الصعايدة شاركوا فى تظاهرات 30 يونيو بسبب التهميش تجددت دعوات المطالبة بانفصال الصعيد عن مصر مجددا بعد تجاهل الحكومات المتعاقبة لمحافظات الوجه القبلي وعدم الاهتمام بها، حتي في نظام الرئيس المعزول محمد مرسي الذي توسم أبناء الجنوب قدوم الخير إليهم علي يديه، وخاصة أنه النظام الأول الذي جاء بعد ثورة 25 يناير 2011 ليحقق مطالب الشعب، كما حذرت منظمة العدل والتنمية لحقوق الإنسان في بيان لها من إمكانية إقدام محافظات الصعيد علي الانفصال جغرافياً وسياسياً عن مصر بسبب التهميش، واختلفت آراء الصعايدة بين مؤيد ومعارض لفكرة الانفصال، فالأول يراها ضرورة لتحقيق العدل لأنهم ميتون بالحياة كما يري، والثاني يعتبر المطالبين بذلك عملاء وأنها مخطط لتقسيم البلاد، وعلقوا آمالهم في رقبة حكومة حازم الببلاوي لتنمية الصعيد. منظمة حقوقية تحذر من انفصال الصعيد جغرافياً وسياسياً بسبب التهميش وجاء في البيان العاجل الذي أصدرته منظمة العدل والتنمية لحقوق الإنسان ، تحذيراً شديد اللهجة من إمكانية إقدام محافظات الصعيد بدءاً من بني سويف وحتي أسوان علي الانفصال جغرافياً وسياسياً عن مصر، وذلك بسبب تعمد الأنظمة السياسية المختلفة والمتعاقبة علي تهميش الصعيد وآخرها نظام الرئيس مرسي مما أدي إلي تفاقم الأزمات اقتصادياً واجتماعياً وأمنياً . وقالت المنظمة في بيانها " إن كل مقومات انفصال الصعيد متوافرة وعلي رأسها مساحته الجغرافية الواسعة والمساحة المستطيلة لمصر"، إضافة إلي الفقر والبطالة والتهميش والتخلف الاقتصادي ، وأيضاً انتشار ترسانات الأسلحة التي يتم تهريبها عبر الدروب الصحراوية بالحدود السودانية إضافة لتجاهل وتهميش حقوق الصعيد من صحة وتعليم ومستوي معيشة . كما أشارت المنظمة إلي أن انفصال السودان أواخر عام 2010 بين الشمال والجنوب بات يمثل خطراً حقيقياً علي وحدة الأراضي والأمن القومي المصري ويمكنه التأثير سلباً علي الأوضاع داخل إقليم الصعيد وخاصة أسوانوقنا، وأيضاً الوجود الإيراني داخل شمال السودان في ظل تقارب البشير بإيران مع تواجد خلايا شيعية بجنوب مصر وأسوانوالأقصر ومقامات صوفية كثيرة يمكن تحويلها لحسينيات شيعية في ظل الاختراق الإيراني لمصر . أبناء الجنوب يطالبون بإنشاء هيئة لتنمية الصعيد والقضاء علي البطالة يري محمود خلف (35 سنة حاصل علي دبلوم تجارة) من أبناء محافظة سوهاج من ينادون بانفصال الصعيد عملاء لأمريكا ودول الغرب، معلناً رفضه التام لهذه المطالب، موضحاً أن مثل هذه المطالب تساعد علي الفتنة بين الشعب وزعزعة استقرار الدولة، مستنكراً تقاعس الحكومة تجاه هؤلاء، مشيراً إلي أنه كان يفترض أن يتم القبض عليهم والتحقيق معهم ومعرفة حقيقة ما إذا كانوا من الصعيد أم لا، وكذلك معرفة من وراءهم ، وفي الوقت نفسه طالب بضرورة الاهتمام بمحافظات الصعيد وتوفير فرص عمل للشباب، وكذلك توفير احتياجات المزارعين من مياه وأسمدة بأسعار مناسبة لأن الصعيد يعاني من إهمال شديد في جميع الخدمات ، ومن يدعون بأن مرسي لم يفعل شيئا للصعيد فهم مخطئون لأنه لم يأخذ فرصته الكاملة ، وكنا ننتظر النهوض بالصعيد في عهده. ويقول إسلام لطفي (26سنة): تخرجت في كلية آداب قسم لغة عربية منذ عدة سنوات وحتي الآن لم أجد وظيفة ، وأتحرك في عدة محافظات من القاهرة إلي الإسكندرية إلي قناوسوهاج بحثاً عن عمل براتب يليق بي ولا أجد لذلك أضطر للعمل في غير تخصصي حتي أوفر علي الأقل نفقاتي ، والكل يعلم أن الصعيد مهمش ورغم ذلك لست مع فكرة انفصاله لكني مع فكرة الاهتمام به وتطويره ، متسائلاً لماذا لا يتم إنشاء هيئة لتنمية الصعيد؟!