رجب طىب أردوغان رئىس وزراء تركىا علي خطي كبار الزعماء والملوك والرؤساء والمصلحين والمفكرين استقبلت القاعة الكبري بجامعة القاهرة السبت الماضي زعيما إسلاميا كبيرا ليلقي خطابا أخويا وديا في حشد من رموز الفكر والعلم والسياسة هو رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا الذي يزور مصر للمرة الثانية بعد الثورة تضامنا مع الشعب المصري في عملية العبور الاقتصادي والسياسي بعد الثورة وقد تميزت زيارته الثانية بكونها زيارة عمل وبروتوكولا اقتصاديا حيث قدم أردوغان وبصحبته 10 وزراء في مجالات التنمية والصناعة والاقتصاد والزراعة ونحو 320 رجل أعمال يحملون معهم آمالا وطموحات استثمارية علي أرض مصر.. وفي تمام الرابعة والنصف عصرا ألقي أردوغان كلمة بلاغية حارة تحمل كل معاني الأخوة والتضامن مع الشعب المصري العظيم والفخر بحضارته والتفاؤل بمستقبله الباهر وقدرته علي صنع المعجزات.. وفي حماسة مبهرة تشابكت أيدي الضيف الكبير مع الرموز الحاضرين وهتفوا جميعا: ارفع رأسك فوق إنت مصري.. فماذا قال في خطابه.. وماهي قصة قاعة جامعة القاهرة التي يؤمها الزعماء والملوك والعلماء منذ مائة وأربع سنين؟ منذ الثانية ظهرا توافد المدعوون إلي قاعة الاحتفالات الكبري وسط مظاهرة حاشدة للطلاب الذين اصطفوا أمام مدخل القاعة الرئيسي يعلنون تضامنهم مع شعب غزة الجريح والأعزل ضد العدوان الصهيوني علي القطاع.. وبعد تمام الحضور نحو ثلاثة آلاف شخص في مقدمتهم وزراء الإعلام والثقافة وعمرو موسي وعمداء كليات الجامعة حيث غاب عن المشهد رئيس الحكومة د.هشام قنديل وسفراء الدول علي اعتبار أنه لقاء فكري خالص مع الشعب المصري ورموزه.. وفي تمام الرابعة والنصف دخل رئيس الوزراء التركي الطيب أردوغان وسط تصفيق حاد وحار استمر لمدة 4 دقائق. رسالة تضامن وبدأ الضيف بتحية الحاضرين بكل حب وشوق وقال: من هنا! أبلغكم تحيات الشعب التركي ومحبته لكم ولبلدكم مصر وقد حملني هذه الأمانة ومعها رسالة تضامن مع كافة المصريين.. كما حملني رسالة عزاء خاصة في ضحايا أتوبيس أسيوط المدرسي.. أقدم لكم أسمي آيات التعازي في الشهداء ولأسرهم الدعاء بالصبر الجميل. إخواني.. إننا عندما نتذكر المدن العظمي لحضارتنا المشتركة نستخدم في تركيا عبارات مهمة (نزل القرآن بمكة وقرئ في مصر بصوت الشيوخ عبدالباسط عبدالصمد والمنشاوي ومصطفي إسماعيل وكتب في استانبول بأقلام أشهر الخطاطين حمدالله وحميد وأقمر قره حصاري ولاشك أن مكة مثل القاهرة واستانبول مدينة للقرآن وهما شقيقتان لمكة.. وأؤكد من هنا أن مكة والمدينة والقاهرة واستانبول وبغداد مدن شقيقة وليعلم العالم أن جنين ورام الله ونابلس فلسطينوغزة ورفح والقدس مدن شقيقة وشعوبها أشفاء وكل قطرة دم أو دمعة عين أو سقوط شهيد إنما كل ذلك ألم في نفس الجميع. سكوت مقصود وفي لهجة أشد حماسة قال أردوغان: لايحاولن أحد تأويل الصمت العالمي تجاه الأحداث التي تعصف بالمسلمين فغدا وعاجلا أو آجلا سينال المجرم جزاءه.. إن المجرم نتيناهو تجرأ وتوحش بهذه الحرب اللا إنسانية لتحويل المنطقة إلي بحر من الدماء وبينما هو يفعل ذلك بدم بارد لم يفاجئنا العالم بسكوته