مصر من البلاد القليلة التي ورد ذكرها كثيراً في القرآن الكريم وهي منة من الله سبحانه وتعالي علي أرض الكنانة. ومع هذا التكريم من الله سبحانه وتعالي فقد تعرضت مصر علي مر التاريخ لأزمات كثيرة. كان أغلبها يتركز في الجوع والخوف وفي هذه الأيام سبق الخوف الجوع بعد الانفلات الأمني الذي أصابها بعد ان من الله عليها. وحفظها بثورة الخير في 25 يناير 2011 التي حباها الله برعايته. فاستمرت. رغم ما يصادفها من عقبات كئود كادت تعصف بأهدافها وآمالها. لولا ان قيض الله لها من أبنائها المخلصين من يقيل عثرتها. ويفرج كربتها ويرد عليها بعض أمنها وأمانها ممثلا في القوات المسلحة بقيادة المشير حسين طنطاوي وقائد مسيرة الانقاذ الدكتور كمال الجنزوري. ويعطي أبناء مصر من وزرائها ومسئوليها المخلصين الذين جاءوا ليعيدوا إليها الحياة بعد ان ذهب ريحها. وأوشك الجوع ان يعصف بأهلها خلال ثلاثة عقود جثم الظلم والظالمون علي صدرها. فأذاقوها لباس الخوف والجوع بفسادهم وخيانتهم بقيادة زعيممهم الباغي حسني مبارك وأعوانه من الفاسدين. الذين آلوا علي أنفسهم هلاكها. وضياع أهلها لكن عناية الله تدخلت في الوقت المناسب لإنقاذها!! عود علي بدء. منذ آلاف السنين تعرضت مصر للرخاء وطيب العيش. وابتسامة الحياة لمدة قال عنها القرآن الكريم. إنها سبع سنوات ولم يستمر الحال كثيراً حتي فاجأتها السبع الشداد بظلم حكامها وبغيهم والتي ألقي الضوء عليها ما جاء في سورة يوسف عليه السلام إحدي السور المكية من القرآن الكريم وما جاء في تفسير يوسف لرؤيا الملك. والتي وردت في الآية الثالثة والأربعين من السورة في قوله تعالي: "وقال الملك. إني أري سبع بقرات سمان. يأكلهن سبع عجاف.. وسبع سنبلات خضر. وأخر يابسات. يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي. إن كنتم للرؤيا تعبرون". إذا أراد الله شيئاً. هيأ له الأسباب والآليات. وسنة الله في خلقه أن بعد العسر يسرا والضيق فرجا. فلما أراد الله خروج يوسف من السجن رأي الملك رؤياه. فنزل جبريل إلي يوسف وبشره بالفرج قائلا له: "إن الله مخرجك من سجنك ومكن لك في الأرض.. يذل لك ملوكها. ويعطيك جبابرتها. ومعطيك الكلمة العليا علي اخوتك" وهنا لم يمكث يوسف كثيراً في السجن حتي خرج فجعل الله أول الرؤيا ليوسف بلاء وشدة. وجعل آخرها بشري ورحمة!! رأي الملك الأكبر الريان بن الوليد الرؤيا التي وردت في الآية الكريمة. كأنما خرج من نهر يابس سبع بقرات سمان. وفي إثرهن سبع عجاف - أي مهازيل - وقد أقبلت العجاف علي السمان فأكلتهن إلا القرنين - ورأي سبع سنبلات خضر. وقد أقبل عليهن سبع يابسات فأكلتهن حتي لم يبق منهن شيء. وهالت الرؤيا الملك. فأرسل إلي أهل العلم منهم. والبصر بالكهانة والعرافة. والسحر. فقالوا جميعا في تأويل الرؤيا. أضغاث أحلام!! وقصة يوسف وردت في القرآن الكريم في سورة بأكملها من لدن ولادته حتي صار يافعاً. وما حدث له مع إخوته. وكيدهم له. وتدبير قتله. واتهام الذئب زوراً بأكله. وهو بريء من التهمة. إلي بيعه بثمن بخس دراهم معدودة لعزيز مصر. وما حدث مع امرأة العزيز حين اتهمته بالفاحشة. وبرأه الله بعد ان قضي في السجن بضع سنين إلي تأويل رؤيا الملك الذي كان سبباً في ان يكون يوسف عليه السلام أول مهندس زراعي في مصر. وأول وزير للمالية لها وكانت تسمي وزارة الخزانة. كما ورد في القرآن الكريم. تولي يوسف أمر الزراعة في مصر بعد سنوات الجدب الذي أعقب الرخاء وتولي الخزائن بعد ان قال للملك "اجعلني علي خزائن الأرض. إني حفيظ عليم" لأنه حاسب وكاتب وأول من كتب في القراطيس.. وهو خبير بسني المجاعات. وأشرف علي تنفيذ تفسير الرؤيا للملك. بعد توليه الزراعة والمالية. ولقد تأخر تولي يوسف الملك سنة. يوضح ذلك قول الرسول محمد صلي الله عليه وسلم: "رحم الله أخي يوسف. لو لم يقل اجعلني علي خزائن الأرض. لاستعمله من ساعته. ولكن هذا القول أخر الملك عنه سنة" ولما انقضت السنة دعاه الملك فألبسه التاج. وقلده سيف الملك. وأعد له سرير العرش. من الذهب مكللا بالدر والياقوت. فجلس عليه ودانت له الملوك. وفوض إليه أمر مصر وزوجة راعيل امرأة العزيز التي وجدها عذراء وأنجبت له ولدين هما افرائيم ومنشا!! ومصر التي تمر هذه الأيام بشدة من تقصي في الأموال والأنفس والثمرات تحتاج إلي خبرة يوسف عليه السلام بالزراع. حتي تحصل علي الاكتفاء الذاتي من القمح بعد ان وصفها الله بخزائن الأرض. وإلي علمه بشئون المال حتي يستقيم اقتصادها. وتذهب عنها السنون العجاف. وترتع بين جنباتها البقرات السمان. فيدخلها السواح آمنين. وينعم أهلها بخيرات نيلها العظيم. وأرضها ذات الثروات المعدنية النفيسة. حتي يعز أهلها. ويهلك الله الظالمين. وتبقي مصر حصنا للأوفياء والمخلصين!!. والله من وراء القصد وهو المستعان.