رمضان يأتي كل عام حاملا آمال من تراودهم أحلام التخسيس، إذ يعد وسيلة كبيرة لإنقاص الوزن من خلال اتباع الممارسات الصحية السليمة، كما أنه قد يكون علي الجانب الآخر وسيلة لزيادة الوزن في حال عدم وضع ضابط أو رابط علي تناول الغذاء . في البداية ، قالت دراسة طبية حديثة إن الصيام أقدر طبيب تخسيس وأرخصهم علي الإطلاق، فإن الصيام يؤدي حتما إلي إنقاص الوزن، بشرط أن يصاحبه اعتدال في كمية الطعام في وقت الإفطار، وألا يتخم الإنسان معدته بالطعام والشراب بعد الصيام، لقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يبدأ إفطاره بعدد من التمرات لا غير أو بقليل من الماء ثم يقوم إلي الصلاة، وهذا الهدي هو خير هدي لمن صام عن الطعام والشراب ساعات طوالا، فالسكر الموجود في التمر يشعر الإنسان بالشبع لأنه يمتص بسرعة إلي الدم، وفي نفس الوقت يعطي الجسم الطاقة اللازمة لمزاولة نشاطه المعتاد. وأضافت الدراسة أنه لو بدأت طعامك بعد جوع بأكل اللحوم والخضراوات والخبز فإن هذه المواد تأخذ وقتا طويلا كي يتم هضمها ويتحول جزء منها إلي سكر يشعر الإنسان معه بالشبع، وفي هذا الوقت يستمر الإنسان في ملء معدته فوق طاقتها توهما منه أنه مازال جائعا، ويفقد الصيام هنا خاصيته المدهشة في جلب الصحة والعافية والرشاقة، بل يصبح وبالا علي الإنسان حيث يزداد معه بدانة وسمنة، وهذا ما لا يريده الله تعالي لعباده بالطبع من تشريعه وأمره لعباده بالصوم.. وأوضحت أنه خير فرصة لخفض نسبة السكر في الدم إلي أدني معدلاتها، وعلي هذا فإن الصيام يعطي غدة البنكرياس فرصة رائعة للراحة، فالبنكرياس يفرز الأنسولين الذي يحول السكر إلي مواد نشوية ودهنية تخزن في الأنسجة، فإذا زاد الطعام عن كمية الأنسولين المفرزة فإن البنكرياس يصاب بالإرهاق والإعياء، ثم أخيرا يعجز عن القيام بوظيفته، فيتراكم السكر في الدم وتزيد معدلاته بالتدريج حتي يظهر مرض السكر. وقد أقيمت دور للعلاج في شتي أنحاء العالم لعلاج مرضي السكر باتباع نظام الصيام لفترة تزيد علي عشر ساعات وتقل عن عشرين كل حسب حالته، ثم يتناول المريض وجبات خفيفة جدا، وذلك لمدة متوالية لا تقل عن ثلاثة أسابيع. وقد جاء هذا الأسلوب بنتائج مبهرة في علاج مرضي السكر ودون أي عقاقير كيميائية. وختمت الدراسة بقول الله تعالي »شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدي للناس وبينات من الهدي والفرقان، فمن شهد منكم الشهر فليصمه، ومن كان مريضا أو علي سفر فعدة من أيام أخر، يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر« (البقرة 185) وللحصول علي فوائد الشهر الكريم واستغلاله بأفضل الطرق يري د. أحمد دياب استشاري علاج السمنة والنحافة والتغذية العلاجية أنه من الممكن أن نجعل شهر رمضان فرصة لإنقاص الوزن وتحقيق الرشاقة وذلك بالاعتدال في تناول الحلويات بما لا يزيد عن قطعة يوميا مع استبدال اللبن كامل الدسم بلبن قليل الدسم وكذلك الزبادي واستبدال الخبز الأبيض بالخبز الأسمر. والبدء بتناول كوب عصير وتقليل السكر في وجبة الإفطار يليها دائما طبق سلطة خضراء لأنها ستساعدنا في الإحساس بالشبع بكمية أكل قليلة ، والتقليل كذلك من الزيت والسمن في وجبة الإفطار