البارد المقصود.. ولذا أحيي الرئيس محمد مرسي علي قراره بسحب السفير وطرد سفير الكيان الصهيوني المغتصب. أعلن لكم أن تركيا ستناضل مع المجتمع الدولي لنصرة شعب فلسطين.. ومصر بعد الثورة أشد مؤازرة لإخوانهم.. أهنئكم بثورتكم العظيمة وأهنيء الشباب الثائر المناضل وأترحم علي أرواح الشهداء الذين سقطوا غدرا في أرض الثورة.. وتأكدوا أن أصداء أصواتكم في التحرير سمعت في استانبول وأنقرة وتضامنت قلوبنا معكم ومازلنا وسنظل متضامنين دوما مع مصر وشعبها الأبي العظيم الذي علم العالم أن الظلم لا يدوم.. أهنئكم علي بطولتكم وصبركم وعزمكم وأذكركم بمبدأ قرآني عظيم {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين}. ارفع رأسك فوق أيها الشعب العظيم : الآن أشبك يدي معكم وأهتف بنفس هتافكم في أرض الثورة وميدان التحرير (ارفع رأسك فوق إنت مصري).. وظل الحاضرون يرددون معه هذا الهتاف لدقيقة لقد رفعتم رؤوسكم ومعكم رفع الشعب العربي المسلم رأسه فلن يهزم ولن يقهر ولن يرضخ في العراق وأفغانستان وسوريا وفلسطين.. إنني أنظر معكم متطلعا إلي هضبة المقطم حيث يشاهدنا البطل صلاح الدين يدعونا لتحرير القدس وهذه القلعة أعظم شاهد علي حضارة مصر. إخواني.. مصر وتركيا أصحاب حضارة مشتركة وكنا دائما إخوانا هل تصدقون أن أديبكم الكبير نجيب محفوظ الحاصل علي نوبل جلس في مقهي الفيشاوي مع شاعر الاستقلال التركي محمد عاكف واحتسيا القهوة معا وتنفسا نفس الهواء وكتبا أعظم ما قرأنا من تأليف البشر.. والله لو أن حدودنا رسمت بالمسطرة فهي لن تقدر أن تفصل مشاعرنا وأرواحنا.. فقلب مصر وتركيا ينبضان معا من النيل والفرات ونفس المياه التي تضرب شواطئ أزمير وانطاليا هي نفسها التي نضرب شواطيء الإسكندرية إنها مياه البحر الأبيض المتوسط.. لذا علينا أن نعمق التضامن بيننا ليحل السلام في المنطقة.. إن الأهداف الكبيرة تأتي بعد جهود كبيرة.. ونحن معا نملك طاقة هائلة وتجارب ذاتية عظيمة والسلام جوهر حضارتنا والحرية والعدالة ومحاسبة المسئولين من جوهر حضارتنا وديننا واحتضان الجميع دون تفرقة بلون أو دين. مصر يا أم الدنيا يا مصر .. يا أم الدنيا.. ياشعب مصر العظيم.. هكذا نادي الزعيم أردوغان تحت القبة.. إن كل لحظة ألم في بلادكم تؤلمنا وكل ما نستقبله من أخبار سلبية عن مصر يوجعنا في قلوبنا ونحن نريد أن نسمع عنكم أحسن وأطيب الأخبار وأن قلوب وأفئدة العالم الإسلامي مع مصر.. انجزوا دستوركم فكلما تعززت مصر تعززت معها تركيا.. علينا أن نتعاون لإنقاذ الشعب السوري الجريح من هذا العدوان الغاشم من بشار الذي سيسقط ويذهب لامحالة.. برغم السكوت المقصود الذي تقف وراءه مؤسسات فقدت مصداقيتها وشرعيتها وكلهم شركاء في الجريمة وسيحاسبهم التاريخ.. إننا سنستمر مع الحكومات الصادقة وجامعة الدول العربية لحل هذه المشكلات جميعا في كل العواصم العربية والإسلامية.. كما لايمكن أن تبقي هذه المؤسسات المنحرفة التي تكيل بمكيالين كما لايمكن أن نستسيغ أن تبقي مصائر الأمم في أفواه خمسة فقط من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن.. هذا أمر أعوج لابد أن يستقيم. ياشعب مصر العظيم.. أقبلنا