هام للطلاب.. موعد و قواعد تقليل الإغتراب 2025 بعد اعتماد نتيجة تنسيق المرحلة الثانية "الرابط المباشر"    غدًا.. «الوطنية للانتخابات» تعلن نتيجة انتخابات مجلس الشيوخ 2025    صادرات الغزل والنسيج ترتفع إلى 577 مليون دولار في النصف الأول من 2025 بنمو 7%    محافظ الإسماعيلية يهنئ رئيس هيئة قناة السويس بتجديد الثقة    نائب رئيس جمعية مستثمري مرسى علم يكشف أسباب ارتفاع نسب الإشغالات السياحية بموسم الصيف    «عامان من التضليل».. المصري اليوم تتبع أبرز محطات الجيش الإسرائيلي لتبرير اغتيال أنس الشريف    «ده وقت الحساب».. والد زيزو يتوعد جماهير الزمالك    عاد للتدريب المنفرد .. الإسماعيلي يكشف تطورات إصابة محمد حسن    إرشادات حضور عمومية الإسماعيلي لسحب الثقة من مجلس الإدارة    حبس البلوجر "لوشا" لنشره محتوى خادشا ومشاهد عنف على مواقع التواصل الاجتماعي    وليد عبدالعزيز يكتب: ظواهر سلبية تحتاج إلى إجراءات مشددة الطريق ملك للجميع.. والاستهتار في القيادة نتائجه كارثية    وزارة الرياضة تعلن الكشف عن المخدرات| تشمل "الاولمبية والاتحادات والأندية واللاعبين"    الإعدام للمتهم بقتل شاب لسرقة دراجته النارية في الواحات البحرية    أمير كرارة: لا منافسة بيني وبين السقا وكريم.. المهم موسم سينمائي يليق بالجمهور    نور الشريف.. أداء عبقرى خطف القلوب من السيدة زينب إلى قمة الفن العربي    أبرزهم تارا عماد وهنا شيحة.. نجوم الفن يتوافدون على العرض الخاص لفيلم درويش    "الأخضر" في إطلالة آيتن عامر... رسالة بالأناقة والحيوية في موسم الصيف    لكل ربة منزل.. تعرفى على فوائد الماكريل    الشاي الأخضر.. مشروب مفيد قد يضر هذه الفئات    اللاعب لا يمانع.. آخر تطورات انتقال باليبا إلى مانشستر يونايتد    "من بريق موناكو إلى سحر بورسعيد".. المصري يتعاقد مع كيليان كارسنتي    بعد تعافيه من الإصابة.. بافلوفيتش يعود لتدريبات بايرن ميونخ    محافظ الأقصر يبحث رفع كفاءة الوحدات الصحية واستكمال المشروعات الطبية مع وفد الصحة    قيادات تعليم السويس تودّع المدير السابق بممر شرفي تكريمًا لجهوده    تعاون مصري- إيفواري في مجالي الصناعة والنقل وبحث إقامة مناطق لوجستية مشتركة    يسري الشرقاوي: القطاع الخاص آمن بمبادرة التيسيرات الضريبية    غدًا.. انطلاق المؤتمر العالمي العاشر للإفتاء بمشاركة علماء من دول العالم    عمرو يوسف ودينا الشربيني يحتفلان بالعرض الخاص لفيلم درويش    في ذكرى رحيله.. نور الشريف أيقونة الفن المصري الذي ترك إرثًا خالدًا في السينما والدراما    مذيعة القاهرة الإخبارية لمسئول بالوكالة الذرية: العلاقات لا تبنى على دم الشهداء    أنا مريضة ينفع آخد فلوس من وراء أهلي؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    هل يشعر الموتى بالأحياء؟.. أمين الفتوى يجيب    4 تفسيرات للآية «وأما بنعمة ربك فحدث».. رمضان عبدالمعز يوضح    أجمل عبارات تهنئة بالمولد النبوي الشريف للأهل والأصدقاء    وزارة التعليم تحدد اسعار الكتب المدرسية لطلاب المدارس الخاصة    محافظ المنيا يوجّه بوقف العمل خلال ساعات الذروة    وكيل صحة سيناء يتابع تقديم الخدمات الطبية للمترددين على مستشفى العريش    وصفات حلويات المولد النبوي الشريف السهلة بدون فرن    «الحرارة تتخطى 40 درجة».. تحذيرات من موجة حر شديدة واستثنائية تضرب فرنسا وإسبانيا    مجلس صيانة الدستور الإيراني: نزع سلاح حزب الله حلم واهم    إقبال كثيف على شواطئ الإسكندرية مع ارتفاع الحرارة ورفع الرايات التحذيرية    اللجنة الفنية في اتحاد الكرة تناقش الإعداد لكأس العرب    محمد إيهاب: نسعى لإخراج البطولة العربية للناشئين والناشئات لكرة السلة في أفضل صورة    نشرة «المصري اليوم» من الإسكندرية: قرار قضائي عاجل بشأن «ابنة مبارك».. وحبس المتهمين في واقعة ركل «فتاة الكورنيش»    الرئيس الفرنسي: على إسرائيل وقف إطلاق النار في غزة وإنهاء الحرب فورا    جريمة أخلاقية بطلها مدرس.. ماذا حدث في مدرسة الطالبية؟    سحب 950 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكترونى خلال 24 ساعة    أمين الفتوى: الحلال ينير العقل ويبارك الحياة والحرام يفسد المعنى قبل المادة    رغم رفض نقابات الطيران.. خطوط بروكسل الجوية تُعيد تشغيل رحلاتها إلى تل أبيب    الأمم المتحدة: قتل إسرائيل للصحفيين "انتهاك خطير" للقانون الدولي    وزير الري يؤكد أهمية أعمال صيانة وتطوير منظومة المراقبة والتشغيل بالسد العالي    وزير الزراعة و3 محافظين يفتتحون مؤتمرا علميا لاستعراض أحدث تقنيات المكافحة الحيوية للآفات.. استراتيجية لتطوير برامج المكافحة المتكاملة.. وتحفيز القطاع الخاص على الإستثمار في التقنيات الخضراء    الصحة: 40 مليون خدمة مجانية في 26 يومًا ضمن «100 يوم صحة»    بعد تعنيفه لمدير مدرسة.. محافظ المنيا: توجيهاتي كانت في الأساس للصالح العام    لليوم ال 11.. «التموين» تواصل صرف مقررات أغسطس    نائب ترامب: لن نستمر في تحمل العبء المالي الأكبر في دعم أوكرانيا    بقوة 6.1 درجة.. مقتل شخص وإصابة 29 آخرين في زلزال غرب تركيا    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 11 أغسطس 2025 في القاهرة والمحافظات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور عبدالله الأشعل في حوار ساخن
هناك مجموعة طامعة في الحكم تقفز علي الشرعية وتتجاهل قواعد الديمقراطية
نشر في آخر ساعة يوم 11 - 12 - 2012

تنتاب الشارع المصري حالة من القلق والخوف علي مستقبل هذا الوطن الحبيب والغالي علينا جميعا خاصة بعد الأحداث المؤسفة التي وقعت مؤخرا وأدت إلي حد الصدام والاقتتال بين أبناء الوطن الواحد..
