سررت كثيراً باللقاء الذي جمع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والعلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والذي أكد بتواضع العلماء أن زيارته لشيخ الأزهر في إطار زيارة من أزهري لشيخه من أجل شد أزره والشد علي عضده في مواقفه الإصلاحية وطالب الإعلام بالوقوف بجانب شيخ الأزهر من أجل إكمال جهوده الإصلاحية بالأزهر الشريف. في حين أعلن شيخ الأزهر أن الدكتور القرضاوي أزهري مبين قوي ومازال الأزهر يعتمد في مشواره الإصلاحي عليه بصورة كبيرة هكذا يجب أن تكون لغة التخاطب الاحترام بين العلماء بدلاً من لغة الحناجر والمعارك الكلامية التي يستفيد منها أعداء الإسلام. وزاد احترامي لشيخ الأزهر ورئيس اتحاد علماء المسلمين عندما أعليا لغة العقل ومصلحة الأمة - رغم محاولات البعض الوقيعة بينهما - واتفقا علي إقامة مشاريع الاتحاد تحت مظلة الأزهر الشريف وأهمية التقريب بين مذاهب أهل السنة والجماعة والشيعة لمواجهة المؤامرات التي تحاك ضد الأمة. وأعجبني وصف أحد مستشاري شيخ الأزهر للقاء بأنه "السحاب بين إمام المسلمين الرسمي وإمام المسلمين الشعبي" ونأمل أن يثمر هذا التعاون والمشاركة مؤتمرات ومشاريع تفيد العالم الإسلامي ويشعر بها عامة المسلمين في حياتهم وليس مجرد لقاءات كلامية لا تتم ترجمتها علي أرض الواقع. وفي النهاية أتمني أن تتوسع قاعدة الحوار والتفاهم بين قيادات المؤسسات الدينية في العالم وأن تخلص النوايا وأن نكون كما وصفنا ربنا عز وجل "إنما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم". وهذه الأخوة لم تأت من فراغ وإنما لأن الأخوة في الدين أقوي من أخوة النسب. إذا نجحنا في إصلاح ذات البين سنكون كما وصفنا ربنا "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله" فهل نستطيع أن نكون خير أمة بالفعل أم بالكلمات؟