حذر البنك الدولي في تقريره الصادر مؤخرا من أن زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري وما يصاحبها من جفاف وفيضانات وعواصف عاتية ستقوض جهود التنمية الاقتصادية في البلدان الفقيرة، كما أنها ستؤدي إلي موجات هجرة واسعة من المناطق الريفية إلي المراكز الحضرية في محاولة للهرب من آثار التغيرات المناخية القاسية.. واستعرض التقرير الذي حمل عنوان (اخفضوا الحرارة) التأثيرات الإقليمية المحتملة لارتفاع درجة حرارة الأرض من 2 إلي 4 درجات مئوية علي الموارد المائية والإمدادات الغذائية والإنتاج الزراعي والنظم الإيكولوجية السياحية في مختلف انحاء أفريقيا وجنوب آسيا وجنوب شرق آسيا.. وقال جيم يونج كيم رئيس البنك الدولي، إن تغير المناخ لاينبغي النظر إليه باعتباره مشكلة مستقبلية يمكن تأجيلها، وأضاف أن العلماء يتخوفون من أن ارتفاع درجة حرارة العالم 2 درجة مئوية، (وهو الأمر الذي قد يتم خلال 02 إلي 03 عاما) سوف يؤدي إلي حدوث نقص في المواد الغذائية علي نظاق واسع وموجات حرارة غير مسبوقة وأعاصير أكثر حدة وكثافة، وأن ارتفاع حرارة الأرض سيبقي ملايين البشر في براثن الفقر.. كما دعت منظمة (السلام الأخضر) العاملة في مجال حماية البيئة إلي وقف تمويل مشروعات استخراج الوقود الأحفوري، ودعت البلاد الغنية أيضا إلي مساعدة الفقراء علي التكيف مع التغيرات المناخية وذلك عبر الاستثمار في مجال الطاقة المتجددة.. ويساهم البنك الدولي بحوالي 7 مليارات دولار سنويا لمساعدة الدول النامية والفقيرة علي خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري وتحقيق التنمية المستدامة بيئيا، مدعوما بحوالي 02 مليار دولار من بنوك التنمية الإقليمية والشركاء الآخرين.