والدكتور عبدالله الأشعل المفكر والسياسي الكبير أحد أبناء هذا الوطن الذي عندما رأيته وجدته مهموما حزينا لما آلت إليه الأوضاع، في حواره مع »آخر ساعة« في منزله بحي الزمالك قال إن المناخ السائد الذي تمر به مصر حاليا يغلب عليه الفوضي والضباب وأيضا الصراع وأكد أن هناك أزمة وهناك مجموعة طامعة في حكم »البلد« تحاول القفز علي الشرعية وتجاهل قواعد الديمقراطية وكشف الدكتور الأشعل عن قضايا مثيرة وشائكة جاءت في هذا الحوار.
كيف تري المناخ السائد الذي تمر به مصر حاليا؟
مناخ يغلب عليه الفوضي والضباب ويغلب عليه الصراع وإذا استمر هذا المناخ لأيام ربما يؤدي إلي أوضاع لايمكن تداركها، فشكل الأحداث يصور كأنه صراع بين الرئيس والمعارضة. لكن الحقيقة غير ذلك .. فالرئيس مرسي أراد أن يصلح لكنه اختار اللحظة الخطأ ولم يقرأ الأرضية التي بدأ بها الإصلاح وأقول إن الحصافة تقتضي أن يكون الدكتور محمد مرسي غير قانوني بل سياسي فإذا كان العمل القانوني صحيحا فإن السياسة أكبر من القانون.. وأي قرار أهم شيء فيه هو التوقيت ورد الفعل قبل صدوره فالرئيس مرسي لابد أن يدرك أنه رئيس دولة بمعني أن كل سلطات الدولة وأجهزتها في خدمته كما لابد أن يدرك أن نجاحه أو فشله سيكون محسوبا أو سيدفع ثمنه الشعب المصري والإخوان المسلمين والتيارات الإسلامية فضلا عن المشروع الحضاري الإسلامي كله، أيضا علي الرئيس مرسي أن يدرك أنه رئيس يخوض التجربة، وأتساءل هل سينجح الإخوان علي هذا المستوي برغم تحفظي في البداية علي عدم خوضهم انتخابات الرئاسة والاكتفاء فقط بالانتخابات التشريعية بغرفتيها الشعب والشوري والعمل علي فتح ملفات كبيرة مثل مكافحة الفساد فتواجدهم في البرلمان كان عاملا مهما يساعدهم علي فتح ملفات الفساد، لأن الشعب يريد الإصلاح والقضاء علي الفساد بكل أشكاله.
لكن حدث ماحدث ورشح الإخوان الدكتور محمد مرسي في الانتخابات وفاز بمنصب الرئيس؟
كما قلت كان لهم رأي آخر مختلف عن رأيي لكنهم عندما خاضوا انتخابات الرئاسة وقفت معهم وعندما رشحوا الدكتور مرسي ساندته وقلت وقتها إن الدكتور محمد مرسي أستاذ جامعي ولديه خبرة تجربته في البرلمان عندما كان عضوا في مجلس الشعب عام 5002 وتجربته في الخارج مما يعطي له الخبرة في إدراك حقائق الأشياء في مصر ولكن الذي فوجئت به أنه لم يدرك مدي المؤامرة الكبيرة التي تحاربه فالدكتور مرسي والإخوان يتعرضون لحملة ضخمة وظالمة والأداء الحالي سيمكن لهذه الحملة أن تستمر وأحذر أن خسارة الدكتور مرسي ستؤدي إلي خسارة مصر وخسارة جماعة الإخوان المسلمين والتيارات الإسلامية وتؤدي إلي فشل المشروع الحضاري الإسلامي.
بماذا تفسر استقالات مستشاري الرئيس مرسي الأخيرة؟
المستشار يجب أن يكون من فكر الرئيس وفي نفس الوقت يكون عارفا ومدركا كيف يساعد الرئيس من مختلف النواحي الفنية وفي مختلف القضايا.
كيف تري الأزمة الحالية التي تهدد البلاد؟
هذه الأزمة عبارة عن مجموعة طامعة في حكم مصر، وتقفز علي الشرعية وتتجاهل قواعد الديمقراطية وأقول أن هناك ثوابت في مصر الثابت الأول أن الدكتور محمد مرسي هو رئيس الجمهورية وقد جاء عن طريق انتخابات حرة فلا يمكن تحدي هذه الحقيقة والثابت الثاني أن د.محمد مرسي له أخطاء في أدائه وهذه الأخطاء تنتقد لكن النقد له آداب والاعتراض له آداب، لذلك نحن الآن نؤهل لعملية حكم ومعارضة جديدة، فنحن كلنا كنا ضد النظام وهذا النظام قد سقط وأصبحنا اليوم نريد أن نقاتل بعضا فمنا ماهو الحاكم ومنا ماهو المعارض، ولذلك أقول نريد أن ننشئ معارضة حقيقية ديمقراطية وللأسف الشديد نحن فشلنا في الاختبار.
