د. محمد البرادعى عدوي الانقسامات بين القوي السياسية امتدت من القوي الإسلامية إلي القوي المدنية.. وبعد انقسام حزب النور الذي انتهي بحزبي الوطن والراية الذي يوالي الحرية والعدالة بينما اكتفي النور بدور المعارضة كاشفا عن ملف الأخونة الذي تجاهلته الرئاسة.. ظهرت الانقسامات في جبهة الإنقاذ وظهرت بشكل أكبر في حزب الدستور الذي أصبح يواجه شبح الانقسام . لم تكن استقالة الدكتور حسام عيسي مفاجئة لمتابعي ما يحدث في كواليس حزب الدستور خاصة أن عملية هيكلة الحزب تعرضت لمحطات كثيرة تسببت في تعطل هذا الحزب الذي يحظي بشعبية كبيرة في أوساط الشباب في محافظات مصر لأن من يرأسه هو الدكتور محمد البرادعي. الغريب أن الأوضاع المتفجرة في الحزب أعقبت تقدم الحزب وجبهة الإنقاذ في كل الانتخابات التي جرت مؤخرا حيث فاز شباب الدستور بمقاعد عديدة في اتحاد طلاب مصر وكذلك نافست جبهة الإنقاذ بقوة علي مقاعد التجديد النصفي في نقابة الصيادلة وعلي الأرض يحقق حزب الدستور انتشارا جيدا عبر شبابه في محافظات مصر المختلفة . إلا أن المتتبع للأزمة يعرف أن الحزب به أزمة داخلية منذ بداية عمله فعقب تشكيل الحزب لم يكن هناك توافق كاف داخل الحزب وكانت هناك أزمة عنيفة كان أحد تجلياتها وفاة شعراوي عبد الباقي شعراوي العضو المؤسس بحزب الدستور، وأمين الحزب ب6 أكتوبر إثر سكتة قلبية عقب انفعاله الشديد بعد مشادات بينه وبين سامح مكرم عبيد أمين التنظيم وعدد من أعضاء الحزب في اجتماع لإعادة هيكلة أمانات الحزب في أحد الفنادق. شعراوي كان مصرّا علي اختيار الأمانات بالانتخاب وليس بالتعيين، ووسط انفعال شديد أصيب بحالة إغماء نقل علي إثرها إلي مستشفي الشرطة بالعجوزة، وكان شعراوي من المطالبين بعزل سامح مكرم عبيد، أمين التنظيم، وعماد أبو غازي، الأمين العام للحزب، وكان أيضا أحد المشاركين في وضع الهيكلة الجديدة لتطوير حزب الدستور، والتي تم طرحها علي د.البرادعي لينظر فيها . وفقا للائحة الحزب فإن اختيار الهيكل الإداري يكون بالتعيين وليس بالانتخاب لمدة أقصاها سنة، إلي حين إجراء المؤتمر العام للحزب والجمعية العمومية، وبدء انتخابات داخلية للحزب. تسببت وفا الشعراوي منذ 3 أشهر وأشعلت حالة من الغضب في صفوف شباب حزب الدستور وذلك بعدما شهد اجتماع اختيار الأمانات العامة للحزب خلافات حادة بين عدد من شباب الحزب وأمين التنظيم سامح مكرم عبيد. ثم فجر الدكتور حسام عيسي رئيس لجنة تسيير الأعمال بحزب الدستور الأوضاع تماما داخل الحزب وقدم استقالته احتجاجا علي ممارسات الدكتور أحمد البرعي، نائب رئيس الحزب، والدكتور عماد أبو غازي، وسامح مكرم عبيد، وخالد داوود المتحدث الإعلامي للحزب، ومحاولتهم السيطرة علي المناصب القيادية، بحسب تصريحات الدكتور أحمد دراج، أحد الوكلاء المؤسسين للحزب، فيما لم يذكر "عيسي" أي أسباب. وكشف "عيسي" في استقالته أنه قدمها في حديث تليفوني للدكتور البرادعي وطلب منه البرادعي أن يعود عن الاستقالة ويعمل علي إنهاء هيكلة الحزب، ووافق عيسي وقرر أن