في سابقة أولي للإعلام المصري اختارت مجلة تايم باسم يوسف علي قائمة "ال100 شخصية الأكثر تأثيرا في العالم، وهو الأمر الذي يطرح عدة تساؤلات: لماذا باسم يوسف في هذه الفترة؟ وما هي المعايير التي استندت إليها التايم في الاختيار؟ وهل الاختيار يعود لأسباب مهنية فقط ، أم يرتبط برسالة سياسية؟. ليست هذه المرة الأولي التي يتوج فيها باسم يوسف بسبب برنامجه "البرنامج"، سبق أن نال التكريم من موقع يوتيوب كأكثر المشاهدات علي الموقع وحصل البرنامج علي أكثر من 200 مليون مشاهدة وأكثر من مليون مشترك لمتابعة القناة علي الموقع، هل اختارت تايم باسم يوسف لأن برنامجه يعتمد علي السخرية اللاذعة من النظام الحاكم الآن والمسئولين الكبار وعلي رأسهم رئيس الدولة الدكتور محمد مرسي ورئيس وزرائه هشام قنديل وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسية حزب الحرية والعدالة، والمعروفة بالتوجه الإسلامي الذي يواجه الآن حربا علي مستوي الإعلام في العالم الغربي وقد قال ريتشارد ستينجل مدير تحرير مجلة تايم عن معايير اختيار "تايم 100 بأنها ليست قائمة للشخصيات الأكثر نفوذاً في العالم ولا لأكثرهم ذكاءً، لكنها قائمة لمن هم الأكثر تأثيراً في العالم. فهم علماء ومفكرون وفلاسفة.. هم قادة ورموز وفنانون وأصحاب رؤية. أشخاص تعمل أفكارهم ورؤاهم وأفعالهم علي تغيير العالم والتأثير علي جموع الناس". ولو طبقنا مقولة ستينجل علي باسم يوسف فسوف نجد تناقضاً كبيراً بين كلام ستينجل ومدي تأثير باسم يوسف علي الشارع المصري فقط وليس العالم، فماذا فعل باسم يوسف للشعب كي يكون اختياره ضمن المئة المؤثرين في الشارع، فهو لم يكن ملهم الثورة أو مؤثراً فيها لكنه لا يختلف عن الكثير من الذين يقدمون برامج تعتمد علي الكوميديا مثل أحمد آدم وهاني رمزي، بل من وجهة نظري أن شخصا مثل يوسف الحسيني أقوي تأثيراً من باسم يوسف في انتقاده للنظام إلا أن برنامجه يأخذ الطابع الجاد بعض الشيء، مما يجعل نسبة المشاهدة تقل كثيراً عن مشاهدي باسم يوسف. وفي مصر علماء وأساتذة وفنانون وإعلاميون أكثر تأثيراً من باسم يوسف، لكنهم لا يتخذون من السياسة والسخرية من النظام منهجاً لهم، ولهذا لم يتم الالتفات لهم. الناقد طارق الشناوي أكد أن اختيار باسم يوسف في القائمة جاء لأنه يلعب في مساحة خاصة لم يسبقه لها غيره من الإعلاميين، حتي أنه تفوق في الأداء التعبيري علي مقدمي برامج هم في الأساس ممثلون مثل أحمد آدم وهاني رمزي، فهو يعتمد علي قدرته التمثيلية في الأداء، ويؤكد الشناوي أن باسم استطاع أن يكون جماهيرية عريضة حققت له نسبة مشاهدة عالية لدرجة أنك تجد الشوارع شبه خالية في وقت إذاعة البرنامج وهو ما كنا نراه في المباريات المهمة. وأكد الشناوي أن معايير الاختيار لا يمكن أن تكون قائمة علي التجاوز في الألفاظ فهناك قنوات يتجاوز مذيعوها في ألفاظهم أكثر من باسم يوسف، خاصة أننا شعب محافظ والتجاوز اللفظي لا يؤدي إلي نجاح أي مذيع مع هذا الشعب، مؤكدا أن الجهد الكبير الذي يبذله فريق الإعداد وضعه في مرتبة أعلي ومساحة كبيرة لم يصل إليها أي إعلامي.