بماذا كان شعورك حين رأيت المصريين يقاتلون بعضهم البعض أمام قصر الرئاسة؟
شعرت بالانقباض وكأن مصر فعلا معرضة للضياع وهناك فراغ كبير جدا وأن الدكتور مرسي لم يملأ هذا الفراغ ولكن يمكن تدارك الموقف بالحزم والحكمة فالحكمة معناها معالجة الموقف بطرق سياسية والحزم إظهار قوة الدولة، حيث يوجد متآمرون يواجههم، فإذا أراد حالة الطوارئ يعلن حالة طوارئ ولكن في إطار حل سياسي وليس عن طريق »الكبت« وأقول يوجد في خيوط هذه اللعبة مؤامرة وهي واضحة، فإذا جمعنا تصريحات كل الأطراف التي تلعب علي الساحة الآن نلاحظ أنهم يريدون سقوط الدكتور مرسي ولايعترفون بالعملية الديمقراطية وأنهم الأحق بهذا الموقع فهناك غوغائية والنتيجة خسارة التجربة وخسارة مصر وتراجع الدكتور مرسي خلف المسرح وترك كل اللاعبين يلعبون في هذا الصراع.
هل هناك خطر في أن تعيش مصر في ظل اضطرابات وانقسامات بين مختلف القوي؟
مصر لن تتحمل هذا، فإذا استمرت هذه الضوضاء فإن الطرف الآخر في المعادلة يطالب الجيش بالتدخل وهو نفس الطرف الذي كان ضد المجلس العسكري فالقضية هي كيفية التخلص من الإخوان المسلمين ومن الدكتور محمد مرسي حتي لو جاء الشيطان نفسه وجلس مكانه، وهناك دوافع تتمثل في أن الولايات المتحدة والتيار العلماني لايريدون الإخوان المسلمين كما أن هناك تيارا آخر حاقد علي الإخوان المسلمين بسبب الانتخابات ويريد التخلص منهم.. وهو لا يمكنني الآن أن أسمي الأشياء باسمائها لكنني لاأريد أن أكون جزءا من المشكلة في هذه المرحلة.
هل تشعر بالخوف علي مستقبل مصر بعد الأحداث التي تمر بها حاليا؟
عن طريق الأحداث (لاحظت) أن المجتمع المصري لايزال هشا.. فالذين قاموا وتظاهروا تحت شعار الدفاع عن الديمقراطية وعن الثورة ضد الديكتاتورية وبين هؤلاء المتظاهرين الكثير من الفرق والنحل فهناك الفلول، وهناك مجموعة البرادعي وحمدين صباحي وعمرو موسي والزند فكل هذه الشوارد السياسية تجمعت كلها ضد محمد مرسي.. وهناك عنصر حاسم جدا هو عنصر التوقيت والربط بالقرارات والذي يعد أهم من المضمون.. وأتذكر أن عبدالناصر قام بقمع كل ماهو ضد الثورة وحول البعض لمحاكم ثورية وقال وقتها إن الثورة أهم من كل شيء فالدكتور مرسي داخل معركة ولابد أن يكون لديه سلاح حتي يقاوم ويقضي علي الفساد، وأقول إن النظام السابق كله فاسد، فالدكتور مرسي يعلم جيدا أن بعض القضاة يدافعون عن مبارك ونظامه وهم الذين أهدروا استقلال القضاء، فمبارك حرص علي قتل القضاء وكانت البداية بالإشراف القضائي علي الانتخابات فمصر الدولة الوحيدة في العالم التي يوجد فيها إشراف قضائي فكان وزير العدل وقتها يسجل أسماء قضاة للإشراف علي الانتخابات وهؤلاء القضاة كانت نتائج الانتخابات تخرج لصالح نظام مبارك، فأحكام القضاء في عهد مبارك كانت لاتُحترم فلم يُحَّترم حكم واحد من أحكام القضاء في عهد النظام السابق، صحيح يوجد قضاة شرفاء، فالرئيس مرسي عندما أقدم علي القرارات الأخيرة كان يريد الإصلاح ويريد أن يكون حاكما عادلا، لكن أقول أن العدل يحتاج إلي فطنة فسيدنا »عمر بن الخطاب«] قبل أن يكون حازما كان عادلا لأن الحزم يحمي العدل.
وماهي المخاوف التي تخشاها في المرحلة الراهنة؟
أخشي من انهيار الدولة ومن تشرذم المجتمع المصري وانخفاض أسقف الولاءات والولاء الشامل للدولة المصرية وللوطن وللمشروع القومي، فكل مجموعة ولاؤها لجماعة وكل حزب ولاؤه للحزب وكل طائفة ولاؤها للطائفة، وكل مجموعة ولاؤها للمسجد أو للكنيسة وتمزق مصر إلي »إرب« متعددة.
كثيرون يحذرون من نشوب حرب أهلية هل نتوقع ذلك؟
لا أتوقع حربا أهلية بالمعني الحاصل في لبنان لكني أتوقع عدم التئام جسد الدولة المصرية »والملاحاة« بين المصريين، فالحرب الأهلية مستبعدة لأن المصريين أعقل من ذلك بكثير ومسالمون لكن الخوف من الفوضي، فلابد أن تكون هناك دولة تقيم الحدود بين الناس وكبير يجمع المصريين.
وما السبيل للخروج من هذا المشهد المعقد للساحة السياسية في الشارع بين مختلف القوي السياسية؟
لاسبيل للخروج من هذا المشهد إلا إذا كشف الرئيس مرسي عن المؤامرة التي تهدد أمن واستقرار الوطن ويتم القبض علي رؤوس المؤامرة ، فليس لدي مانع في أن يعلن الدكتور مرسي الأحكام العرفية لأنه ليس المقصود بها القمع، ولكنها من أجل المحافظة علي وحدة البلد.. فضلا عن تجميد الإعلان الدستوري.
هل من حق الرئيس إعلان الأحكام العرفية؟
القانون يعطيه الحق في ذلك.. فالمادة السادسة من الإعلان الدستوري تعطي للرئيس الحق في إعلان حالة الطوارئ.. فأنا كمواطن عادي من حقي أن أري الأمن والاستقرار.. وليس تفكك الدولة فالرئيس لابد أن يكون أمينا علي هذه الأمة.
