يسأل علي عبد السلام نور الدين من كفر الشيخ:ما حكم من ارتد عن الإسلام ثم رجع وتاب؟ هل يقبل الله توبته؟ * * يقول الشيخ زكريا نور من علماء الأزهر: أفظع الجرائم في حق الله تبارك وتعالي هو الكفر بعد الإيمان.. أو الضلالة بعد الهدي وإن أكبر الكبائر هي كبيرة الارتداد عن دين الله جل جلاله بعد أن ارتضاه الإنسان عقيدة وشريعة وإذا كان الله سبحانه وتعالي يقول في سورة النساء "إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افتري إثما عظيما" "48" سورة النساء. فإن الارتداد لا يقل شناعة ولا بشاعة عن الإشراك والكفران والله سبحانه يقول في سورة محمد "إن الذين ارتدوا علي أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدي الشيطان سول لهم وأملي لهم" "25" سورة محمد. والحق عز شأنه يهدد الذين أسلموا ويحذرهم الارتداد والانتكاس ليثبتوا علي الإسلام ويحذروا الردة فيقول لهم في سورة البقرة "ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون" "217" سورة البقرة. وجملة "فيمت وهو كافر" نفهم منها أن هذا العقاب الأليم للمرتد شروط بشرط وهو أن يظل علي ارتداده وكفره حتي يموت ولكن إذا راجع نفسه وفاء إلي ربه وصدق في ندمه علي جريمته وأخلص لله التوبة والاستغفار فإنه لا يتعرض لهذا العقاب الشديد تفضيلا من الله ونعمة ولذلك قال الفقهاء إن المرتد يستتاب أي نطلب منه أن يتوب ويعود إلي الإسلام فإن تاب أطلقنا سراحه وإلا يتم عليه حد المرتد. ويقول الإمام الشافعي إن من يرتد عن الإسلام ثم يتوب صادقاً ويعود إليه فإن عمله الحسن قبل الارتداد لا يفسد عليه ولا يضيع.