لم تترك ثورة 25 يناير قطاعاً أو مؤسسة إلا طالته وبدأت دعوات الاصلاح والتغيير ترن في جنبات كل القطاعات والهيئات ولأن الأزهر الشريف واحد من أهم المؤسسات العلمية والدعوية في العالم فقد انطلقت الدعوات بضرورة اصلاح وتطوير الأزهر الشريف وتعديل القانون الخاص بتنظيم الأزهر. الدعوة الأولي جاءت من شيخ الأزهر نفسه الدكتور أحمد الطيب الذي قال إنه سوف يتقدم بطلب للجنة صياغة الدستور الجديد فور تشكلها للعودة إلي اختيار شيخ الأزهر بالانتخاب بدلا من التعيين. وبضمانات محددة. وبمدة محددة غير مطلقة وليس طوال العمر. وقال الشيخ "الطيب" إنه لا يمانع من اختيار شيخ الأزهر عن طرق الانتخابات. بدلا من التعيين. معلنا أن مطلب انتخاب شيخ الأزهر كان من ضمن أولوياته عند تعيينه وأنه ينتظر الوقت المناسب لإعلان ذلك. وأنه في ظل تعطيل الدستور الحالي. ووضع دستور جديد للبلاد فإنه سيتقدم بطلب بهذا التعديل بحيث يتم انتخاب شيخ الأزهر من هيئة من كبار العلماء والباحثين في الشريعة الاسلامية تتولي ترشيح فئة من أهل العلم والرأي للاختيار من بينهم والمعروف أنه كان يتم انتخاب شيخ الأزهر عن طريق هيئة كبار العلماء التي الغيت بعد اقرار القانون 103 لتنظيم الأزهر عام 1961 وسبق لنواب من التيار الاسلاممي في البرلمان المصري في أعوام سابقة أن قدموا اقتراحاً يقضي بأن يكون شغل منصب شيخ الأزهر بالانتخاب وليس بالتعيين. بيد أن الحكومة تجاهلت الرد علي الاقتراح في حين رد الأزهر وقت تولي الشيخ الراحل سيد طنطاوي بالقول "إن ذلك لم يحدث في تاريخ الأزهر" وقال النواب في طلبهم المرفوض "إن جميع رءوساء الطوائف الدينية غير الإسلامية في مصر يتم اختيارهم بالانتخاب. فلماذا نوقف تطبيق ذلك المبدأ الديمقراطي عند اختيار شيخ الأزهر من دون باقي رءوساء الطوائف الدينية الأخري. من جانبه أشار الدكتور يوسف القرضاوي إنه حريص علي التواصل مع الأزهر وأن الدكتور الطيب عالم يحمل راية الاصلاح والتجديد ويحقق التوازن بين القديم والمعاصر. مؤكدا علي موقفه الاصلاحي مطالبا وسائل الإعلام بدعم مسيرة شيخ الأزهر الاصلاحية التي سينعكس أثرها علي الأمة الإسلامية وسيكون لها دور في وحدة المسلمين والتقريب بين المذاهب. وقال "إن اصلاح الأمة سيكون بالأزهر لانتشار أبنائه في مختلف انحاء العالم الإسلامي مطالبا بضرورة تثقيف الجيل المسلم" تثقيفا جديداً يحقق التألف ومشدداً علي أنه لا ينبغي علي المسلمين أن يكفروا واحدا وألا يسمعوا لدخلاء العلم. بدوره قاد الشيخ خالد الجندي الداعية الإسلامي حملة لاصلاح الأزهر حيث طالب بعودة انتخاب شيخ الأزهر وعدم تبعية الأزهر إلي الحكومة أو أي جهة في الدولة ليصبح الأزهر مستقلا في قراره والغريب أنه دعا إلي أن يكون انتخاب شيخ الأزهر علي مستوي العالم داخل وخارج مصر من خريجي الأزهر الشريف. وطالب أيضا بتحسين أحوال الدعاة وزيادة رواتبهم ودخولهم واصلاح التعليم الأزهري وعودته إلي سابق عهده. ودعا الشيخ خالد الجندي الأزهر الي أن يعود للاضطلاع بدوره في العالم الاسلامي كما كان قديما وأن يكون له دور فاعل في كافة قضايا العالم الاسلامي. وطالب الدكتور سعدالدين الهلالي استاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر بعدم تبعية الأزهر الشريف ومشيخته للدولة وأن يكون شيخ الأزهر بالانتخاب. وألا تتجاوز مدته دورتين علي الأكثر وألا تتعدي المدة أربع سنوات. وعدم جواز انتماء شيخ الأزهر لأي حزب سياسي وأن يكون انتخاب شيخ الأزهر علي مستوي العالم داخل وخارج مصر من خريجي الأزهر وإعادة ترتيب مجمع البحوث الإسلامية ليعبر بحق عن جموع علماء المسلمين من خريجي الأزهر الشريف واصلاح كادر الدعاة وزيادة رواتبهم 200% علي الاقل. وانشاء نقابة للدعاة تلبي مطالبهم وتدافع عنهم واصلاح كادر معلمي المواد الشرعية وغيرهم من كافة التخصصات واصلاح حال التعليم الأزهري أسوة بالتعليم العام. وقال الدكتور سعد الهلالي إن الأزهر يجب أن يعود لسابق عهوده وأن يكون له دور كبير خاصة في القضية الفلسطينية وكافة القضايا التي تهم العالم الإسلامي.