في رأيك الضغوط التي يتعرض لها الرئيس مرسي من القوي المدنية .. هل ستجعله يستسلم أم يخوض المواجهة؟
أعترض علي تقسيم المجتمع إلي مدني وديني فالمجتمع المصري لايوجد به هذا التقسيم، فلا يجوز تقسيم المجتمع المصري إلي وطني وعميل فالعميل الذي يعمل لمصلحة الخارج ضد الوطن بأكمله ويتصدي للرئاسة ويتصدي للدكتور مرسي لمجرد أنه يمثل الشعب المصري أما الاحتجاجات علي سياسة الرئيس مرسي فهذا واجب لكن بأدب واحترام، ومن هنا فأنا ضد الذين تظاهروا عند قصر الاتحادية سواء كانوا من التيارات الإسلامية أو التيارات الأخري.. ودعني أقل لك ينبغي علي الرئيس ألا يستسلم لكن عليه أن يتراجع خطوات إلي الوراء حتي يمتص الغضب الذي يتزايد عليه والإساءة التي يتعرض لها من زعماء المعارضة.. فأنا لاأعترف بهذه المعارضة، لأنه يجب أن يكون لها قواعد ولها أصول فمعاداة المعارضة للدستور سبب معاداة للرئيس مرسي وأؤكد بأن هذه المعارضة لم تقرأ الدستور أصلا.
كيف تري الخطاب الإعلامي في هذا المشهد؟
مما لاشك فيه بأنه يوجد (51) شخصية في الإعلام المصري تعمل ضد الدولة، فهناك شخصيات يتصدرون الإعلام يملأون الدنيا ضجيجا وفي تصوري بأن هؤلاء لا تتوافر فيهم مبادئ المهنة الإعلامية وهؤلاء يعملون بالسياسة تحت ستار الإعلام ويستخدمون هذه الحرية لمشروع سياسي وهو إفشال المؤسسة الحاكمة في مصر فعلي سبيل المثال الفضائيات تستضيف شخصيات يصبون السم علي المجتمع وهذه الفضائيات لديها رسالة سياسية تتمثل في تدمير المجتمع المصري.. وأتمني من هذه الفضائيات الخاصة أن تغلق أبوابها.
أثار الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس مرسي جدلا في الشارع المصري بين القوي الليبرالية والعلمانية واليسارية فهل كانت هناك ضرورة ملحة لإصداره في هذا التوقيت؟
دوافع الإعلان الدستوري مشروعة وحسن النية متوفر لكن إدارة المجتمع المصري لاتدار بحسن النية فالرئيس له الحق في إصدار الإعلان الدستوري فهو صحيح من ناحية القدرة علي إعلانه لكن مضمونه خطأ وتوقيته أكبر خطأ قد مكن أضلاع المؤامرة للاجتماع والتلاحم وجمع جميع شراذم الأمة لكي يتصدوا له وقد فشلت الإدارة في إدارة هذه الأزمة فهذه الأزمة قد تؤدي إلي ضياع المشروع الحضاري الإسلامي الذي يختبر في مصر فالرئيس مرسي لايدرك خطورة هذا الموقف أو أنه رئيس لهذه الدولة فالحاصل أن الدكتور مرسي »فلت الزمام« من يده ولم يعد يملك زمام الأمور.. فترك الساحة خالية كل واحد (يخبط) في الآخر فهو المسئول عن هذا الوضع والمسئول عن ترك المؤامرة وإعطاء فرصة للمتآمرين.
كيف تري الإعلان الدستوري الجديد وما سبب رفض المعارضة لهذا الإعلان!
- هذا الإعلان يتفادي الثغرات التي كانت في الإعلان الذي صدر في نوفمبر الماضي ويقدم أفقا جديدة للمصالحة والعمل المشترك لذوي النوايا الوطنية.. ولهذا أرجو أن تغير المعارضة ثقافتها العنصرية وأن تسلم بأن التيار الإسلامي حقيقة واقعة.. وأقول إن رفض المعارضة لهذا الإعلان والإعلان السابق هو رفض للتيار الإسلامي وليس رفضا للإعلان.. فمشكلتهم هذا التيار، لكن الشعب المصري لم يقبل مطلقا هذا الفكر العنصري الاستبعادي الذي يعرض مصالح الوطن للخطر.. وعلي المعارضة أن تعلم مبادئ المعارضة السياسية حتي يمكن أن تكون جزءا من النظام السياسي.. فالإعلان الدستوري الجديد يدل علي حسن نية الرئيس خاصة بعد الآثار الخطيرة التي ترتب عليها الإعلان الصادر في نوفمبر الماضي وأكرر إن المعارضة عليها أن تقبل التيار الإسلامي في الحياة السياسية وأن رفضها لهذا التيار مرفوض رفضا مطلقا فلابد من تطبيق المواطنة تطبيقا كاملا.
التصعيد الشعبي المدني في الشارع، هل يعني أننا علي أعتاب ثورة جديدة؟
في كل الأحوال لم أعتبرها ثورة نستطيع أن نقول »هبة شعبية« تحد لسلطة الرئيس، لكن الثورة لا تطلق إلا علي شخص غير منتخب سياسته خاطئة وأغلق الباب أمام التعبير الحر أما طالما انتخب وجاء بالانتخاب فسقوطه أمام صندوق الانتخابات.
في أي اتجاه تسير مصر؟
أري أنها تسير في اتجاه خطر والخطر هنا في تمزق المجتمع وتوقف عجلة حياة المجتمع وانهيار الاقتصاد وتدهور مكانة مصر الدولية.. أيضا الخطر يكمن في دخول عناصر أجنبية بشكل واضح في تسيير الأمور في مصر وفقدان الرئيس لزمام المبادرة.
مادلالة طرح الدستور للاستفتاء وسط رفض القوي الليبرالية واليسارية والعلمانية له؟
هذا عمل قانوني.. لكنه خطأ سياسي فالرئيس من حقه تحديد موعد للاستفتاء، والاستفتاء عملية قانونية لكن هذا خطأ سياسي، لأن هذا الدستور بين أمرين إما أن يقبل وتقبله الأغلبية المؤيدة للدكتور مرسي وترفضه الأقلية الرافضة له وأقول إن هذه الأقلية كبيرة وأخطرها أنه يوجد بها الأقباط فهذا يمهد لتقسيم مصر، فلا نفرح بالدستور ونخسر البلد، لأن الدستور أداة من أدوات البناء ولكن ليس هدفا في ذاته وأتمني أن يفشل حتي يشكل جمعية تأسيسية أخري لصياغة دستور جديد حتي لو تأخر هذا الدستور.
