منذ فترة طويلة والكيان الصهيوني يبذل جهوداً مكثفة لتهويد القدس وبالتحديد البلدة القديمة وقد نجح إلي حد بعيد في مصادرة الكثير من المنازل التي يملكها الفلسطينيون في القدسالشرقية كذلك نجحوا في هدم الكثير من المباني ذات الطابع الإسلامي وخصوصاً المساجد والكنائس وجاء الجدار الفاصل الذي بناه الصهاينة ليقتطع جزءا كبيرا من القدسالشرقية ويقطع أوصالها لتقطع إسرائيل بذلك شوطاً كبيراً علي طريق التهويد ولكن بقي في النهاية أمر واحد عجزت إسرائيل عن تهويده وهو السكان المسلمين والمسيحيين حيث تدل المعطيات علي أن الفلسطينيين يشكلون الأغلبية العظمي من السكان داخل البلدة القديمة في القدسالمحتلة. وأنه رغم الأموال الطائلة التي رصدها الكيان وتبرعات الجمعيات الاستيطانية من كبار الأثرياء اليهود في أنحاء العالم. إلا أنها لم تنجح في تغيير التوازن السكاني داخل الأسوار الذي مازال في مصلحة الفلسطينيين. إلا أن الصراع "الإسرائيلي - الفلسطيني" يظهر في أوضح صورة في القدسالمحتلة عموماً وفي البلدة القديمة خصوصاً. وهو ليس صراعاً سياسياً أو دبلوماسياً فحسب. وإنما ميداني. وقال الخبير الفلسطيني في شئون الاستيطان خليل التوفكجي أن عدد الفلسطينيين داخل أسوار القدسالمحتلة 32 ألف شخص تقريباً موزعين في حي المسلمين. حيث تسكنه الأغلبية الكبري. والحي المسيحي الذي يسكنه قرابة 5 آلاف وهناك الحي الأرمني ويبلغ عدد سكانه 2400 تقريباً. وتستخدم حكومة الكيان والجمعيات الاستيطانية العديد من الأساليب للسيطرة علي العقارات الفلسطينية في البلدة القديمة. واستمرت في محاولة السيطرة علي أملاك وعقارات فلسطينية في البلدة القديمة مستغلة الحالة الاقتصادية المتردية للفلسطينيين من خلال ثلاثة أساليب. أولها استيلاء ما يسمي "حارس أملاك الغائبين" علي عقارات فلسطينية واعتبار سكانها "غزاة" في بيوتهم ومن ثم طردهم وتسليم العقار إلي جمعية "عطيرت كوهانيم" الاستيطانية. والأسلوب الثاني يجري من خلال استخدام ما يسمي ب "حق العودة" ويجري من خلاله مطالبة فلسطينيين بإخلاء بيوتهم بإدعاء أن العقار كان ملكاً يهودياً قبل عام 1948 وتطالب السلطات باستعادته. مثلما يحدث الآن في حي الشيخ جراح في القدس. والأسلوب الثالث يتمثل بالاستيلاء علي بيوت فلسطينية بالاحتيال. كشراء العقار من أحد الأفراد من دون علم بقية عائلته التي تجد نفسها فجأة مطالبة بإخلاء بيتها. إضافة إلي ذلك تضع سلطات الاحتلال حراساً مسلحين علي البؤر الاستيطانية وتمولهم وزارة الإسكان وبلدية الاحتلال.. ووضع الاحتلال ايضا خططاً ضد مواقع مسيحية. مثلما هو الحال في ما يتعلق بكنيسة الجسمانية. مما يؤدي إلي تزايد حدة التوتر مع الفاتيكان في الآونة الأخيرة. لكن التوتر الملموس في أجواء البلدة القديمة لم يردع "إسرائيل" عن مواصلة مشاريعها الاستيطانية وحفرياتها من أجل تحقيق غايتها في تهويد المكان. علي الرغم من أن التوازن الديمغرافي مازال لمصلحة الفلسطينيين حتي الآن.