عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر المحرم وقد وردت أحاديث كثيرة في استحباب صوم هذا اليوم. دخل النبي صلي الله عليه وسلم المدينة فوجد اليهود يعظمون يوم عاشوراء ويصومونه فسأل عن ذلك.. فقالت يهود هذا يوم صالح.. هذا يوم نجي الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسي.. فقال النبي صلي الله عليه وسلم "نحن أولي بموسي منهم" "منكم" فصامه رسول الله صلي الله عليه وسلم وأمر بصيامه.. ويبدو أن تعظيم هذا اليوم الجليل لم يكن قاصرا علي بني إسرائيل.. ولا كانت بركاته محددة فيهم فالعرب كانت تصومه في جاهليتها وشارك النبي في ذلك.. وهذا يدل علي أن تعظيمه وبركاته أوسع من بني إسرائيل "ولعلهم تلقوه من الشرع السالف" فيكون من بقايا شرائع الأنبياء الكرام التي احتفظت بها العرب كالحج. وقد روي جماعة من أصحاب الحديث أن يوم عاشوراء كان أيضا اليوم الذي استوت فيه سفينة نوح علي الجودي ونجاه هو ومن معه من الطوفان وقضي الأمر من الله تعالي بإهلاك الظالمين.. روي ذلك عن قتادة وغيره انه قال "ركبوا في عاشر رجب فساروا مائة وخمسين يوما واستقرت بهم علي الجودي شهرا وكان خروجهم من السفينة في يوم عاشوراء". فقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول "صيام يوم عاشوراء احتسب علي الله تعالي أن يكفر السنة التي قبله" وكان ابن عباس رضي الله عنهما يقول "ما رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم يتحري صيام يوم فضله علي غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء وهذا الشهر يعني شهر رمضان" فيا هنيئا لمن صام هذا اليوم إيمانا واحتسابا.. يا هنيئا له هذه الغنيمة الباردة أن يكفر له حول كامل من الذنوب والسيئات. أحمد جمال الدين عزام المطرية دقهلية