كيف تري مقاطعة القضاة للإشراف علي الاستفتاء؟
استقلال القضاء يعني ابتعاده عن الزج بنفسه في الصراعات السياسية فلا يصح للقاضي أن يعبر عن رأيه علي الهواء فأنا ضد موقف القضاة الأخير، فكان ينبغي أن يكون القضاء مستقلا عن أي تيارات سياسية أو عن السلطات التنفيذية وغيرها ومادام رئيس الدولة الشرعي أمر بالاستفتاء فعليهم أن يلتزموا، لأن المقاطعة موقف سياسي لايليق بالقضاة فالقضاء من الناحية النظرية مثل المسجد مقدس.
هل قرأت مسودة الدستور؟
بالطبع قرأت كل المواد.
ماهي أبرز المواد التي تقلقك في المسودة؟
لا يقلقني أي شيء كل مواد الدستور ممتازة ولكن كل نص بشري يمكن مراجعته وكل صياغة يمكن إعادتها »وفوق كل ذي علم عليم« وأقول إن هذا الدستور يصلح للاستفتاء ويصلح للتطبيق وأتساءل ماهو العوار الذي يمكن تصحيحه؟ ويمكن الإضافة إليه وتعديله؟
تري لماذا تلك العجلة في إقرار الدستور الجديد؟
ليس هناك عجلة، الدستور يعد منذ »8« شهور والجمعية التأسيسية تعمل تتناقش وتأخذ وبجميع الاقتراحات والمنسحبين إنسحبوا لأغراض سياسية وليس الانسحاب الحقيقي بسبب الدستور فلا توجد أسباب موضوعية للانسحاب وأقول هناك مؤامرة علي الدستور من أجنحة كثيرة في مصر فالذين يقولون إن الدستور إخواني أقول لهم أين ختم الإخوان علي مواد الدستور للأسف هناك تضليل من جانب المعارضة للرأي العام المصري فيستكثرون علي المواطن المصري أن يقرأ مشروع الدستور فيزورون النسخ ويوزعونها فالذين تصدوا لنقد الدستور جهلا ومتنطعون لم يقرأوه.
هل تؤيد الاتهامات التي يوجهها البعض لأعضاء الجمعية بسلق الدستور؟
غير صحيح وهذا مصطلح لايليق ويخرج من سفهاء.
هل لعبت الثورة المضادة دورا في صدور الإعلان الدستوري؟
الثورة المضادة اضطرت الدكتور مرسي بأن يواجهها بأداء ثارت عليه فدوافعه للإعلان الدستوري أنه رأي الثورة المضادة أمامه وأهم قلاعها الإعلام الفاسد وبعض القضاة.
ألا يعتبر قرار الرئيس مرسي بإصدار الإعلان الدستوري تعديا صارخا علي السلطة القضائية والسلطة التشريعية في نفس الوقت؟
لايعتبر تعديا فالقضاء هو الذي يفصل بين الجانب السياسي والجانب الإداري.
هل نحن في حاجة إلي قانون طوارئ؟
الآن نحتاج إلي قانون طوارئ.. نحتاج إلي طوارئ تعلن ولكن في سياق حل سياسي.
أين الجيش في هذه المعادلة؟
من رأيي أن يظل الجيش دائما بعيدا عن السياسية يتدخل في الحدود التي يقررها الرئيس فالجيش أداة من أدوات السلطة فإذا رأي أن الدولة تنهار أو أنها تتعرض لحرب أهلية فعلية فإنه يأمر الجيش بالتدخل ولمدة معينة ومحددة ويكون هذا في إطار حالة الطوارئ..
كيف تري المناخ السائد الذي تمر به مصر حاليا؟
مناخ يغلب عليه الفوضي والضباب ويغلب عليه الصراع وإذا استمر هذا المناخ لأيام ربما يؤدي إلي أوضاع لايمكن تداركها، فشكل الأحداث يصور كأنه صراع بين الرئيس والمعارضة. لكن الحقيقة غير ذلك .. فالرئيس مرسي أراد أن يصلح لكنه اختار اللحظة الخطأ ولم يقرأ الأرضية التي بدأ بها الإصلاح وأقول إن الحصافة تقتضي أن يكون الدكتور محمد مرسي غير قانوني بل سياسي فإذا كان العمل القانوني صحيحا فإن السياسة أكبر من القانون.. وأي قرار أهم شيء فيه هو التوقيت ورد الفعل قبل صدوره فالرئيس مرسي لابد أن يدرك أنه رئيس دولة بمعني أن كل سلطات الدولة وأجهزتها في خدمته كما لابد أن يدرك أن نجاحه أو فشله سيكون محسوبا أو سيدفع ثمنه الشعب المصري والإخوان المسلمين والتيارات الإسلامية فضلا عن المشروع الحضاري الإسلامي كله، أيضا علي الرئيس مرسي أن يدرك أنه رئيس يخوض التجربة، وأتساءل هل سينجح الإخوان علي هذا المستوي برغم تحفظي في البداية علي عدم خوضهم انتخابات الرئاسة والاكتفاء فقط بالانتخابات التشريعية بغرفتيها الشعب والشوري والعمل علي فتح ملفات كبيرة مثل مكافحة الفساد فتواجدهم في البرلمان كان عاملا مهما يساعدهم علي فتح ملفات الفساد، لأن الشعب يريد الإصلاح والقضاء علي الفساد بكل أشكاله.
