حذر الدكتور مجدي الشرقاوي رئيس جمعية البيئة العربية من كارثة مائية بالوطن العربي بحلول عام 2020 في ظل المؤتمرات الاسرائيلية علي منابع المياه وغياب استراتيجية عربية للحل.. جاء ذلك خلال مؤتمر "قدسية المياه في الأديان" الذي نظمته جمعية البيئة العربية بالاشتراك مع جامعة الأزهر. أوضح الشرقاوي ان المياه أصبحت سلاحا أقوي من الأسلحة الفتاكة في الحروب الدولية الاقليمية خاصة في الصراع العربي الاسرائيلي خاصة ان اسرائيل تستخدم سلاح المياه للحرب ضد العرب من خلال مشروعاتها في دول حوض النيل لخنق مصر والسودان وكذلك خطتها لاستغلال مخزونات المياه في مصر والأردن ولبنان وسوريا وفلسطين سواء بالاتفاقيات أو الحروب فضلا عن اشعالها للفتن حول المياه في مختلف المناطق العربية خاصة في فلسطين حيث يبلغ استهلاك الفرد الاسرائيلي من المياه 470 لترا في حين لا يزيد نصب الفرد الفلسطيني عن 40 لترا تعمدت أن تكون ملوثة ناقلة للأمراض مثلما تم في مياه غزة التي يسقط فيها سنويا 100 ألف طفل ضحايا الموت والمرض في غزة وحدها. طالب الدكتور جعفر عبدالسلام الأمين العام لرابطة الجامعات الاسلامية بتدريس مناهج كاملة لطلاب المدارس والجامعات عن المياه من منظور الأديان التي تحرم وتجرم الاسراف فيها نظرا لأهميتها للحياة علي سطح الأرض حيث انها مصدر الحياة لكل الكائنات وكذلك لابد للدول العربية أن تحمي نفسها مائيا عن طريق تعديل معاهدات المياه إذا كانت جائرة والتمسك بها إذا كانت منصفة. وحث الدكتور يوسف ابراهيم مدير مركز الاقتصاد الاسلامي جامعة الأزهر علي وضع استراتيجية عربية واسلامية شاملة للتقليل من المخاطر التي تتعرض لها المنطقة العربية باعتبارها من أفقر المناطق مائيا علي مستوي العالم ولهذا اختارت الأممالمتحدة عقد 2005 2015 للمياه. ولهذا لابد من التكامل المائي العربي قبل أن تقع الكارثة خاصة ان السيطرة علي حوض النيل وأنهار العراق ولبنان وسوريا أعلنت الوثائق الاسرائيلية منذ انشاء اسرائيل عن مخططاتها للسيطرة عليها بدليل خريطة اسرائيل الكبري من النيل إلي الفرات. أشار إلي ان لفظ المياه جاء في القرآن الكريم صراحة 63 مرة تأكيدا علي أهميته باعتباره مصدر الحياة لكل الكائنات الحية بالإضافة إلي انه موطن الحضارات الزاهرة عبر التاريخ ولهذا جعلت الأديان المحافظة عليه واجب شرعا ومن يسرف فيها فهو آثم شرعا. وعرض الدكتور شوقي دنيا استاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر إلي مواطن الاهتمام بالمياه في الشريعة الاسلامية من خلال استعراض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ويكفي أن نعرف ان الماء مرتبط في الشريعة الاسلامية بالعبادات من خلال الطهارة بكل أنواعها بل ان الماء في حد ذاته نعمة ثروة أمرنا الاسلام بالمحافظة عليها ولكن من المؤسف ان المصريين أهملوها وأساءوا اليها مما يجعلهم يدفعون ثمن ذلك غاليا مستقبلا بعد أن تعاني مصر من الفقر الشديد في المياه. تناول الدكتور عبدالجواد الصاوي المستشار العلمي للهيئة العالمية للاعجاز العلمي في القرآن والسنة مواطن الإعجاز الإلهي في تركيب الماء وانتشاره علي سطح الأرض وان ما يهدد العالم من فقر مائي هو نتيجة عبث الاسلام بالبيئة وتلويثه للمياه بمختلف الوسائل. شرح الدكتور عادل حميد وكيل كلية تجارة الأزهر خريطة المياه في الوطن العربي وبيان ان المنطقة كلها تقع في حزام الفقر المائي ومن المتوقع أن تصبح الحروب في المنطقة بسبب المياه وقد وضعت اسرائيل خططها للسيطرة عليها بكل الوسائل لأنها تعلم انها ستكون هي الفاصلة في تلك المعركة. وحذر المستشار حمدي عبدالعليم ممثل مجلس الوحدة الاقتصادية العربية من أن نصيب الفرد العربي سيكون سدس نصيبه الحالي بعد ثماني سنوات فقط وللأسف فإن الدول العربية تتعامل مع القضية باستهانة كبيرة رغم ان المخططات الأمريكية والاسرائيلية وضعت لخنق الدول العربية واستنزافها بعد أن تعيش في ظل حالة الفقر المائي مما يفقدها إرادتها السياسية ويضعف اقتصادية ويكرس تبعيتها للولايات المتحدة الحليف الأول لإسرائيل.