الاتيكيت ليس فناً حديثاً إنما هو فن قديم قدم الحضارة الإسلامية حيث تم استسقاء قواعده ومبادءه من أفعال النبي صلي الله عليه وسلم واليوم نحن بصدد التعرض لاتيكيت الأحزان ولابد من التأكيد ان المسلم الحق هو الذي لا يترك نفسه للأحران تسيطر علي حياته بل يجب ان يجاهدها لأن أفضل جهاد هو جهاد النفس كما أخبرنا النبي صلي الله عليه وسلم وهذا ما تؤكد عليه همت منصور خبيرة الاتيكيت مشيرة الي ان النبي صلي الله عليه وسلم ضرب لنا أروع الأمثلة في صبره وتحمله الأحزان والهموم عندما ابتلاه الله عز وجل بوفاة زوجته خديجة التي كانت مساندة له في دعوته ومصدر الحنان عليه وكذلك وفاة عمه أبي طالب الذي عكف علي تربيته والاهتمام به ثم بعد ذلك وفاة ابنه ابراهيم ثم وفاة ابنته كل هذا والنبي صامد يتغلب علي أحزانه راض بقضاء ربه. وتضع لنا همت منصور بعض النصائح التي يجب وضعها نصب العين إذا ما ألم بنا ظرف حزين أو حادث مؤلم منها أولا: لابد من تذكر كلمات النبي لاسماء بنت عميس حيث قال لها: ألا أعلمك كلمات تقولينها عند الكرب أو في الكرب: "الله الله ربي لا أشرك به شيئاً" كما قال أيضاً صلي الله عليه وسلم: "ما أصاب عبداً هماً ولا حزناً فقال: اللهم أني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابه أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي" إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجاً". ومن ضوابط اتيكيت الأحزان كما تقول همت منصور الخبيرة: * عند حالات الوفاة لابد من الحرص علي الذهاب علي وجه السرعة قدر المستطاع لتقديم واجب العزاء وان استحال الذهاب فليكن الاتصال الهاتفي هو البديل مع ضرورة توضيح السبب من عدم الحضور وفي حالة الحضور لابد من ارتداء الملابس الغامقة مع عدم التسرع في المغادرة. * يفضل عدم الاكثار من الحديث عن سبب الوفاة حتي لا نجدد الحزن علي أهل المتوفي. * في حالة المرض يفضل عدم التطرق الي مواضيع الوفاة أو العجز أو الاصابات كما يجب تجنب النظر الي مكان الاصابة. * يجب عدم التسرع في مد يد العون والمساعدة للمصاب حتي لا نشعر المصاب بعجزه ومرضه كما يجب بث الطمأنينة والأمل في الشفاء في نفس المريض فهذا له أثر بالغ علي حالة المريض النفسية. * عند المواساة علي فقدان شئ عزيز يجب عدم المغالاة في مدي أهمية هذا الشئ وكذلك يجب عدم التهوين من الأمر وتحقيره.