لم يتوقع الزعيم الليبي معمر القذافي والذي كان يلقب نفسه بملك ملوك أفريقيا. أن تكون نهايته وموته بهذه الصورة البشعة وبتلك الطريقة المأساوية. خاصة بعد عمر طويل مليء بالأحداث والمفاجآت والصراعات و42 سنة حكما بعد ثورة علي الملك السنوسي. ولم يتخيل هذا الزعيم الذي كان مصاباً بداء الغرور والجنون أن تكون نهايته علي يد شعبه الذي أذاقه الذل والعذاب والاعتقال والقتل طوال سنوات حكمه بعد أن حوّل ليبيا إلي ثكنة عسكرية ومخابرات وحرس ثوري وشرطة بالإضافة إلي حرسه الخاص من النساء والذي كانت تربطه بهم علاقات مشبوهة!! ولم يتعظ القذافي بما حصل لأصدقائه المقربين علي زين العابدين في تونس ومبارك الرئيس المخلوع بل كان يتهكم ويسخر من ثورة شعوب تلك الدول الذين ثاروا علي الظلم والفساد ورفضوا الخضوع والخنوع لهؤلاء الحكام الفاسدين الذين باعوا ضمائرهم وأوطانهم بأبخس الأثمان وعاشوا يجنون الأموال وينهبون خيرات البلاد حتي امتلأت قصورهم بأموال الشعوب الذين حرموهم من كل شيء حتي من حقوقهم الأساسية في الحياة. إن الله تعالي يشهدنا علي عباده حتي نتعظ وحتي نري من آياته وهو سبحانه وتعالي يمهل الظالم ويؤجله حتي يأتي يوم الحساب في الدنيا والآخرة. كما قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "إن الله يملي للظالم حتي إذا أخذه لم يفلته". ثم قرأ رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قوله تعالي: "وأملي لهم إن كيدي متين". وقال تعالي في سورة هود: "وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم" وقوله: "وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القري وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد". ما حدث للعقيد معمر القذافي وأسرته رسالة قوية وواضحة لكل ظالم فهل يتعظ بشار الأسد الذي يمارس نفس المنهج ويستغل جيشه في قتل الثوار من شعبه كل يوم؟ وهل يفعل أيضا علي عبدالله صالح في اليمن ويحقن دماء شعبه أم يستمر في عناده وتكبّره وظلمه وينتظر هو والأسد مصير القذافي؟ أعتقد أن الأيام القادمة سوف ترينا يوماً أسود في حق هؤلاء الحكام الظلمة الفاسدين حتي تتطهر بلاد العرب والمسلمين من هؤلاء الخونة.