يوم 15 مايو عام 1955 كتب القدر المشهد الأخير في حياة أنور وجدي، بعد حياة سريعة وخاطفة استمرت 51 عاما فقط، تقلب خلالها بين الفقر والشقاء والجوع والشهرة والثروة والسعادة، عاش نصف حياته بين الصعاليك والمشردين، والنصف الآخر بين الثروة وحياة الملوك والمرض، كان في شبابه يتفاخر بمعدته التي تمضغ الزلط، وفي الربع الأخير من حياته كان يشتهي أن يأكل سندوتش فول، فشل أطباء العالم في إيجاد علاج لأمراض المعدة، وفي مثل هذه الأيام كان يعيش أيامه الأخيرة علي فراش المرض في أحد مستشفيات السويد، وكان القدر رحيما به، مات بعد أن فقد بصره وهو علي فراش المرض، واستقبلت القاهرة جثمانه في جنازة حاشدة شارك فيها جميع طبقات المجتمع، رغم السنوات الطويلة علي رحيله، وتتابع عشرات النجوم الذين استحقوا لقب فتي الشاشة الأول، لا يزال أنور وجدي يحتل المقدمة بين كافة النجوم. نشأ في أسرة بسيطة الحال والده كان يعمل في منتصف القرن التاسع عشر في تجارة الأقمشة في حلب وانتقلت بأسرته إلي مصر.. أول ظهور فني لأنور وجدي كان في مسرحية "يوليوس قيصر" وقتها كان يعيش مرحلة الجوع والتشرد بعد أن طرده والده من المنزل لرفضه العمل بالفن، أول ظهور له في السينما كان في فيلم "أولاد الذوات" عام 1932 الذي حقق نجاحا كبيرا. وبعد مرور عام واحد علي تكوين شركته الإنتاجية قدم أول إنتاج وإخراج له وهو في فيلم "ليلي بنت الفقراء" عام 1945 مع الفنانة ليلي مراد وسليمان نجيب وماري منيب ومن هنا بدأت انطلاقته ولفت انتباه الجميع. أما عن حياته العاطفية والزوجية فقد تزوج في البداية من ليلي مراد والتي قدمت معه واحدا من انجح الثنائيات السينمائية التي ظهرت في الأربعينات وأصبحت أغاني تلك الأفلام من أشهر ما قدمت ليلي مراد علي مدار تاريخها الفني واستمر زواجهما حوالي سبع سنوات حتي انفصلا فنيا وواقعيا. وبدأت العلاقة بين أنور وجدي والجميلة ليلي فوزي عام 1944 وعندما تقدم لطلب يدها رفضه والدها ثم دارت الأيام وطلقت من عزيز عثمان كما تم الطلاق بين أنور وجدي وليلي مراد فكانت عودة الحب بينهما والزواج أخيرا بعد أن التقيا مرة أخري عام 1954 لتصوير فيلم "خطف مراتي" مع صباح وفريد شوقي ورغم مرض أنور وجدي الذي ظهر في بداية عام 1954 تم الزواج بينه وبين ليلي فوزي في يناير 1955.