قتلاه حتي إذا حاول البعض في الغرب أو الشرق.. أو بين الدول العربية.. أن يحقنوا مابقي من دماء سورية.. بإعلان وقف شامل لإطلاق النار.. مع السماح لبشار الأسد بالخروج الآمن لدولة هنا أو هناك تقبل استضافته بعيدا عن الملاحقات الدولية والإنسانية.. فإن ذلك كله لن يمحو مافعله هو ونظامه ومن قبله نظام والده الأسد الكبير.. من مآس ودمار شامل طالت الأطفال والنساء والشيوخ مع من حاربوا ضده هو ونظامه.. ليكن أي حل ممكن لإنقاذ بشار بمثابة »سقوط« وليس »خروجا«.. آمنا!! والدعوة جاءت لتأمين مخرج آمن لبشار ولعائلته من السلطة مقابل تنحيه عن الحكم وذلك علي وقع تفاقم حالة العنف غير المبرر في البلاد واستمرار القتال العنيف في دمشق وحلب وقرب الحسم. كما جاءت من خلال عدة أطراف عربية وأوروبية أبرزها من بريطانيا ووجهت خلاله نداء لبشار للتنحي عن السلطة وبأن الدول العربية ستساعده هو وعائلته بالخروج الآمن من البلاد وبالتعاون مع بعض الأطراف الدولية الفاعلة . وحقنا لدماء السوريين وحفاظا علي مقومات الدولة ووحدتها وسلامتها الوطنية ونسيجها الاجتماعي والطائفي.. ولضمان الانتقال السلمي للسلطة وعلي الدعوة فورا لتشكيل حكومة انتقالية بالتوافق وتتمتع بكافة الصلاحيات علي أن تضم كافة قوي المعارضة داخل وخارج سوريا مع فصائل ممثلة للجيش الحر بالإضافة لسلطة الأمر الواقع الوطنية وهي القوي التي لم تنضم رسميا للمجلس الوطني السوري الممثل للمعارضة بأطيافها المختلفة.. ولكن لها وجودها وثقلها فوق التراب السوري.. وتعمل ضد النظام من داخل البلاد وليس.. من خارجها. والنداء.. الذي يهدف للانتقال السلمي للسلطة بيسر ودون المزيد من إراقة الدماء.. يدعو الأممالمتحدة لتعديل مهمة مبعوثها الأممي الحالي الأخضر الإبراهيمي لتصبح متماشية مع النداء وباتجاه تنحي الأسد وانتقال السلطة سلميا. ومع احتدام القتال حول دمشق ومقارها.. وقرب نهاية بشار تزداد هذه الدعاوي.. خاصة مع عدم ممانعة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.. من مثل هذا الإجراء.. بل وإعلانه صراحة عن دعمه لفكرة الخروج الآمن لبشار الأسد.. لإنهاء الصراع الدائر في سوريا. وهو ما انتقدته عدة بلدان عربية وأوروبية ودولية.. وبعض المنظمات الحقوقية الدولية ومنها: منظمة العفو الدولية التي اعتبرت ذلك مخالفا للقوانين الدولية والإنسانية ولمبادئ حقوق الإنسان.. وإنه كان من الأولي للداعين لمثل ذلك.. ومنهم كاميرون أن يدعموا كل الجهود التي تهدف لضمان مثول بشار ونظامه وعائلته أمام المحكمة الجنائية الدولية. وعلي نفس المنوال.. توالت ردود الأفعال.. خاصة أن دعم كاميرون لخروج آمن لبشار لم يكن جديدا.. فقد سبقه دعوة مماثلة للمجلس الوزاري العربي بالجامعة العربية في يوليو الماضي وقادتها قطر لخروج آمن للأسد.. خلال اجتماع عقدوه في الدوحة علي وقع تردي الأوضاع في سوريا. ووقتها طالب المجلس من الأممالمتحدة أن تعدل مهمة مبعوثها الأممي السابق كوفي عنان لتكون متوافقة مع الدعوة.. وهو ما باء بالفشل الذريع. والغريب أن نجد في كل هذا الزخم من الدعوات والنداءات.. العديد من الأصوات التي مازالت تدافع عن نظام بشار وبأنه سيقاتل حتي النهاية.. وأن نصره قريب بإذن الله!! والأغرب.. أن بعض تلك الأصوات ليست داخل سوريا وحدها.. بل في خارجها ولها مبرراتها التي تؤكد أن رحيل بشار سيؤدي لكوارث ستعاني منها سوريا والمنطقة كلها لعقود قادمة.. فهناك مثلا: المشروع الكردي الانفصالي والدعوة لحق تقرير المصير لأكراد سوريا أسوة بأكراد العراق.. بالإضافة لاحتمال صراع علوي سني.. سيطول لبنان المجاورة بالتبعية وستذهب بآثارها لتركيا التي يوجد بها علويون لاتعجبهم سياسة بلدهم تجاه مايحدث في سوريا. وأضف.. إمكانية توحد أكراد سوريا مع أكراد العراق مع أكراد تركيا وهو ماسيزيد الأمور تعقيدا بالمنطقة. ويخاف البعض من سيناريو أسوأ.. وهو أن تتحول الأراضي السورية لعراق جديد مختلف الأعراق والطوائف.. ومسرح للتدخل الأجنبي والإقليمي.. وهو الشيء الذي مازالت تعاني منه العراق بعد رحيل صدام.. وينتظر الوضع السوري بعد رحيل بشار ونظامه خاصة مع مجلس وطني سوري ضعيف مازالت هناك بعض القوي الوطنية في الداخل والخارج لاتعترف بشرعيته بل وتجد بعض القوي الإسلامية التي تقاتل علي الأرض.. أنها الأجدر بالحكم بعد رحيل بشار.. وهنا يمكن أن يتكرر النموذج الليبي بعد رحيل القذافي.. الذي مازالوا يعانون منه حتي الآن.. والأخطر.. أنه بسقوط النظام وتفكك الجيش النظامي السوري.. سينتشر السلاح وبخاصة ترسانة الأسلحة المحظورة التي تفوق بكثير ماكان لدي القذافي، وهنا يتوجس الكثيرون من إمكانية تسرب هذا السلاح لبلدان مجاورة كما في النموذج الليبي.. بل ولمنظمات وجماعات متطرفة أو.. جهادية. والعقلاء.. يدعون المعارضة لتوحيد الصفوف قبل فوات الأوان.. لسوريا قادمة حرة ديمقراطية.. بعيدا عن عائلة الأسد وأذنابه الذين دخلوا بالفعل مزبلة التاريخ الذي لن يرحمهم.. وسيكون العالم كله شاهدا علي جرائمهم.. إذا كان لهم عمر.. بعد نجاح الثورة السورية.