قارئ نشرة ومقدم برامج ونائب رئيس الإذاعة، ورئيس اللجنة الدائمة للإذاعة باتحاد الإذاعات العربية، إنها مفردات قليلة من تاريخ مهني حافل للإذاعي الكبير عبد الرحمن رشاد لمدة ثلاثين عاما مضت. ورغم ترشيحه لرئاسة الإذاعة المصرية، إلا أن وزير الإعلام أنس الفقي فجر مفاجأة وقام بتكليفه رئيسا لشبكة »صوت العرب« يعرف عبدالرحمن رشاد أن الشبكة ليست في أفضل حالاتها، فصوت »القومية العربية. ضائع بين أزمات سياسية، وخلافات لاتنتهي، ويعرف أيضا أن إذاعته تحتاج إلي معجزة تكنولوجية ومهنية لتعود إلي الصدارة كما كانت. ورغم ثقل المهمة وصعوبتها. إلا أنه وجد أيضا أصواتا تحتج علي توليه المنصب باعتباره ابن البرنامج العام وليس شبكة صوت العرب التي لم يرأسها أي شخص من خارجها منذ إنشائها عام 53. كيف يري عبد الرحمن رشاد مستقبل صوت العرب، وما الذي يحمله من أسلحة لمواجهة تردي الحالة القومية وعدم وجود قاموس إعلامي عربي؟ وهل ينجح في التعان مع أبناء الشبكة. »آخر ساعة« تبحث لديه عن إجابات. ❊ ما هي مؤهلاتك للمنصب الجديد؟ أعمل في مجال الإعلام منذ أكثر من ثلاثين عاما، كنت قارئا للنشرة ومحررا ومحاورا ومقدم برامج وأشغل منصب نائب رئيس الإذاعة ورئيس اللجنة الدائمة لاتحاد الإذاعات العربية.. والحقيقة أنه يمكن أن يكون وزير الإعلام الذي تشرفني ثقته يعرف أن لدي علاقات عربية جيدة. ❊ البعض يري أن رئاسة شبكة صوت العرب مجرد ترضية بعد أن كنت مرشحا للإذاعة كلها.. وتقدم آخرون بمذكرة ضد توليك المنصب.. كيف تري ذلك؟ العديد من الزملاء اتصلوا بي هاتفيا للتهنئة وأعربوا عن تطلعهم للتعاون معا، حتي القيادات القديمة وعلاقتي بالجميع في أفضل حالاتها.. أما فيما يخص العاملين في الشبكة فلا يوجد إعلامي منصف يستطيع أن ينكر أن بها إعلاميين مميزين وعلي أعلي مستوي. ❊ كيف تري شبكة صوت العرب وأنت علي وشك تولي منصبك أول سبتمبر القادم؟ »صوت العرب« إذاعة مظلومة لأن الظرف التاريخي الذي أنشئت خلاله اختلف الآن وتغيرت معالم كل شيء يحيط بوجودها، فالبلاد العربية التي تتوجه لها الإذاعة أصبحت اليوم تمتلك إبداعات ومبدعين كبارا، واستقرت، سياسيا، وتراجعت فكرة القومية العربية، وبالتالي أصبح دور صوت العرب صعبا. ❊ تتحدث هنا ، كأن الإذاعة العريقة بحاجة إلي أهداف جديدة لتنهض من جديد.. وآليات جديدة أيضا؟ نعم .. فالمطلوب مخاطبة الأشقاء العرب بلغة جديدة، والمطلوب منتج إعلامي يراعي تغير الظروف والقيم السياسية فنحن الآن نخاطب دولا مستقلة وشعوبا حرة، ونحتاج أيضا لمضمون جديد وتكنولوجيا متقدمة لنصل برسالتنا الجديدة إلي المستمع العربي في ظل المنافسة الجبارة. ❊ مضمون جديد ولغة جديدة.. كيف تري ملامحهما؟ أقصد هنا لغة التعاون وتبادل المصالح وليس لغة »إشعال الثورة« القديمة، ولغة تراعي المتغيرات الاجتماعية الجديدة للمواطن العربي وأيضا الاقتصادية وعلينا أن نعترف أن هذه الدول أصبحت منافسة لنا، وأصبحت لها ثقافتها الخاصة. ❊ رئيس جديد من خارج الشبكة.. ما الذي تطرحه لتطويرها؟ أولا تكنولوجيا الإرسال وتدريب القائمين علي صوت العرب عليها، وثانيا سوف تكون لدينا شبكة مراسلين مقيمين وآخرين متعاونين، وثالثا سوف نتعاون مع الإذاعات العربية للوقوف علي قاموس عربي مشترك بين الإذاعات العربية في المجالين الثقافي والإعلامي. ❊ حديثك عن التجديد.. هل يتضمن استبعاد الخبرات القديمة؟ بالعكس فأهم أهدافي هي الاستفادة من خبرات الكبار مثل أمين بسيوني وأحمد سعيد ومحمد مرعي، وأمينة صبري ونبيلة مكاوي، والحقيقة أننا لابد أن نشكل كتيبة واحدة تتعاون في سبيل النهوض بالشبكة ولن يتم هذا إلا عبر حوار، لأن فريق الإذاعة بالتأكيد لديه أفكاره وطموحات وخطط تمثل إضافة إلي ما أنوي تنفيذه وتثريه، والحقيقة أنا مؤمن تماما أن التاريخ وحده لايكفي والواقع وحده لايكفي ولابد من رؤية الواقع الجديد وفهم المتغيرات خاصة في ظل صراع شرس بين وسائل الإعلام.