، وخاصة أن هذه المحافظات محرومة من المشروعات الاستثمارية التي غالباً ما يتم تنفيذها بالوجه البحري فقط ويستفيد منها أبناء تلك المحافظات فقط، ويجب أن يعلم الجميع أن مطالب أبناء الصعيد لا تزيد عن المطالب المشروعة المتمثلة في حقهم في العيش بحياة كريمة ومحترمة وأن يكافأ المتميزون من أبنائها الحاصلون علي مؤهلات عليا ولا يجدون وظائف، متسائلاً ما الذي فعلته حكومة الببلاوي حتي الآن لمحافظات الصعيد ؟!. ويري محسن مراد (33سنة) من محافظة المنيا أن هناك مجموعة من المطالب لأبناء الصعيد إن لم يتم تحقيقها فالانفصال هو الحل أهمها تعيين جميع الخريجين والشباب من جميع المؤهلات فوراً ، ودعم المزارعين وتسليمهم جميع الأراضي التي تم استصلاحها وتم توزيعها علي المستثمرين الأجانب في السابق بحيث يتم توزيعها علي أصحاب الحيازات الزراعية ،وإلغاء الحيازات الوهمية التي يحصل أصحابها علي كميات كبيرة من السماد وهم في الأساس لا يمتلكون أراضي زراعية مما يخلق سوقاً سوداء لبيعها بينما يتعثر من يمتلك حيازة وأراضي بالفعل في صرف مستحقاته من السماد نظراً لتوزيع غالبية الكميات علي أصحاب الحيازات الوهمية التي تسأل عنها وزارة الزراعة والجمعيات الزراعية. بينما يؤيد عادل صبحي (43 سنة) من محافظة الأقصر (عامل) فكرة الانفصال قائلاً نحن نطالب بحقوقنا لأننا نعاني من كثرة الفقر والجهل ولانطالب بأن نعيش مرفهين ، كل ما نريده حياة آدمية تليق بالبشر ، ولاندري سبب إهمال الدولة لنا ،متسائلاً لماذا كل الاستثمارات والمشاريع تذهب إلي وجه بحري فقط ؟!، وأغلب المسئولين والوزراء لم يزوروا الصعيد ولم يعرفوا عنه شيئا، وإن كانوا زاروه فإنهم ذهبوا إلي الأماكن المحرمة علينا كالفنادق والمعابد ، لذلك أري أنه طالما نحن مهمشون فمن حقنا المطالبة بالاستقلال . ويشير جمال مدكور(مزارع-54سنة) من أبناء محافظة أسوان إلي أنه يجب انفصال محافظات الوجه القبلي عن البحري ،لأنها محرومة من كل شيء حيث يري أنه لا توجد بها مستشفيات آدمية والمريض يذهب إلي المستشفي لا يجد الدواء وإذا وجده بدلاً من إسعافه يأخذه ثم يتوفي فقد يكون منتهي الصلاحية أو أن وزارة الصحة ترسل الأنواع الرديئة من الأدوية إلي الصعيد وتحتفظ بالأنواع سريعة المفعول والجيدة لمحافظات الوجه البحري ، ولم تتغير نظرة الحكومات المختلفة منذ أيام مبارك وحتي أيام مرسي ، لكننا في انتظار ما ستفعله لنا حكومة الببلاوي ، فأملنا المتبقي نعلقه في رقبة هذه الحكومة، التي يجب عليها أن تحقق مطالبنا وإن لم يكن هناك اهتمام واضح سيكون ذلك أكبر دليل علي تجاهلنا. طالبت د.فادية أبوشهبة (عضومركز البحوث الاجتماعية والجنائية) بضرورة تنمية الصعيد ، لكنها ليست مع فكرة انفصاله ووصف من يدعون أو يطالبون بالانفصال بالتصرفات الفوضوية حيث قالت " قمت بزيارة إلي الصعيد في إحدي الندوات لتوعية المرأة بحقوقها السياسية فوجدته عالما آخر ووجدت أن المرأة هناك لا تعرف حقوقها وتفكيرها مختلف تماماً ، وعندما حاولنا توعيتهم بخطورة ضرب الزوج لزوجته رفضوا مؤكدين حقه في ذلك وأن المرأة ليس لها حق ، ويجب علي الإعلام زيارة قري الصعيد والتعرف علي مطالبهم وإبرازها، وخاصة أن لديهم خيرات كثيرة لكن يفتقدون التسويق ، وعلي الحكومة الجديدة عدم الوقوع في أخطاء الحكومات السابقة التي تجاهلت الوجه القبلي ولابد من تنمية جميع المحافظات علي مستوي الجمهورية وتحقيق العدالة الإجتماعية دون تفرقة بين المحافظات .