يعطي لنفسه فرصة لعدة أيام، لكن اتضح له أن أسباب استقالتي ما زالت قائمة، وتفاقمت بشكل غير مقبول، وأصبح قراره نهائيا، واعتبر نفسه خارج حزب الدستور بالكامل . واختتم استقالته، أن الشباب كما قال البرادعي – هو بالضرورة من سيرث الحزب في سبتمبر المقبل، وتوجه إلي شباب الحزب من الداخل والخارج، راجيا أن يتمسكوا بأماكنهم داخل الحزب ملتفين حول الرجل النقي، الذي يرأسه لحسن الحظ. لم يكشف عيسي عن الأسباب الحقيقة وراء الاستقالة ..لكن د. أحمد دراج، القيادي بالحزب هو من كشفها بقوله إن الدكتور أحمد البرعي ومجموعته خالد داود المتحدث باسم الحزب، وعماد أبو غازي أمين عام الحزب ، وسامح مكرم عبيد، وآخرين، مازاولا يعبثون بمصير الحزب، ويحاولون السيطرة عليه، ووضع أنصارهم في المناصب القيادية، طمعا في استغلاله للوصول إلي أهدافهم، التي لا تتفق مع توجهات الحزب مشيرا إلي أنهم سيقفون لهم ولن يستقيلوا.وأوضح "دراج"، أن "البرعي"، وشلته، وضعوا العراقيل أمام (عيسي) الذي حاول جاهدا السيطرة علي حالة الغضب ضدهم دون فائدة. ووصلت حدة الأزمة إلي مطالبة دراج، القيادي بالحزب، كلاً من " البرعي وأبوغازي وداوود " وأنصارهم بترك الحزب، بعد أن تحول علي أيديهم إلي ما سماه "دار مسنين وعجزة" ولم يقدم شيئًا إلي الثورة والقوي الوطنية التي كانت تأمل أن يقودها إلي الحكم مؤكدا أن البرعي وشلته دمروا الحزب، ونجحت الأحزاب التي تأسست بعده في كسب ثقة الشارع مثل مصر القوية مؤكدا أنه لن يترك لهم الحزب وسيقاوم سياستهم. ثم يعلن عز الدين الهواري، عضو لجنة المائة بالحزب، تقديم استقالته ووصف قيادات الحزب بسوء التصرف، والإدارة الضعيفة والشللية، من خلال سيطرة مجموعة علي الحزب، ظنًا منها أن الحزب سيحقق أغلبية في البرلمان المقبل، ويصبحون وزراء . الهواري قال في استقالته "مع كامل الأسف كان هذا حلم النخبة الثورية الجديدة التي تتاجر بدماء الشهداء عبر القنوات الفضائية، ومن بينهم الدكتور أحمد البرعي، والدكتور عماد أبوغازي، وخالد داوود "، متهمًا إياهم بأنهم السبب الرئيسي في تدمير الحزب، من أجل الشهرة السياسية والمناصب، والبقاء حتي لو علي جثة مصر وأي عمل وطني. وتابع: "أتقدم باستقالتي بعد التجاهل الغريب والمعيب لمطالب أعضاء الحزب في إعادة الهيكلة من داخل الحزب، وليس من خلال استيراد عناصر من الخارج، كأننا نستورد خبرات، رغم أن لدينا أكثر من 02 ألف عضو مؤسس، وأكثر من 01 آلاف عضو عامل، وكأن الحزب عقيم ولا يوجد به خبرات ورجال إذن كيف تخوض انتخابات وأنت تستورد نخبًا من خارج الحزب ولا تعتمد علي رجال الحزب وشبابه، كيف تدير دولة وأنت تستورد من خارج الحزب شخصيات سياسية من أحزاب أخري. الاستقالات المتتابعة عقب خروج عيسي هددت حزب الدستور حيث أصدر شباب حزب الدستور بيانا للتضامن مع الدكتور حسام عيسي، ورفضوا استقالته، وطالبوا بسرعة إعداد لقاء يجمع بين شباب الحزب، مع الدكتور محمد البرادعي، مؤسس الحزب، ليتدخل بشخصه ويقف ضد من يعبث بمقدرات الحزب ويجعله يحيد عن مساره.