والسحور وقبل استعمال شوربة الدجاج أو اللحم يتم وضعها في الثلاجة و نزع الطبقة الموجودة علي الوجه ، كذلك ممارسة أي نوع من أنواع الرياضة مثل رياضة المشي بعد صلاة التراويح لمدة نصف ساعة.. وأوضح أنه من العادات الصحية التي من الممكن أن نواظب عليها بعد رمضان هي استخدام الخبز الأسمر بدلا من الفينو وتناول الأجبان قليلة الدسم بدلا من كاملة الدسم.. ولابد من غلي اللبن ونزع الوش قبل شربه والتقليل من استخدام الزيت والسمن والابتعاد عن تناول الوجبات الدسمة سواء كانت مصنعة بالمنزل أو جاهزة والمواظبة علي رياضة المشي لمدة نصف ساعة خمسة أيام في الأسبوع. وعلي الجانب الآخر، أشار الدكتور عبدالحميد أباظة - استشاري الجهاز الهضمي - إلي أنه لتجنب زيادة الوزن في رمضان عليكِ القيام ببعض الإجراءات البسيطة والمفيدة في الحفاظ علي الوزن، منها تجنب تناول الأطعمة الحارة أو المملحة في وجبة الإفطار أو السحور نظراً لتسببها في زيادة الإحساس بالظمأ كما أنها تزيد من احتفاظ الجسم بالسوائل مما يؤدي إلي زيادة غير طبيعية في الوزن. كذلك استبدال تناول الحلويات والمشروبات المحلاة بتناول الفاكهة والعصائر الطازجة كوجبة خفيفة بعد وجبة الإفطار. كما يفضل تناول مخفوق الزبادي بالفاكهة بعد الإفطار لاحتوائه علي عنصر الكالسيوم الفعال في إذابة الدهون الموضعية وتقوية العظام. وأضاف أنه لابد من الإقلال من تناول المواد الغذائية المحتوية علي كمية كبيرة من الكربوهيدرات البسيطة المصنعة من السكر المكرر أو الدقيق الأبيض كالحلويات الشرقية والكعك والكيك لاحتوائها علي نسبة عالية من السعرات الحرارية والدهون الضارة. بالإضافة إلي الإكثار من تناول الماء بين وجبتي الإفطار والسحور وخصوصاً الماء البارد الذي أثبتت الدراسات الحديثة فعاليته في تسريع الأيض وتنشيط الدورة الدموية في الجسم وكذلك عدم الإسراف في تناول الأطعمة المقلية خصوصاً المستحب تناولها في رمضان كالسمبوسة والقطايف وبلح الشام نظراً لاحتوائها علي نسبة عالية من الدهون والسعرات الحرارية الزائدة. علماً بأن كل جرام من الدهون يحتوي علي 9 سعرات حرارية في حين أن الجرام الواحد من الكربوهيدرات أو البروتين يحتوي علي 4 سعرات حرارية فقط. كذلك الحرص علي تناول أنواع الحبوب الكاملة كاللوبيا والفاصوليا والبطاطا المسلوقة وحبوب الشوفان لدورها في تعزيز الشبع وسرعة الشعور بالشبع مما يقلل من كميات الطعام المتناولة. وأوضح أنه لابد من عدم الإفراط في ممارسة الرياضة العنيفة التي تحتاج إلي مجهود شاق كالركض أو المشي السريع قبل وجبة الإفطار لما تسببه من نقص شديد في سوائل الجسم وإرهاق ناتج عن انخفاض شديد في مستوي الطاقة علي أن يتم ممارستها بعد الإفطار بساعتين إلي ثلاث للتخلص من السعرات الحرارية المكتسبة من تناول وجبة الإفطار كما يساعد تناول الحساء في بداية الوجبة علي تعويض الجسم عن نقص السوائل فيه وتهيئة المعدة لتناول الطعام وتسريع الشعور بالشبع. وعلي الجانب الآخر ، قد يكون رمضان وسيلة لزيادة الوزن فوفقا لدراسة طبية قالت إن التخطيط الغذائي لشهر رمضان، ومن ذلك أن يكون التسوق لشراء الأغذية أسبوعياً وحسب الحاجة، وأن تكون الوجبات الغذائية