لقاء شيخ الأزهر بأعضاء من التيارات السلفية لاتخاذ موقف موحد ضد التشيع "الشيعة هم العدو فاحذروهم"، "نحذر من المد الشيعي في مصر والعالم العربي"، عبارات ربما قرأتها في صحيفة سيارة، أو قالها صديق في حوار عابر، لكنها تعبر في حقيقتها عن الموقف الموحد للمؤسسة الدينية الرسمية ممثلة في مؤسسة الأزهر الشريف، والتيار الديني الأكثر تأثيرا في الشارع؛ السلفية بأطيافها، من مخاطر المد الشيعي في المحافظات المختلفة، المدعوم من قبل دولة آيات الله في طهران، ما يهدد نسيج مصر السني بالتمزق. وعلمت "آخر ساعة" أن التيارات السلفية طلبت دعم الأزهر الشريف بعدما رأت أن جهودها المبذولة ينقصها التنظيم ووحدة الرؤية، بعد أن اكتفي شيوخ السلفية بخطب المنابر والندوات الأسبوعية، فجاءت مطالب السلفية من أجل بلورة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب، شيخ الأزهر، موقف موحد ضد مخططات الشيعة، وتنظيم خطة عمل علي جميع الأطراف من أجل العمل سويا في مواجهة المد الشيعي. وهو ما استجاب له الأزهر بالإعلان عن تنظيم قوافل الأزهر الدعوية لمواجهة خطر التشيع والدعوات الهدامة، فيما دشنت التيارات السلفية حملات في شوارع المحافظات لمواجهة ما وصفوه ب"مخاطر المد الشيعي"، خاصة مع تصريح الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، بأن هناك بؤرا شيعية في الأقصر، خاصة مع رصد الحركات السلفية لنشاط شيعي في عدة مدن علي رأسها مدينة 6 أكتوبر، وهو ما دفع الدعوة السلفية، إلي تنظيم مناظرات إعلامية لقيادات الدعوة لمواجهة الشيعة وفضح مخططاتهم. من جهته، كشف الدكتور خالد سعيد، المتحدث باسم الجبهة السلفية، عن موقف الأخيرة قائلا ل"آخر ساعة": "الجبهة طالبت شيخ الأزهر صراحة بالتحرك الموحد من خلال حملة موسعة تشمل جميع المحافظات، للتحذير من خطورة المد الشيعي، وأبعاد المشروع الإيراني في المنطقة العربية، وجاء ذهابنا إلي الأزهر الشريف لأنه القامة العالية في الدفاع عن الإسلام السني في مصر والعالم العربي". واضاف سعيد: "الموقف السلفي واضح من التعامل مع إيران، التي تريد نشر المذهب الشيعي في مصر قسرا وبوسائل تخريبية، بهدف تفتيت نسيج المجتمع وتحقيق أهداف سياسية تضر بمصالحنا، لذلك كان موقفنا في الجبهة السلفية الرافض من السياحة الإيرانية، لأننا نعلم يقينا أنها تأتي كستار تختبيء خلفه نوايا إيران في نشر التشيع في مصر، فهي مشروع سياسي يرتدي قفاز الدين لا يختلف في أهدافه السياسية عن المشروع الصهيوني الهادف إلي تقسيم المنطقة العربية وإضعافها". موقف التيارات السلفية أوضحه الدكتور محمد مختار مبروك، عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية وعضو المكتب الفني لشيخ الأزهر لشئون الدعوة والإعلام الديني، قائلا إن هذه القوافل تأتي من منطلق الواجب الشرعي والدعوي التاريخي، بالحكمة والموعظة الحسنة في أرجاء مصر كلها، وإنها في خدمة الأمة العربية والإسلامية جمعاء. وأشار مبروك، في بيان رسمي حصلت "آخر ساعة" علي نسخة منه، إلي أن تلك القوافل تأتي في إطار سماحة الإسلام ويسره وسعة أفقه وكونه رحمة للعالمين، فالشريعة الإسلامية قامت علي اليسر ورفع الحرج ورفض التشدد بكل أشكاله ورفض التسيب والتفريط بكل أشكالهما، فلا إفراط ولا تفريط ولا غلو ولا تقصير. كما أوضح مبروك أن القوافل ستركز علي ما يرقي بالأخلاق والسلوك والقيم، وما يدفع إلي العمل والإنتاج، ويقاوم الهدم والإفساد وتقف بالمرصاد لكل ما ينال من ثوابتنا أو مقدساتنا الإسلامية، كمن يتطاول علي أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم- أو أمهات المؤمنين رضي الله عنهن جميعًا-، وتقف بوضوح لأي محاولات اختراق للفكر الشيعي لمجتمعاتنا السنية بالدليل الشرعي والحكمة والموعظة الحسنة في غير ضعف ولا عنف ولا تصادم. وتابع : "من المقرر أن تنتشر القوافل في كل مكان لتلبي رغبات من يبحثون عن الفهم الصحيح للإسلام والمعالجة الجادة المنصفة لقضايا الأمة، سواء من المؤسسات الدعوية العلمية أم التربوية أم الثقافية أم الإنتاجية أم غيرها، وسيتم اختيار أفضل العناصر من الوعاظ، وتأهيلهم تأهيلا علميا عاليا، يؤهلهم لعضوية لجان الفتوي بالأزهر الشريف، لتصل في خلال عام علي الأكثر لأن تكون في كل محافظة أو مدينة كبري لجنة فتوي معتمدة من الأزهر الشريف، في سبيل ضبط أمور الفتوي في مصر كلها، فضلا عن عقد دورات تدريبية متميزة لرفع مستوي الوعاظ بما يؤهلهم لخدمة الدعوة داخل وخارج مصر ، ويتناسب وحاجة الأمة الملحة إلي علماء الأزهر ووعاظه ودعاته. في المقابل، دافع الشيخ علاء الدين أبو العزائم عن الشيعة، قائلا إنه لا تعارض بين الشيعة والسنة، وإن الخلاف بينهما سياسي في المقام الأول والأخير، مؤكدا، خلال كلمته باحتفالية الطريقة بمولد الإمام "علي"، أن المصلحة تقتضي التحالف مع إيران في مواجهة العدو الإسرائيلي. من جهته، طالب هشام زعزوع، وزير السياحة، عدم الخلط بين السياحة والسياسة في مسألة السياحة الإيرانية، وأشار خلال لقاء جمعه بوفود شركات السياحة المصرية التي زارت طهران مؤخرًا، إلي أن السياحة الإيرانية ستأتي إلي السياحة الشاطئية وبخاصة الغردقة وشرم الشيخ وتتوجه إلي السياحة الثقافية الأثرية في الأقصر وأسوان والتي تعتبر الخاسر الأكبر في قطاع السياحة حتي الآن.