أزمة القطارات في مصر لن تحل بمجرد ورقة استقالة يقدمها مسئول كبير يتحمل فيها المسئولية السياسية عما ينجم من حوادث تزهق فيها أرواح الكثيرين بلا ذنب، مثلما فعل الدكتور محمد رشاد المتيني وزير النقل الذي أعلن استقالته تضامنا مع أهالي ضحايا حادث أتوبيس الأطفال الذي اصطدم بقطار أسيوط عند مزلقان قرية المندرة بمنفلوط وراح ضحيته 35 طفلا بريئا . الحوادث تكررت علي مدار الفترة الماضية : أول حادثة قطار في عهد الرئيس محمد مرسي، هي حادث قطار "البدرشين" في 71 يوليو من العام الحالي عندما اصطدم القطار رقم 099 الإسباني المتجه من القاهرة إلي سوهاج مع القطار 261 الفيوم الذي كان يقف بالمحطة بالبدرشين لحظة التصادم، وأسفر الحادث عن إصابة 51 مواطنا.. ثم حادثة قطار " قليوب" في 3 نوفمبرالحالي عندما اصطدم قطار الركاب القادم من الإسكندرية، بسيارة نقل أثناء عبورها شريط السكة الحديد في "قها" وأدي الحادث لتوقف حركة القطارات بين القاهرةوالإسكندرية من الاتجاهين لأكثر من 7 ساعات.. قطار شبين القناطر في أكتوبر الماضي حيث انطلق القطار رقم 479 بقرية "كفر رمادة" بقليوب، في طريقه من شبين القناطر إلي القاهرة عندما فوجئ سائق القطار بالتحويل أمامه وتوقف فجأة فتدافعت عربات القطار، مما أدي إلي سقوط عدد من الركاب أسفل العجلات ونتج عنه مصرع 6 أشخاص، وإصابة 21 آخرين.. وفي أواخر شهر أكتوبر الماضي شب حريق بجرار القطار 1022 بمنطقة كفر عمار التابعة لمركز العياط، أثناء رحلته قادمًا من أسيوط إلي القاهرة. كل هذه الحوادث التي تقع أمام أعيننا ولم يتحرك أحد .. فالقطارات متهالكة و04٪ من الجرارات معطلة وإشارات المزلقانات لا تعمل بانتظام. أو تعمل ولكن لا يوجد عامل لتشغيلها وهو ما يعني أن هيئة السكة الحديد تعاني من إهمال وتدهور شديدين وأنها السبب الرئيسي في إراقة تلك الدماء الطاهرة بدءا من سوء حالة الجرارات وصولا إلي العربات التي لا تصلح والإشارات التي تتعطل من فترة لأخري. وهنا نتساءل أين صفقة الجرارات التي تم استيرادها من الصين في عهد النظام السابق؟ وهل تبينا حقيقة احتجاج السائقين عليها عند استلامها وتم التحقيق معهم حينئذ بل وتهديدهم بعدما كشفوا حقيقة صرف حوالي 002 مليون دولار لجلب جرارات جديدة غير صالحة للاستعمال؟! تألمت كثيرا عندما علمت بفقد بعض الأسر لجميع أطفالها في الحادث الأخير.. وتألمت أكثر عندما علمت أن بعض الأطفال راحوا ضحية الحادث بسبب نقص حقن وقف نزيف الدم بالمستشفيات بينما حملات الإغاثة الطبية تتجه الي غزة .. وهنا أسأل كل صاحب ضمير حي هل تكفي الاستقالة لوقف تلك المآسي والمهازل ؟ وأسأل كل مسئول في موقعه متي يبدأ الاصلاح؟.