لكن حدث ماحدث ورشح الإخوان الدكتور محمد مرسي في الانتخابات وفاز بمنصب الرئيس؟
كما قلت كان لهم رأي آخر مختلف عن رأيي لكنهم عندما خاضوا انتخابات الرئاسة وقفت معهم وعندما رشحوا الدكتور مرسي ساندته وقلت وقتها إن الدكتور محمد مرسي أستاذ جامعي ولديه خبرة تجربته في البرلمان عندما كان عضوا في مجلس الشعب عام 5002 وتجربته في الخارج مما يعطي له الخبرة في إدراك حقائق الأشياء في مصر ولكن الذي فوجئت به أنه لم يدرك مدي المؤامرة الكبيرة التي تحاربه فالدكتور مرسي والإخوان يتعرضون لحملة ضخمة وظالمة والأداء الحالي سيمكن لهذه الحملة أن تستمر وأحذر أن خسارة الدكتور مرسي ستؤدي إلي خسارة مصر وخسارة جماعة الإخوان المسلمين والتيارات الإسلامية وتؤدي إلي فشل المشروع الحضاري الإسلامي.
بماذا تفسر استقالات مستشاري الرئيس مرسي الأخيرة؟
المستشار يجب أن يكون من فكر الرئيس وفي نفس الوقت يكون عارفا ومدركا كيف يساعد الرئيس من مختلف النواحي الفنية وفي مختلف القضايا.
كيف تري الأزمة الحالية التي تهدد البلاد؟
هذه الأزمة عبارة عن مجموعة طامعة في حكم مصر، وتقفز علي الشرعية وتتجاهل قواعد الديمقراطية وأقول أن هناك ثوابت في مصر الثابت الأول أن الدكتور محمد مرسي هو رئيس الجمهورية وقد جاء عن طريق انتخابات حرة فلا يمكن تحدي هذه الحقيقة والثابت الثاني أن د.محمد مرسي له أخطاء في أدائه وهذه الأخطاء تنتقد لكن النقد له آداب والاعتراض له آداب، لذلك نحن الآن نؤهل لعملية حكم ومعارضة جديدة، فنحن كلنا كنا ضد النظام وهذا النظام قد سقط وأصبحنا اليوم نريد أن نقاتل بعضا فمنا ماهو الحاكم ومنا ماهو المعارض، ولذلك أقول نريد أن ننشئ معارضة حقيقية ديمقراطية وللأسف الشديد نحن فشلنا في الاختبار.
بماذا كان شعورك حين رأيت المصريين يقاتلون بعضهم البعض أمام قصر الرئاسة؟
شعرت بالانقباض وكأن مصر فعلا معرضة للضياع وهناك فراغ كبير جدا وأن الدكتور مرسي لم يملأ هذا الفراغ ولكن يمكن تدارك الموقف بالحزم والحكمة فالحكمة معناها معالجة الموقف بطرق سياسية والحزم إظهار قوة الدولة، حيث يوجد متآمرون يواجههم، فإذا أراد حالة الطوارئ يعلن حالة طوارئ ولكن في إطار حل سياسي وليس عن طريق »الكبت« وأقول يوجد في خيوط هذه اللعبة مؤامرة وهي واضحة، فإذا جمعنا تصريحات كل الأطراف التي تلعب علي الساحة الآن نلاحظ أنهم يريدون سقوط الدكتور مرسي ولايعترفون بالعملية الديمقراطية وأنهم الأحق بهذا الموقع فهناك غوغائية والنتيجة خسارة التجربة وخسارة مصر وتراجع الدكتور مرسي خلف المسرح وترك كل اللاعبين يلعبون في هذا الصراع.
هل هناك خطر في أن تعيش مصر في ظل اضطرابات وانقسامات بين مختلف القوي؟
مصر لن تتحمل هذا، فإذا استمرت هذه الضوضاء فإن الطرف الآخر في المعادلة يطالب الجيش بالتدخل وهو نفس الطرف الذي كان ضد المجلس العسكري فالقضية هي كيفية التخلص من الإخوان المسلمين ومن الدكتور محمد مرسي حتي لو جاء الشيطان نفسه وجلس مكانه، وهناك دوافع تتمثل في أن الولايات المتحدة والتيار العلماني لايريدون الإخوان المسلمين كما أن هناك تيارا آخر حاقد علي الإخوان المسلمين بسبب الانتخابات ويريد التخلص منهم.. وهو لا يمكنني الآن أن أسمي الأشياء باسمائها لكنني لاأريد أن أكون جزءا من المشكلة في هذه المرحلة.
هل تشعر بالخوف علي مستقبل مصر بعد الأحداث التي تمر بها حاليا؟
عن طريق الأحداث (لاحظت) أن المجتمع المصري لايزال هشا.. فالذين قاموا وتظاهروا تحت شعار الدفاع عن الديمقراطية وعن الثورة ضد الديكتاتورية وبين هؤلاء المتظاهرين الكثير من الفرق والنحل فهناك الفلول، وهناك مجموعة البرادعي وحمدين صباحي وعمرو موسي والزند فكل هذه الشوارد السياسية تجمعت كلها ضد محمد مرسي.. وهناك عنصر حاسم جدا هو عنصر التوقيت والربط بالقرارات والذي يعد أهم من المضمون.. وأتذكر أن عبدالناصر قام بقمع كل ماهو ضد الثورة وحول البعض لمحاكم ثورية وقال وقتها إن الثورة أهم من كل شيء فالدكتور مرسي داخل معركة ولابد أن يكون لديه سلاح حتي يقاوم ويقضي علي الفساد، وأقول إن النظام السابق كله فاسد، فالدكتور مرسي يعلم جيدا أن بعض القضاة يدافعون عن مبارك ونظامه وهم الذين أهدروا استقلال القضاء، فمبارك حرص علي قتل القضاء وكانت البداية بالإشراف القضائي علي الانتخابات فمصر الدولة الوحيدة في العالم التي يوجد فيها إشراف قضائي فكان وزير العدل وقتها يسجل أسماء قضاة للإشراف علي الانتخابات وهؤلاء القضاة كانت نتائج الانتخابات تخرج لصالح نظام مبارك، فأحكام القضاء في عهد مبارك كانت لاتُحترم فلم يُحَّترم حكم واحد من أحكام القضاء في عهد النظام السابق، صحيح يوجد قضاة شرفاء، فالرئيس مرسي عندما أقدم علي القرارات الأخيرة كان يريد الإصلاح ويريد أن يكون حاكما عادلا، لكن أقول أن العدل يحتاج إلي فطنة فسيدنا »عمر بن الخطاب«] قبل أن يكون حازما كان عادلا لأن الحزم يحمي العدل.
