ذكر الله تعالي في القرآن "ياأيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً" "واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون" "والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً" "فاذكروني أذكركم وأشكروا لي ولا تكفرون" "واذكر ربك كثيراً وسبح بالعشي والإبكار" "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً". كما أن الآيات حذرت ونبهت الغافلين عن ذكر الله تعالي "ولا يذكرون الله إلا قليلا" وقوله "واذكر ربك إذا نسيت" "واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخفية ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين". "ياأيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون" "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمي".. وجاء في الأحاديث النبوية ما يحث علي ذكر الله تعالي كما في وصية لمعاذ بن جبل أن يقول دبر كل صلاة "اللهم أعني علي ذكرك وشكرك" وقوله صلي الله عليه وسلم "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر مثل الحي والميت". وقوله صلي الله عليه وسلم في حديث قدسي عن الله عزوجل "أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه ما ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه". وقوله صلي الله عليه وسلم في حديث قدسي عن الله عزوجل "من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين" وجاء رجل إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال: يارسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به.. فقال "لايزال لسانك رطباً من ذكر الله". وقوله صلي الله عليه وسلم "ما جلس قوم يذكرون الله تعالي إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده". "فاذكروني أذكركم" أي اذكروني باللسان أذكركم بتفتيح الجنان. وأذكروني بالإسرار أذكركم بترادف المنح والأنوار.. اذكروني بالحضور أذكركم بالفتح والسرور.. اذكروني بالتعظيم أذكركم بالفوز العظيم.. اذكروني بالاجلال والاحترام أذكركم بالكرامة والأكرام.. اذكروني بالهمة والاهتمام أذكركم بالحكمة والإلهام.. اذكروني بالقلوب أذكركم بكشف أسرار الغيوب.. اذكروني بالأركان أذكركم بالمحبة والعرفان. وفي الحديث القدسي عن رب العزة "أنا جليس من ذكرني" وهذا شرف عظيم للذاكرين.. فمن جالس الله تعالي أفاض عليه من عطائه فأخرجه من إطاعات الغفلة إلي نور الذكر ومن نور الذكر إلي نور الفكر.. ومن نور الفكر إلي نور الأنس.. ومن نور الأنس إلي نور المعرفة.. ومن المعرفة إلي نور التوحيد.. ومن التوحيد إلي نور المحبة.. ومن نور المحبة إلي نور الرضوان الذي هو غاية الغايات ونهاية السعادات. إن ذكر الله تعالي من خير العبادات سواء أكان باللسان أو بالقلب.. أو الفكر.. وفي خلوة وفي جماعة.. وفي حالة وقوف أو جلوس أو رقود فالمسلم مطالب أن يذكر الله دائماً ما استطاع إلي ذلك سبيلا.