قال تعالي: "إنما السبيل علي الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم" الشوري: .42 وقال تعالي: "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون" الشعراء: .227 وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "من غشنا فليس منا" رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه. وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "ويل للأمراء. ويل للعرقاء. ويل للأمناء ليتمنين أقوام يوم القيامة أن ذوائبهم معلقة بالثريا يدلون بين السماء والأرض. وأنهم لم يلوا عملاً".. رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم واللفظ له. وقال صحيح الإسناد. ومن دعاء الرسول صلي الله عليه وسلم أنه قال: "اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به" رواه مسلم والنسائي. فالظلم مرتعه وخيم. وعاقبته سيئة. وجزاء صاحبه النار وخراب الدار. وما حرم الله شيئاً كالظلم وما توعد أحداً بمثل ما توعد به الظالمين. قال تعالي: "إنا اعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقاً" الكهف: .29 والظلم في الدنيا بلاء كبير وشر مستطير. وفي الاخرة خزي وندامة وظلمات يوم القيامة. فالظلم نوعان أحدهما: ظلم الإنسان لنفسه. وأعظمه الشرك بالله. وأن يجعل الإنسان نداً لله وهو خالقه. ثم يليه المعاصي من كبائر وصغائر وكل ما قال أو فعل أو كف عن واجب وكان بقوله أو فعله أو كفه مخالفاً لما أمر الله فهو ظالم لنفسه. قال تعالي: "فألهمها فجورها وتقواها. قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها" سورة الشمس: 8:10 والثاني ظلم العبد لغيره. قال صلي الله عليه وسلم في خطبة الوداع: "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا هل بلغت" فأخذ حقوق الناس والاستيلاء عليها تعدياً وظلماً من الذنوب التي لاتغفر. ولا تكفرها الصلاة. ولا الصدقة ولا الصيام بل ولا التوبة ولا الاستغفار حتي ترد الحقوق إلي ذويها أو يتسامح الظالم من ظلمه. روي أن امرأة كان لها دار بجوار الملك وقصره. فركب الملك يوماً وطاف حول القصر فرأي كوخ المرأة فقال لمن هذا؟ قيل: لامرأة فقيرة تأوي إليه.. فأمر به فهدم فجاءت العجوز فرأته مهدوماً فقالت: من هدمه. فقيل لها: الملك رآه فهدمه. فرفعت طرفها إلي السماء وقالت: إلهي إذا لم أكن حاضرة فأين كنت أنت ثم جلست فخرج الملك في موكبه فلما نظر إليها قال لها: ما تنتظرين؟ قالت أنتظر خراب قصرك. فهزأ بها وضحك منها فما جنَّ الليل حتي خُسف به وبقصره. ووجد علي بعض حيطان القصر هذه الأبيات: أتهزأ بالدعاء وتزدريه... وما يُدريك ما صنع الدعاء سهامُ الليل لا تُخطيء ولكن... لها أمدُ وللأمد انقضاءُ وقد شاء اللهُ بما تراه... فما للملك عندكمو بقاءُ قال صلي الله عليه وسلم : "ثلاثة لا تُرد دعوتهم: الصائم حتي يفطر. والإمام العادل. ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام. ويفتح لها أبواب السماء. ويقول الرب: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين" رواه أحمد وابن ماجة وابن خزيمة وحسَّنه. الشيخ.عبدالفتاح حسين عبدالفتاح محمد موسي الأبلق إمام وخطيب ومدير بأوقاف القاهرة