من مزايا القرآن الكريم أنه كلام رب العالمين. الذي أبدع الكون بكل ما فيه ومن فيه بعلمه وحكمته وقدرته. ولما كان الخالق سبحانه وتعالي منزهاً عن جميع صفات خلقه وعن كل وصف لا يليق بجلاله. وجب تنزيه كلامه عن جميع ما سواه من كلام. باعتباره كلام الله المنزه عن كل نقص. والمستحق لكل الإجلال والتعظيم والتنزيه. خاصة أن القرآن الكريم هو النص الوحيد من كلام رب العالمين والمحفوظ بحفظ الله بكماله وتمامه في نفس لغة وحيه اللغة العربية بصفائه الرباني. وإشراقاته النورانية التي لا يمكن لكلام البشر ولا لكلام غيرهم من المخلوقات أن يصل إلي شيء من كماله. من هنا وجب أن يكون التعامل مع القرآن الكريم تعاملاً يتصف بكل معاني التوقير والإجلال والتعظيم. لأنه كلام الله المستحق لخضوع جميع خلقه بالعبودية الكاملة لجلاله. ولأنه هو الهداية الربانية للإنسان في القضايا التي يعلم الله تعالي عجز الإنسان عن وضع أية ضوابط صحيحة لنفسه فيها وانطلاقاً من ذلك وجب أن يكون تعاملنا مع القرآن الكريم بما يستحق من إجلال وتعظيم وذلك بتلاوته بالترتيل اللازم. وفي سماعه الخشوع الواجب. وفي تدبر معاني آياته. وحروفه وكلماته بالعمق المناسب. وفي التعرف علي أوامر الله ونواهيه فيه. وفي استخلاص العظات والدروس والعبر منه. وفي استجلاء مختلف جوانب الاعجاز فيه. وفي تقديمنا إياه إلي الناس أجمعين: مسلمين وغير مسلمين بالحكمة والموعظة الحسنة. وهو الأسلوب الذي أمرنا به رب العالمين القائل في وصف محكم كتابه: "الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير" هود: .1 "لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد" فصلت: .42 والقرآن الكريم هو الكتاب الذي لم ينته نفر من الجن إذ سمعوا شيئاً منه إلا أن قالوا ما يرويه هذا الكتاب العزيز بقول ربنا تبارك وتعالي: "قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجباً. يهدي إلي الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحداً" الجن: 1.2 من هنا كان من المفضل قراءة القرآن الكريم والقاريء علي وضوء مستقبلاً القبلة كلما أمكن ذلك. مركزاً كل حواسه وعقله فيما يقرأ. حتي يفتح الله تعالي عليه بفهمه. وإحسان تدبر اياته. وإدراك دلالاته فسيتوفي أجر التلاوة. ومن هنا كذلك كان واجباً علي كل من يستمع إلي شيء يتلي من القرآن الكريم أن يأخذ نفسه بالإنصات الجيد حتي يصل كلام الله إلي العقل فيتدبر معانيه. وإلي القلب فيخشع لما أنزل الله تعالي من الحق فيه. ويمتدح ربنا تبارك وتعالي هذا الكتاب الخاتم في العديد من آياته التي نختار منها قوله الحق: * "الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدي للمتقين" البقرة: 1.2 * "لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفي بالله شهيداً" النساء: .166 * "يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نوراً مبيناً" النساء: .174 * "يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيراً مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين. يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلي النور بإذنه ويهديهم إلي صراط مستقيم" المائدة 15.16 * "وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القري ومن حولها والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به وهم علي صلاتهم يحافظون" الأنعام: .92 * "وما كان هذا القرآن أن يفتري من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين" يونس: .37 * "المر تلك آيات الكتاب والذي أنزل إليك من ربك الحق ولكن أكثر الناس لا يؤمنون" الرعد: .1 * "كذلك أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم لتتلو عليهم الذي أوحينا إليك وهم يكفرون بالرحمن قل هو ربي لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه متاب" الرعد: .30 * "الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلي النور بإذن ربهم إلي صراط العزيز الحميد" إبراهيم: .1 * و"لقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم" الحجر: .87 * "إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيراً" الإسراء: .9 * "قل لئن اجتمعت الإنس والجن علي أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً" الإسراء: .88 * "وبالحق أنزلناه وبالحق نزل وما أرسلناك إلا مبشراً ونذيراً. وقرآناً فرقناه لتقرأه علي الناس علي مكث ونزلناه تنزيلاً. قل آمنوا به أو لا تؤمنوا ان الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلي عليهم يخرون للأذقان سجداً. ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولاً. ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً" الإسراء: 105 .109 * "كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب" ص: .29 * "إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز. لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد" فصلت: 41. .42 * "وكذلك أوحينا إليك قرآناً عربياً لتنذر أم القري ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه فريق في الجنة وفريق في السعير" الشوري: .7 * "الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان وما يدريك لعل الساعة قريب" الشوري: .17 * "وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلي صراط مستقيم" الشوري: .52