فأقبل فنحن لانحتاج وسطاء ونحن مستعدون للتعاون مع شعب مصر بكل ما نملك من طاقة وجهد وقد جئت ومعي الوزراء ورجال الأعمال لنعقد في القاهرة الاجتماع الثاني لمجلس التعاون المشترك. في ختام خطابه أكد أردوغان للمرة الثالثة إصرار بلاده علي دعم مصر والوقوف بجانبها .. ثقة في شباب مصر وشعبها الأبي وقد وجه إلي ضرورة تبادل الزيارات بين الشباب في البلدين ونادي فيهم أيها الشباب المصري ثقتنا فيكم كبيرة.. كبيرة ونتطلع فيكم إلي تحقيق الحلم وصناعة المعجزة كعادتكم لتعود مصر أم الدنيا.. ورفع يده يهتف .. ارفع رأسك فوق إنت مصري والتهبت القاعة بالهتاف. القاعة الذهبية ولكن لماذا يقصد الزعماء جامعة القاهرة بالذات؟.. سؤال يتردد في عقول الناس..؟ إن قاعة الجامعة تقع في رحاب أقدم جامعات العالم العربي والعصر الحديث وهي الجامعة الأهلية المعروفة الآن بجامعة القاهرة عام 8091.. والتي كانت وستظل شاهدة علي أهم الأحداث السياسية والفنية في مصر.. وقد أمها زعماء وأدباء من كل أنحاء الدنيا للخطابة أو التكريم وفيها كان لقاء السحاب الفني بين أم كلثوم والموسيقار محمد عبدالوهاب يشدوان بأغنية أنت عمري. افتتحت قاعة جامعة القاهرة عام 0391م تعلوها قبة علي شكل نصف كرة بارتفاع 25 مترا وبالقبة مجموعة من النوافذ في جميع الاتجاهات لتمدها بالضوء الطبيعي.. وتم بناء مدخلها بنفس الطابع المعماري وهو معد لعقد ندوات ثقافية وفعاليات فنية.. تضم القاعة الصالة الرئيسية والدور الأول والثاني وتتسع لنحو 4 آلاف شخص وبها غرفة للإذاعة وأخري للترجمة بسبع لغات.. ويعلو القبة شعار الجامعة وزخارف مطلية بالذهب كما تضم القاعة مسرحا كبيرا 02*02 مترا مربعا وتحته صالة للأوركسترا.. كما يوجد بها مقصورة وكرسي خاص لرئيس الجمهورية وصالونات للوزراء والضيوف. شعار وخطباء والشعار الذي يعلو القبة صورة ل(جيحوتي) أو (توت) وكان قدماء المصريين يعتبرونه إله المعرفة والقانون والحكمة وقد صمم علي هيئة رجل برأس طائر يمسك قلما ويتأهب للكتابة علي رأسه رمز لوحدة النيل في الدولة القديمة وينظر إلي جامعة القاهرة وفي هذه القاعة وقف سعد باشا زغلول خطيبا وجمال عبد الناصر الذي كان يحضر عيد العلم سنويا في 12 ديسمبر تاريخ افتتاح الجامعة.. ثم لقاء السحاب بين أم كلثوم وعبدالوهاب ثم استقبلت الرئيس أنور السادات مرتين ثم حسني مبارك والرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي خطب في مناسبة افتتاح قصر العيني الفرنساوي وقد شهدت قاعة جامعة القاهرة مراسم منح عدد من الرؤساء والمفكرين شهادات الدكتوراه الفخرية أبرزهم: الملك فاروق الأول 9391 د. محمد مصدق 1591 الرئيس الغاني نكروما 7591 الأمير نردوم سيهانوك 9591 الرئيس السوداني إبراهيم عبود 9591 الملك المغربي محمد الخامس 0691 الرئيس الباكستاني محمدأيوب خان 0691 وجوليوس نيريري رئيس تنزانيا 7691 والرئيس الفرنسي جيسكار ديستان وجعفر النميري ومانديلا ونجيب محفوظ وأخيرا استقبلت الرئيس الأمريكي أوباما في خطاب المصالحة الشهير مع الأمة الإسلامية الذي تحدث به تحت قبة جامعة القاهرة منذ 3 سنوات تقريبا.. وكان أردوغان مسك الختام.