يقول تبارك وتعالي: "ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله علي ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولي سعي في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يجب الفساد وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد" البقرة: آية 204-.206 إن المجتمع الذي يرضي عنه الله عز وجل هو المجتمع الذي يسوده الود والأمن والاستقرار أما من أخفي في نفسه العداوة والبغضاء والخصومة وأظهر المحبة ونطق بلسانه ما ليس في قلبه فقد ارتكب إثما مبينا وذنبا عظيما وباء بغضب من الله ذلك لأنه حمل السلاح وروع المجتمع بالقتل أو السلب أو قطع الطريق والعيث في الأرض فسادا بتأليف العصابات المسلحة أو العبث بقوانين الدولة والاستهانة بها ابتغاء الفساد في الأرض وتعريض الأمن العام للإضراب. ونشر الفوضي والذعر بين الناس كل ذلك محاربة لله ورسوله فالحق سبحانه وتعالي يقول: "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم" المائدة: الآية 33 ولنا في أنبياء الله ورسله المكرمين الأسوة الحسنة خاصة عندما دعوا إلي أمن البلاد والعباد وعلي رأسهم الخليل إبراهيم عليه السلام يوم أن ترك أهل بيته عند البلد الحرام فقال: "رب اجعل هذا البلد آمنا" ويوسف عليه السلام عندما استقبل أبويه وإخوته علي مشارف مصر دعاهم بقوله: "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين" ولقد حذر الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم من ترويع الناس حتي ولو كان مزاحا ففي الحديث الشريف: "لا يحل لمسلم أن يروع مسلما" وقوله أيضا: "لا يشير أحدكم علي أخيه بالسلاح فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرة من النار" رواه الشيخان. وفي حجة الوداع أكد صلي الله عليه وسلم علي حرمة الدماء والأموال والأعراض فقال: "أيها الناس إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم إلي أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلي من أئتمن عليها.. ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد". إن نعمة الأمان والسلام من أعظم النعم التي من الله بها علي عباده الصالحين يقول سبحانه وتعالي: "الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب" سورة الرعد: آية .28