل وإنما أمرنا بالتناسل. ولو كانت العبرة بالكثرة علي النحو الشائع بين الناس الآن لما كان الحديث النبوي الثاني: "كغثاء السيل" إن النبي الكريم يريدنا ثوابت. شوامخ. رواسخ. لنا مكانتنا بين الأمم نتقدم الصفوف ونستوعب العلوم ونبدع في الآداب والفنون. لا نمد أيدينا إلي أحد. لا نكون في حاجة إلي أحد مما يجعله سيداً علينا متحكماً في مصائرنا لقوله سبحانه وتعالي: "كنتم خير أمة أخرجت للناس" فكيف نكون خير أمة أخرجت للناس ونحن نتعرض لما نتعرض له في هذه الأيام؟! ويقول سبحانه وتعالي: "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله" فالفئة القليلة الكثيرة الإيمان الكثيرة القوة الكثيرة الثراء المتقدمة علمياً تسود. والفئة الكثيرة الضعيفة الهشة المتناثرة المتخلفة يقودها من يقودها كما يقود الراعي أغناماً. الغنم كثر والراعي واحد. علي مستوي الأسرة الصغيرة لا معني لرجل ينجب أطفالاً لا يقدر علي تربيتهم تربية حسنة ولا يقدر علي تعليمهم تعليماً راقياً. ولا يقدر علي المحافظة علي حصتهم كما ينبغي. لا معني لرجل ينجب أطفالاً لا يكونوا ركائز في المجتمع وتروسا عاملة في ماكينة الحياة. إن العكس هو المطلوب.