انتشروا في مختلف أماكن القاهرة المزدحمة وصلوا للقري في المحافظات المختلفة يبيعون الملابس والإكسسوارات وأجهزة المحمول ووصل الأمر بهم إلي أنهم يعملون كحلاقين ويذهبون للزبائن في المنازل،الفتيات الصينيات يتجولن كما يشأن ويطرقن الأبواب علي الأسر المصرية يعرضن عليهم ما يحملن من منتجات حاولنا أن نسلك طريقا غير اعتيادي لمعرفة حقيقتهم قابلنا مهاب أبو الفتوح شاب مصري يعيش في الصين حيث يعمل باحثا في جامعة لانجو بالصين كان في إجازته السنوية قال: 07٪ من الباعة الجائلين الصينين محكوم عليهم في قضايا تتعلق بالتهرب الضريبي أو عدم سداد قروض ويقضون مدة عقوبتهم في مصر حيث يسمح القانون للصينيين بقضاء مدة العقوبة خارج الصين طالما أن الجرائم التي ارتكبوها لاتتعلق بالدم، فعلي سبيل المثال هناك عدد كبير من الصينيين الذين شاركوا في بناء مدينة السادات كانوا من المساجين الصينين. فهم يدخلون البلاد بحجة السياحة ثم يكسرون الإقامة أو المدة المحددة بتأشيرة الدخول ومايساعدهم علي هذا الغرامة الخاصة بكسر الإقامة فهي هزيلة لا تتعدي 53 جنيهاً عن السنة الواحدة، ولا توجد قوائم سوداء تمنع هؤلاء من دخول البلاد مرة أخري. وهناك من يأتي لمصر بحثا عن فرصة عمل حيث لاتوجد فرص عمل كثيرة في البلد الذي يبلغ عدد سكانه مليارا و004 مليون علي الرغم من أن الحكومة توفر لمواطنيها تعليما جيدا بالإضافة إلي أن كل مواطن لديه تأمين صحي علي أعلي مستوي وفرصة عمل وإن كانت متواضعة. بعد الثورة عاد معظمهم للصين بسبب الانفلات الأمني وسوء الأوضاع الاقتصادية بعكس عام 9002 مثلا كنت تجدهم في كل مكان في مصر، ووصل الأمر بهم إلي أنهم يعملون كحلاقين ويذهبون للزبائن في المنازل مقابل 5 جنيهات ،ولكن مع استقرارالأوضاع الآن بدأوا في العودة مرة أخري. وعن أسباب تواجدهم في مصر ذكر أن مصر تعتبر أكبر سوق في الشرق الأوسط استهلاكا للمنتجات الصينية بالإضافة إلي وجود باعة جائلين في مصر بالأساس لذا يمكنهم أن ينخرطوا وسطهم دون أن تضيق عليهم الحكومة. فالمورد الصيني عندما وجد أن المنتج الصيني يباع بشكل جيد فكر في أن يرسل عمالة صينية تبيع هذه المنتجات ليحصل علي المكسب بالكامل. بالإضافة إلي أن الصيني بطبعه يجيد التكيف مع أي مجتمع يعيش فيه دون أن يتخلي عن ثقافته وعادته، فتجدهم قد تعلموا العامية المصرية في وقت قصير ليس هذا فحسب بل حفظوا عددا من النكات التي يلقونها علي زبائنهم فهم شعب مثابر بطبعه يعشق العمل. يفكرون في كل ما حولهم في تحويله لسلعة يمكن أن تجلب لهم الأموال ،فهم ينظرون للمواطن المصري علي أنه سلعة يجب فهم ما يحتاجه جيدا حتي يحصل علي الأموال التي جاءوا من أجلها. بالإضافة إلي أنهم يحصلون علي دعم كبير من السفارة الصينية والملحق التجاري تشجيعا لهم علي اتباع سياسة غزو المنتجات الصينية لجميع دول العالم. فإذا تعرض أحد رعاياها لأي سوء تدافع عنه ما لم يخطئ بعيدا عن التصعيد والشو الإعلامي الذي تلجأ إليه بعض الدول الأخري ودون أن يؤثر هذا علي علاقاتها مع الدول الأخري.. بعد أن انتهي مهاب من كلامه توجهنا مباشرة لوسط البلد لنجد ليني شاي فتاة صينية تبلغ من العمر 03 عاما تقوم ببيع الصواعق الكهربية في ميدان التحرير عندما حاولنا أن نسألها عن سبب تواجدها في مصر أدعت أنها لاتجيد العربية وبعد محاولاتنا المتكررة قالت إنه تكليف من الحكومة الصينية أقوم ببيع المنتجات الصينية وأحصل علي 02٪ من قيمة ما أبيعه وتقوم الحكومة بدفع تكاليف اقامتي وأحصل علي إجازة كل فترة أقوم خلالها بزيارة أهلي في الصين . وأضافت: مصر محل اهتمام الحكومة الصينية لأن منتجاتنا الصينية تلقي إعجابا من قبل المصريين ويزداد إقبالهم عليها، وذكرت أن المصريين مريحون في التعامل ويحبون الفكاهة. وأشارت إلي أنها تسافر للصين كل فترة لتجلب البضائع التي تبيعها هنا وأنها تقوم بدفع الجمارك عن هذه المنتجات. أما يونج لي - 52 سنة الذي يقوم ببيع الملابس حيث يمر علي المنازل فلم يحتج لأي ضغط، وقال بكل فخر أنا مجند في الجيش الصيني أقوم بالترويج للمنتجات الصينية، وإذا لم نستطع بيع كل المنتجات يتم مد فترة تجنيدنا حتي نستطيع بيعها بالكامل. وأضاف لا أبالغ إذا قلت لكم إنني أبيع كل ما أحمله يوميا من بضائع وعند سؤاله عن المكان الذي يعيش فيه قال: أعيش في شقة صغيرة برفقة عشرة من زملائي. وبعد فترة من البحث وجدنا زحاما شديدا حول نيسا بائعة موبايلات يتهافت عليها الماريين تتراوح أسعارها من 041إلي 005 جنيه فيها العديد من الإمكانيات بالإضافة إلي احتوائها علي القرآن الكريم والأذان وبعد أن قل الزحام قالت أنا من فقراء الصين وقد وفرت لنا الحكومة الصينية فرص السفر لمصر ووفرت لنا المنتجات التي سنقوم ببيعها عن طريق التجار الصينين المتواجدين في مصر. أما لي يا (بائعة ملابس) فقالت إنها أسلمت وتعلمت في الأزهر وأصبح أسمها فاطمة وأنها اختارت هذا الاسم نسبة لابنة النبي محمد([) لأنها تعرف أن المصريين يحبون نبيهم كثيرا. أما البضائع التي تبيعها فهي بضاعة يستوردها تجار مصريون وأقوم ببيعها وأحصل علي نسبة من الأرباح.