سيارات الشرطة تتزين بشعارات المصالحة مع المواطنين الشرطة والشعب.. خصام دام نحو عامين ونصف العام منذ إنكسار الداخلية إبان ثورة يناير 2011 لكن يبدو أن دعوات التظاهر التي أطلقتها قوي المعارضة في 30 يونيو كانت الفرصة الحقيقية أمام جهاز الشرطة لعقد "مصالحة" مع الشعب المصري الذي خرج إلي الشوارع والميادين، ليفاجأ بأن عربات الأمن تحمل شعارات منحازة للمواطنين، ولم يقع أي احتكاك بين قوات الأمن والمتظاهرين ولم تشهد التجمعات الهائلة أي إطلاق لقنابل الغاز المسيلة للدموع التي طالما ظهرت في أحداث متتالية مرت بها البلاد منذ الثورة وحتي أثناء العام الأول من حكم الرئيس المنتخب محمد مرسي. وجاء بيان النادي العام لضباط الشرطة الذي صدر مطلع الأسبوع الجاري، قبيل ساعات من انطلاق التظاهرات المناهضة للرئيس مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، ليؤكد الانحياز الكامل للشعب المصري، وبدا ذلك واضحاً في تأكيده علي أن »النادي يتوجه إلي جموع الشعب المصري، ليعلم أن الشرطة لم تخن الوطن يوماً، ولم تتآمر علي مقدراته ومارست دورها الوطني بكل حيدة ونزاهة«. وتابع البيان: لقد تحمل رجال الشرطة قبل وبعد ثورة 25 يناير ما لم يتحمله أحد ويفوق القدرة علي الصمود وحين عجزت الكلمات عن إثبات براءتنا، وضعنا ثقتنا في الله عز وجل حتي برأنا علي يد قضاة مصر العظماء. وقد حانت اللحظة لنعلن لشعب مصر أن وزارة الداخلية عبر تاريخها لم يسجل عنها المؤامرات أو المكائد للوطن ولم يكن أبدا منهجها الخيانة، ولا ينتقص من صدقنا أخطاء البعض منا. وفي رسالة إلي رجال الشرطة قال البيان: يا رجال شرطة مصر تعاملوا بكل حزم وحسم حيال أي اعتداءات علي شعب مصر خلال الحراك السياسي يوم 30 يونيو.. وأكدوا للشعب أن عقيدة الوزارة الراسخة بوطنية جهاز الشرطة وخدمته لجميع أبناء الوطن دون النظر إلي أي انتماءات سياسية أو دينية في إطار من الشرعية والقانون. وشدد البيان علي ضرورة عدم الالتفات إلي أي محاولات للوقيعة بين الشرطة والشعب، وقال: "نحرص علي عدم حدوث مؤامرات للوقيعة ونراهن علي وعي شباب مصر في إحباط تلك المؤامرات وعدم الانسياق وراء الشائعات". في غضون ذلك، كان اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية السابق، قال في تصريحات إعلامية أنه فخور بأداء رجال الشرطة خلال هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها الوطن والذين أثبتوا أنهم جزء أصيل من نسيج الشعب المصري مشددا علي أنهم كانوا ضحية خلال الأحداث الماضية، مناشداً المتظاهرين في جميع الميادين بالتحلي بالصبر والمحافظة علي السلمية والتعاون مع رجال الشرطة والقوات المسلحة في أداء رسالتهم. ميدانياً، شهدت القاهرة وعدد من المحافظات تظاهرات واسعة، ورصد المتظاهرون انتشار قوات الشرطة في الشوارع والميادين بصورة تختلف جذريا عن تلك التي تابعوها خلال ثورة يناير 2011 حيث ازدانت عربات الشرطة بشعارات معدة سلفاً من بينها "شرطة الشعب"، و"سلامتكم مهمتنا.. وأمنكم غايتنا"، وهو ما منح حالة من الطمأنة للمتظاهرين، ودفع بعضهم للهتاف تأييداً لوزارة الداخلية، كما رفع بعض أفراد الشرطة العلم المصري وسط هتافات المتظاهرين. وتزامن ذلك مع جهود مكثفة قامت بها وزارة الداخلية عبر العديد من الكمائن تضمنت دوريات أمنية جابت الشوارع الرئيسية في القاهرة والمحافظات وأكمنة أخري ثابتة علي الطرق السريعة بين المحافظات، وأسفرت هذه الجهود عن ضبط العديد من المخالفات، حيث تم ضبط 26 شخصاً في منطقة المقطم (شرق القاهرة) بحوزتهم أسلحة بيضاء تنوعت بين خناجر وسكاكين ومطاوٍ و18 خوذة وصديريات واقية. وفي حي البساتين بالقاهرة، أبلغ الأهالي اللواء جمال عبدالعال مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة بحدوث انفجار في إحدي الشقق السكنية بالمنطقة، فأصدر تعليماته إلي العميد أيمن السباعي رئيس مباحث قطاع جنوبالقاهرة بالتحرك لمعاينة الواقعة، وتم ضبط تاجر جلود (38عاماً) وبحوزته 4 أكياس بارود، و30 برطمان مياه نار، و15 علبه مياه غازية فارغة، كيس مسامير، وبمواجهته اعترف بحيازته للمضبوطات لتصنيع القنابل اليدوية. وفي حين تمكنت مباحث المطرية بالقاهرة من ضبط شخص وبحوزته بندقيتين آليتين، و8 أفراد محلية الصنع، و150 طلقة نارية، نجحت قوات تأمين الطريق الصحراوي بالإسكندرية في ضبط 18 شخصاً بحوزتهم بندقية خرطوش و5 فرد خرطوش، وصديري واق للرصاص و72 طلقة خرطوش، كما تمكنت قوات تأمين طريق الإسكندرية - القاهرة الصحراوي من ضبط سبعة أشخاص وبحوزتهم بندقية آلية FN و5 بنادق خرطوش و38 طلقة خرطوش. وفي استجابة سريعة لبلاغات المواطنين، تمكنت شرطة النجدة بالإسكندرية من ضبط حقيبتين بدائرة قسم أول المنتزة وبداخلهما 12 خوذة، وأسلحة بيضاء، وعصي حديدية، ودروع، وزجاجات مولوتوف، وكذا ضبط سيارة متروكة بمنطقة "سبورتنج" تحمل أرقاما غير مدرجة بالمرور بداخلها بندقية خرطوش محلية الصنع.