أكد الشيخ طه صياح مترجم القرآن الكريم بالحرم المكي وإمام وخطيب بأوقاف القاهرة أن حفظ القرآن الكريم فتح عليه بإتقان اللغتين العربية والإنجليزية وساعده في العمل كمترجم للقرآن الكريم في الحرم المكي وجعله يحلم اليوم بتقديم ترجمة للقرآن الكريم برواية أخري غير حفص. وقال إن هناك مواقف عديدة تعرضت لها علي الهواء أثناء ترجمتي للقرآن منها موقفي مع الشريم.. مشيراً إلي أن حفظه للقرآن الكريم تم في عام ونصف العام وذات مرة راجعه كاملاً في خمس ساعات فقط وأحافظ علي وردي في قراءة الورد اليومي ما بين قراءة خمسة أجزاء لأختم القرآن في أسبوع يصل أحياناً لأسبوعين وأحياناً أخري في ثلاثة أيام فقط. بيَّن في حواره ل "عقيدتي" أنه بفضل القرآن أتقن اللغتين العربية والإنجليزية وأقام عامين في رحاب الحرم المكي الشريف ويحلم بالعمل كداعية بالإنجليزية وتقديم ترجمة جديدة لمعاني القرآن الكريم. * بداية حدثنا عن سيرتك الذاتية ومشوارك مع القرآن الكريم؟! ** حفظت القرآن الكريم بفضل الله في سن خمسة عشر عاماً وفي مدة عام ونصف العام فقط وكنت ثاني أبناء القرية بين جيلي حفظاً للقرآن الكريم في كُتَّاب القرية وكذا في المعهد الديني الأزهري بقرية فزارة بمركز ببا محافظة بني سويف ثم استكملت دراستي حتي تخرجت في قسم الدراسات الإسلامية باللغة الإنجليزية بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر وأثناء فترة الدراسة خضت العديد من المسابقات في المعاهد الأزهرية حتي وصلت لتحقيق المركز الرابع في حفظ القرآن كاملاً علي مستوي معاهد الجمهورية في المرحلة الثانوية الأزهرية. ترجمة التراويح * وماذا بعد التخرج في الجامعة؟! ** منذ تخرجي وبحكم تخصصي في دراسة اللغة الإنجليزية إلي جانب الدراسات الإسلامية وحفظي المتقن لقرآن الكريم أكرمني الله بأن سافرت ضمن وفد من خريجي القسم للترجمة الفورية لصلاة التراويح من المسجد الحرام بمكةالمكرمة في عام 2004 واستمررت لمدة عامين في هذا المشروع ثم انتقلت بعد ذلك للعمل الإعلامي في إحدي القنوات الفضائية المتخصصة في قراءات وفنون تلاوة القرآن الكريم والتي تنقلت في العمل فيها بين فرعيها في مكةالمكرمةوالقاهرة ما بين مراجع ومدقق لغوي ومراجع لقرآن الكريم في تسجيلات القناة ثم مديراً لمسابقات القرآن الكريم بالقناة وحافظت في ذات الوقت علي صلتي بتخصصي في الترجمة من وإلي اللغة الإنجليزية وأيضاً حصلت علي الإجازة في قراءة القرآن الكريم بروايتي شعبة وحفص وأعمل علي إتمام القراءات العشر كاملة وأسعي للانتهاء من الدراسات العليا بشكل مواز وكل هذا إلي جانب عملي الأصيل كإمام وخطيب بأحد مساجد أوقاف القاهرة. * دعني أتوقف عند إتمامك لحفظ القرآن كاملاً في عام ونصف العام فقط؟! ** تم هذا بتوفيق من الله عز وجل ثم بإصرار من والدي حفظه الله ثم شعوري وقتها بنهم وشغف لحفظ القرآن بشكل غير عادي لدرجة أنني كنت أشغل يوم الجمعة إجازتي الأسبوعية بحفظ ورد جديد حتي انني في ذات مرة حدثتني نفسي أن أتمم حفظ سورة الكهف كاملة وبفضل الله تم ذلك وبعد أن أتم الله عليَّ نعمة الحفظ أصبح وردي في المراجعة اليومية خمسة أجزاء لأتمم مراجعة المصحف خلال الأسبوع أما الآن ومع كثرة المشاغل يمكن أن تمتد ختمة المراجعة لنحو أسبوعين وأحياناً في ثلاثة أيام. ولعل من الطريف أنني في أثناء مسابقة في الثانوية