أصطدم بالأحداث اليومية فأحتار أيا منها أختار للكتابة عنها مع كل ما تحتويه من خلل مخيف تنوء به الحياة ويهد كاهلنا بالأعباء.. كيف أكتب وماذا أقول عن التوتر الجسيم في المجتمع وكلنا في الهم سواء.. نصحو وننام علي الغم والمعضلات.. كيف السبيل إلي الخروج من نفق الأزمات المظلم وماهي الحلول الجذرية الحاسمة لمواجهة التدهور الاقتصادي والسياسي والاجتماعي الحالي؟ وهل من مستمع أو مجيب؟ وتصطدم الكتابة الصحفية بتأخرها في سباق المعلومات عن مثيلتها علي الإنترنت والفضائيات وأعني هنا بالتحديد المواد الإخبارية التي تتصدر الوسائط الإلكترونية فتجعل من قرينتها المطبوعة »أخبار بايتة وميتة«. وبصرف النظر عن هذا الأمر المحسوم ووحشية الأحداث الطائفية أسوق خللا من نوع آخر هو من قبيل المضحكات المبكيات.. ففي ظل الاختناق الذي تعيشه الأسرة المصرية بجميع طبقاتها الاجتماعية بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة، يطمع بعض الرجال المصريين في الزواج من النساء السوريات النازحات هربا من أتون الحرب في بلادهن! ويحاول بعضهم إقناع الزوجة المصرية بأن ذلك الفعل هو أمر ديني وثواب كبير للأسرة ومن شأنه العمل علي إيواء وإعالة امرأة شريدة.. كلام جميل لو كانت الزوجة المصرية علي استعداد لقبول الفكرة ولو لم تكن الأسرة كلها في أزمة محققة لكن الحاصل أن استقرار العائلة كلها مهدد بفعل الأزمة الاقتصادية الطاحنة في مصر والأمر لايحتمل »عروسة« جديدة تضيف إلي عبء الحياة المظلمة.. علاوة علي ارتفاع معدل العنوسة في مصر مما أدي إلي ارتفاع سن الزواج ( لو أتيح لأحد أن يتزوج أصلا!). وبالعودة لمسألة زواج الرجال المصريين بنساء سوريات من ضحايا الحرب اللاجئات عندنا نكتشف أن سمعة المرأة السورية كزوجة مثالية وربة بيت مدبرة ومطيعة لزوجها هي الأسباب التي أدت إلي رغبة الكثير من الرجال المصريين في الاقتران بهن باسم الإنسانية وإنقاذا لهن من الظروف الحالكة التي يعشنها ولكن في باطن الأمر رغبة ذكورية مصرية في إنعاش الحياة بهذه الزوجة التي اكتسبت في التراث العربي نموذجا مثاليا لصورة المرأة التي تعد بحق عماد البيت ومدبرة تصلح أن تكون وزيرة اقتصاد وزوجة تقف خلف زوجها في السراء والضراء (انظروا المسلسلات السورية ستجدوا النموذج المذكور بوفرة). يتمسح بعض الرجال في الدين كي يقنعوا المجتمع بجدوي وضرورة زواجهم من نساء سوريات ويقنع بعضهم زوجاتهم بثواب الآخرة وبأنها ضيفة وليست ضرة، ومنهن من تقبل وتستجيب لأنها تعيش كمواطن أدني في بيتها الذي اقتنعت باسم التفسير المغلوط للدين بأنها ترس في آلة يديرها الرجل علي هواه وماعليها سوي السمع والطاعة العمياء.