وماهي المخاوف التي تخشاها في المرحلة الراهنة؟
أخشي من انهيار الدولة ومن تشرذم المجتمع المصري وانخفاض أسقف الولاءات والولاء الشامل للدولة المصرية وللوطن وللمشروع القومي، فكل مجموعة ولاؤها لجماعة وكل حزب ولاؤه للحزب وكل طائفة ولاؤها للطائفة، وكل مجموعة ولاؤها للمسجد أو للكنيسة وتمزق مصر إلي »إرب« متعددة.
كثيرون يحذرون من نشوب حرب أهلية هل نتوقع ذلك؟
لا أتوقع حربا أهلية بالمعني الحاصل في لبنان لكني أتوقع عدم التئام جسد الدولة المصرية »والملاحاة« بين المصريين، فالحرب الأهلية مستبعدة لأن المصريين أعقل من ذلك بكثير ومسالمون لكن الخوف من الفوضي، فلابد أن تكون هناك دولة تقيم الحدود بين الناس وكبير يجمع المصريين.
وما السبيل للخروج من هذا المشهد المعقد للساحة السياسية في الشارع بين مختلف القوي السياسية؟
لاسبيل للخروج من هذا المشهد إلا إذا كشف الرئيس مرسي عن المؤامرة التي تهدد أمن واستقرار الوطن ويتم القبض علي رؤوس المؤامرة ، فليس لدي مانع في أن يعلن الدكتور مرسي الأحكام العرفية لأنه ليس المقصود بها القمع، ولكنها من أجل المحافظة علي وحدة البلد.. فضلا عن تجميد الإعلان الدستوري.
هل من حق الرئيس إعلان الأحكام العرفية؟
القانون يعطيه الحق في ذلك.. فالمادة السادسة من الإعلان الدستوري تعطي للرئيس الحق في إعلان حالة الطوارئ.. فأنا كمواطن عادي من حقي أن أري الأمن والاستقرار.. وليس تفكك الدولة فالرئيس لابد أن يكون أمينا علي هذه الأمة.
في رأيك الضغوط التي يتعرض لها الرئيس مرسي من القوي المدنية .. هل ستجعله يستسلم أم يخوض المواجهة؟
أعترض علي تقسيم المجتمع إلي مدني وديني فالمجتمع المصري لايوجد به هذا التقسيم، فلا يجوز تقسيم المجتمع المصري إلي وطني وعميل فالعميل الذي يعمل لمصلحة الخارج ضد الوطن بأكمله ويتصدي للرئاسة ويتصدي للدكتور مرسي لمجرد أنه يمثل الشعب المصري أما الاحتجاجات علي سياسة الرئيس مرسي فهذا واجب لكن بأدب واحترام، ومن هنا فأنا ضد الذين تظاهروا عند قصر الاتحادية سواء كانوا من التيارات الإسلامية أو التيارات الأخري.. ودعني أقل لك ينبغي علي الرئيس ألا يستسلم لكن عليه أن يتراجع خطوات إلي الوراء حتي يمتص الغضب الذي يتزايد عليه والإساءة التي يتعرض لها من زعماء المعارضة.. فأنا لاأعترف بهذه المعارضة، لأنه يجب أن يكون لها قواعد ولها أصول فمعاداة المعارضة للدستور سبب معاداة للرئيس مرسي وأؤكد بأن هذه المعارضة لم تقرأ الدستور أصلا.
كيف تري الخطاب الإعلامي في هذا المشهد؟
مما لاشك فيه بأنه يوجد (51) شخصية في الإعلام المصري تعمل ضد الدولة، فهناك شخصيات يتصدرون الإعلام يملأون الدنيا ضجيجا وفي تصوري بأن هؤلاء لا تتوافر فيهم مبادئ المهنة الإعلامية وهؤلاء يعملون بالسياسة تحت ستار الإعلام ويستخدمون هذه الحرية لمشروع سياسي وهو إفشال المؤسسة الحاكمة في مصر فعلي سبيل المثال الفضائيات تستضيف شخصيات يصبون السم علي المجتمع وهذه الفضائيات لديها رسالة سياسية تتمثل في تدمير المجتمع المصري.. وأتمني من هذه الفضائيات الخاصة أن تغلق أبوابها.
أثار الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس مرسي جدلا في الشارع المصري بين القوي الليبرالية والعلمانية واليسارية فهل كانت هناك ضرورة ملحة لإصداره في هذا التوقيت؟
دوافع الإعلان الدستوري مشروعة وحسن النية متوفر لكن إدارة المجتمع المصري لاتدار بحسن النية فالرئيس له الحق في إصدار الإعلان الدستوري فهو صحيح من ناحية القدرة علي إعلانه لكن مضمونه خطأ وتوقيته أكبر خطأ قد مكن أضلاع المؤامرة للاجتماع والتلاحم وجمع جميع شراذم الأمة لكي يتصدوا له وقد فشلت الإدارة في إدارة هذه الأزمة فهذه الأزمة قد تؤدي إلي ضياع المشروع الحضاري الإسلامي الذي يختبر في مصر فالرئيس مرسي لايدرك خطورة هذا الموقف أو أنه رئيس لهذه الدولة فالحاصل أن الدكتور مرسي »فلت الزمام« من يده ولم يعد يملك زمام الأمور.. فترك الساحة خالية كل واحد (يخبط) في الآخر فهو المسئول عن هذا الوضع والمسئول عن ترك المؤامرة وإعطاء فرصة للمتآمرين.
كيف تري الإعلان الدستوري الجديد وما سبب رفض المعارضة لهذا الإعلان!