دخلت مع زميل لي في تنافس فختمت القرآن الكريم كاملاً في خمس ساعات غيباً وهذا كان في حالة حضور الذهن الكامل والتركيز الشديد. ملكة الحفظ * ولماذا اخترت الدراسات الإسلامية بالإنجليزية؟! ** بفضل الله كنت متفوقاً في حفظ القرآن وكذلك في اللغة الإنجليزية وكنت أحب اللغة كثيراً وأتقنها وأعشق كذلك اللغة العربية وربما هذا هو فضل حفظ القرآن الذي أعطاني ملكة الحفظ الذي هو أصل تعلم كل اللغات وأطمح لأن أكون داعية باللغة الإنجيزية في البلاد الناطقة بها. * أعود معك لترجمة صلاة التراويح في الحرم المكي.. كيف أتت هذه المنحة الإلهية وما أهم المواقف التي لا تنساها؟ ** كان هناك مشروع لترجمة صلاة التراويح للإنجليزية من مكةالمكرمة ولم يحظ بهذا الشرف سوي نخبة قليلة من طلاب اللغة الإنجليزية بلغات وترجمة الأزهر وكنت واحداً من هؤلاء وكان من بين شروط اختيار الفريق الحفظ المتقن للقرآن الكريم والتمكن باللغة الإنجليزية حتي يستطيع مجاراة الإمام في الصلاة ويستطيع تجنب أخطائه في الصلاة إذا حدث ذلك وكانت تلك الأيام من أروع تجارب حياتي وكانت مهمة صعبة علي وتحتاج لتركيز 1000% لأنها مسئولية أمام ملايين المشاهدين وكان أحياناً يحدث خطأ من الإمام ثم يعود عن خطئه فكان لابد من يقظة المترجم لدرجة أن الركعتين مدتهها نحو ربع ساعة كان أحدنا يتصبب عرقاً رغم وجود المكيفات ورطابة الجو ونتنفس الصعداء حين تنتهي الصلاة. ورطة علي الهواء * لكن هل هناك مواقف بعينها مع مشاهير قراء الحرم؟ ** في ذات مرة كان يقرأ الشيخ سعود الشريم وكثيراً ما كان يحدث معه أخطاء فكانت الليلة الأولي ويقرأ في سورة البقرة وذهب من خلال آية متشابهة لسورة أخري ليست في البقرة فانتقلنا معه إلي حيث ذهب ثم تذكر وعاد فعدنا معه لأننا نترجم للمشاهد ما يقرأه الشيخ وفي مرة أخري توقف قاريء عن القراءة حيث أغلق عليه وطال وقوفه فأسقط في أيدينا واحترنا وتوقفنا لم نكتب شيئاً حتي استفتح علي الشيخ فأكملنا. * وأنت مترجم للقرآن الكريم في الحرم النبوي كيف تري الوعاء اللغوي للإنجليزية وعدم قدرته علي استيعاب معاني القرآن الكريم؟! ** في اعتمادنا لترجمة القرآن لم نعتمد علي ترجمة واحدة فهناك المترجم المسهب في ترجمته للمعاني كعبدالله يوسف علي العالم الهندي الشهير وهناك المقل في إسهابه كصحيح انترناشيونال وترجمة د.محمد تقي الدين الهلالي ومحسن خان وغيرها من التراجم فكانت هناك موازنة بين أقربها للمعني المطلوب من الآية بحيث نقدم ترجمة موجزة تماشي وطبيعة الترجمة التلفازية إذ أن المشاهد لا يحتاج أن يدخل في تفاصيل تفسيرية للقرآن الكريم. * وهل يوجد نص مترجم نستطيع القول إن هذا هو القرآن بالإنجليزية؟ ** مستحيل ولن يكون لأن القرآن يحتمل معاني كثيرة ربما يأخذ منها مترجم ويأخذ ترجمة لمعني آخر من ترجمة أخري وهكذا وهذا لو كنا نتحدث عن ترجمة لرواية واحدة إذ أن كل التراجم الموجودة حتي الآن لرواية حفص ضم الروايات العشرين أما إذا فتح الله علينا وتمكنا من ترجمة القرآن علي إحدي الروايات الأخري فذاك شييء آخر ويحتمل أموراً أخري لأن القرآن كما يقولون حمَّال أوجه. وأختم بسؤالي.. حلمك إيه؟ بماذا تحلم؟ ** أحلم أن أكون داعية للناطقين بالإنجليزية وأن أكمل دراساتي العليا الماجستير والدكتوراة وبمشروع كبير لترجمة معاني القرآن بالروايات القرآنية الأخري غير حفص.