تختلف من يوم لآخر سواء للخضروات أو الفواكه؛ لضمان التنوع الغذائي، إضافة إلي تحديد استهلاك الأغذية والتنويع فيها؛ كتناول نوع واحد من المعجنات مرتين لثلاث مرات في الأسبوع أو قطعة واحدة يومياً، مؤكدة علي أهمية استثمار الصوم لصالحنا في صرف الدهون المتراكمة في الجسم، من خلال إتاحة الفرصة باستخدامها كطاقة للجسم أثناء الصيام، وفرصة تنظيفه داخلياً أثناء خلوه من الطعام؛ مما يحقق لنا فرصة التجديد والتصحيح في العادات الغذائية، وتحقيق الوزن الصحيح.. وقالت: لابد من برنامج غذائي يوفر جميع العناصر الغذائية، ويحتوي علي النشويات والدهون والخضروات والفواكه، إلي جانب القيام بنشاط بدني معتدل كالمشي يومياً لمدة نصف ساعة، مشددة علي ضرورة تنظيم وقت تناول الوجبات بأن يكون شوربة مع فنجان قهوة أو حليبا دافئا مع التمر بعد أذان المغرب مباشرة، وبعد أداء الصلاة يتم تناول طبق السلطة الخضراء، ثم طبق صغير من الطبق الرئيسي مع الخضار المطهي، وبعد أداء صلاة العشاء والتراويح يمكن تناول الفواكه ثم الانتظار حتي وقت السحور الذي يتم فيه تناول وجبة متوازنة أخري، ويفضل الاعتماد علي الوجبات المصنعة من الحبوب الكاملة والألبان ومنتجاتها لتوفير الكربوهيدرات المركبة التي تحتاج لهضم أطول وتوفير الطاقة للجسم خلال الصيام، محذرة من كثرة تناول القهوة والشاي والمشروبات السكرية كبديل عن الماء فتلك المشروبات لا تغني عن الماء. وينصح خبراء التغذية باتباع الخطوات التالية لتجنب زيادة الوزن بداية بتناول كوب دافئ من النعناع المغلي أو عصير الليمون بالنعناع أو تناول حبات من التمر مع كوب من اللبن الرائب بشرط الانتظار 51 دقيقة قبل بدء تناول الطعام. تفيد هذه الطريقة في تحسين عملية الهضم وتجنب الشعور بالتقلصات المعوية وألم القولون بعد تناول وجبة الإفطار. ويقول د. عمرو حلمي– استشاري الجهاز الهضمي - إنه من أسباب زيادة الوزن خلال شهر رمضان لابد من الإسراف في تناول كل ما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات المحتوية علي نسبة عالية من السعرات الحرارية والدهون المشبعة كالسمبوسه والقطايف والكنافة.. وعدم الحرص علي إمداد الجسم بالسوائل الناقصة فيه بفعل الصوم والاكتفاء بتناول المزيد من الطعام في الفترة الفاصلة بين وجبتي الإفطار والسحور كالحلويات التي تحتوي علي نسبة عالية من السكر وعدد هائل من السعرات الحرارية. أضاف : كذلك عدم الاهتمام بتناول الفاكهة كوجبة خفيفة بين وجبتي الإفطار والسحور. علماً بأن الفاكهة تعد مصدرا غنيا بالألياف والفيتامينات والمعادن مما يجعلها وسيلة صحية تعوض الجسم عن العناصر الناقصة فيه بفعل الصوم كالألياف التي تجنب الإصابة بالجفاف أو الإمساك. بالإضافة إلي التهام كمية كبيرة من الطعام في وجبة السحور بما يفوق احتياجات الجسم من الطاقة الأمر الذي يمده بكمية كبيرة من السعرات الحرارية والدهون قبل النوم مباشرة. وكما هو معروف أن عمليات الأيض تقل كثيراً أثناء النوم إذ تصل إلي 40 سعرة حرارية فقط في الساعة. كذلك إهمال ممارسة الرياضة في رمضان والركون إلي الراحة وتناول الطعام أثناء مشاهدة التلفزيون مما يصيب الجسم بالخمول وقلة الحركة وزيادة الوزن.