- هذا الإعلان يتفادي الثغرات التي كانت في الإعلان الذي صدر في نوفمبر الماضي ويقدم أفقا جديدة للمصالحة والعمل المشترك لذوي النوايا الوطنية.. ولهذا أرجو أن تغير المعارضة ثقافتها العنصرية وأن تسلم بأن التيار الإسلامي حقيقة واقعة.. وأقول إن رفض المعارضة لهذا الإعلان والإعلان السابق هو رفض للتيار الإسلامي وليس رفضا للإعلان.. فمشكلتهم هذا التيار، لكن الشعب المصري لم يقبل مطلقا هذا الفكر العنصري الاستبعادي الذي يعرض مصالح الوطن للخطر.. وعلي المعارضة أن تعلم مبادئ المعارضة السياسية حتي يمكن أن تكون جزءا من النظام السياسي.. فالإعلان الدستوري الجديد يدل علي حسن نية الرئيس خاصة بعد الآثار الخطيرة التي ترتب عليها الإعلان الصادر في نوفمبر الماضي وأكرر إن المعارضة عليها أن تقبل التيار الإسلامي في الحياة السياسية وأن رفضها لهذا التيار مرفوض رفضا مطلقا فلابد من تطبيق المواطنة تطبيقا كاملا.
التصعيد الشعبي المدني في الشارع، هل يعني أننا علي أعتاب ثورة جديدة؟
في كل الأحوال لم أعتبرها ثورة نستطيع أن نقول »هبة شعبية« تحد لسلطة الرئيس، لكن الثورة لا تطلق إلا علي شخص غير منتخب سياسته خاطئة وأغلق الباب أمام التعبير الحر أما طالما انتخب وجاء بالانتخاب فسقوطه أمام صندوق الانتخابات.
في أي اتجاه تسير مصر؟
أري أنها تسير في اتجاه خطر والخطر هنا في تمزق المجتمع وتوقف عجلة حياة المجتمع وانهيار الاقتصاد وتدهور مكانة مصر الدولية.. أيضا الخطر يكمن في دخول عناصر أجنبية بشكل واضح في تسيير الأمور في مصر وفقدان الرئيس لزمام المبادرة.
مادلالة طرح الدستور للاستفتاء وسط رفض القوي الليبرالية واليسارية والعلمانية له؟
هذا عمل قانوني.. لكنه خطأ سياسي فالرئيس من حقه تحديد موعد للاستفتاء، والاستفتاء عملية قانونية لكن هذا خطأ سياسي، لأن هذا الدستور بين أمرين إما أن يقبل وتقبله الأغلبية المؤيدة للدكتور مرسي وترفضه الأقلية الرافضة له وأقول إن هذه الأقلية كبيرة وأخطرها أنه يوجد بها الأقباط فهذا يمهد لتقسيم مصر، فلا نفرح بالدستور ونخسر البلد، لأن الدستور أداة من أدوات البناء ولكن ليس هدفا في ذاته وأتمني أن يفشل حتي يشكل جمعية تأسيسية أخري لصياغة دستور جديد حتي لو تأخر هذا الدستور.
كيف تري مقاطعة القضاة للإشراف علي الاستفتاء؟
استقلال القضاء يعني ابتعاده عن الزج بنفسه في الصراعات السياسية فلا يصح للقاضي أن يعبر عن رأيه علي الهواء فأنا ضد موقف القضاة الأخير، فكان ينبغي أن يكون القضاء مستقلا عن أي تيارات سياسية أو عن السلطات التنفيذية وغيرها ومادام رئيس الدولة الشرعي أمر بالاستفتاء فعليهم أن يلتزموا، لأن المقاطعة موقف سياسي لايليق بالقضاة فالقضاء من الناحية النظرية مثل المسجد مقدس.
هل قرأت مسودة الدستور؟
بالطبع قرأت كل المواد.
ماهي أبرز المواد التي تقلقك في المسودة؟
لا يقلقني أي شيء كل مواد الدستور ممتازة ولكن كل نص بشري يمكن مراجعته وكل صياغة يمكن إعادتها »وفوق كل ذي علم عليم« وأقول إن هذا الدستور يصلح للاستفتاء ويصلح للتطبيق وأتساءل ماهو العوار الذي يمكن تصحيحه؟ ويمكن الإضافة إليه وتعديله؟
تري لماذا تلك العجلة في إقرار الدستور الجديد؟
ليس هناك عجلة، الدستور يعد منذ »8« شهور والجمعية التأسيسية تعمل تتناقش وتأخذ وبجميع الاقتراحات والمنسحبين إنسحبوا لأغراض سياسية وليس الانسحاب الحقيقي بسبب الدستور فلا توجد أسباب موضوعية للانسحاب وأقول هناك مؤامرة علي الدستور من أجنحة كثيرة في مصر فالذين يقولون إن الدستور إخواني أقول لهم أين ختم الإخوان علي مواد الدستور للأسف هناك تضليل من جانب المعارضة للرأي العام المصري فيستكثرون علي المواطن المصري أن يقرأ مشروع الدستور فيزورون النسخ ويوزعونها فالذين تصدوا لنقد الدستور جهلا ومتنطعون لم يقرأوه.
هل تؤيد الاتهامات التي يوجهها البعض لأعضاء الجمعية بسلق الدستور؟
غير صحيح وهذا مصطلح لايليق ويخرج من سفهاء.
هل لعبت الثورة المضادة دورا في صدور الإعلان الدستوري؟
الثورة المضادة اضطرت الدكتور مرسي بأن يواجهها بأداء ثارت عليه فدوافعه للإعلان الدستوري أنه رأي الثورة المضادة أمامه وأهم قلاعها الإعلام الفاسد وبعض القضاة.
ألا يعتبر قرار الرئيس مرسي بإصدار الإعلان الدستوري تعديا صارخا علي السلطة القضائية والسلطة التشريعية في نفس الوقت؟
لايعتبر تعديا فالقضاء هو الذي يفصل بين الجانب السياسي والجانب الإداري.
هل نحن في حاجة إلي قانون طوارئ؟
الآن نحتاج إلي قانون طوارئ.. نحتاج إلي طوارئ تعلن ولكن في سياق حل سياسي.
أين الجيش في هذه المعادلة؟
من رأيي أن يظل الجيش دائما بعيدا عن السياسية يتدخل في الحدود التي يقررها الرئيس فالجيش أداة من أدوات السلطة فإذا رأي أن الدولة تنهار أو أنها تتعرض لحرب أهلية فعلية فإنه يأمر الجيش بالتدخل ولمدة معينة ومحددة ويكون هذا في إطار حالة الطوارئ..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.