وزارة الخارجية وزارة سيادية وطنية لعبت ومازالت تلعب علي مر السنوات دورا فاعلا في دعم علاقات مصر الخارجية بما يخدم الأمن القومي للبلاد ومن ثم لابد أن تكون هذه الوزارة السيادية الهامة محط تقدير منا جميعا وعندما نلجأ إلي تقييم الدور الذي تقوم به فلابد أن يكون ذلك في إطار من الموضوعية والالتزام بالحقائق دون اللجوء إلي الاعتماد علي النقد الذي يشوبه تشويه لدور رجال السلك الدبلوماسي أو نشر مغالطات دون بذل جهد أو عناء للتأكد من صحتها. ومن هذا المنطلق تردد في الآونة الأخيرة من قبل بعض المحللين والأكاديميين والإعلاميين المصريين دعوات تدعو إلي تخفيض نفقات وزارة الخارجية وتقليص عدد سفاراتنا في الخارج اعتمادا علي المبالغة في أرقام تتعلق بنفقات وزارة الخارجية.. وقد جاءت إيضاحات من قبل المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الوزير المفوض عمرو رشدي لتؤكد علي أن جميع الأرقام المتداولة حول ميزانية أو الإنفاق السنوي لوزارة الخارجية هي أرقام مغلوطة تماما وكذلك الحال بالنسبة لأعداد السفارات والقنصليات المصرية.. وأشارت الخارجية في بيان لها علي أنها بالرغم من كونها وزارة سيادية خدمية إلا أنها تدر للدولة دخلا لايقل عن مليار ومائة مليون جنيه سنويا وهي أرقام معلنة وتنشر سنويا في الموازنة العامة للدولة.. وحتي تكون الصورة واضحة أمام الجميع وحتي نرفع الظلم عن وزارة الخارجية المفتري عليها من البعض بقصد أو بدون قصد فإن إجمالي عدد البعثات المصرية في الخارج يبلغ 561 بعثة يعمل فيها 805 دبلوماسيين هذا العدد الضئيل يقوم برعاية مصالح ما بين 8 إلي 01 ملايين مغترب مصري بالإضافة إلي تمثيل مصر ورعاية مصالحها السياسية والاقتصادية لدي الدول الأخري والمنظمات الدولية بالإضافة إلي دعم وحشد التأييد الدولي لنصرة القضايا العربية.. ومن الأمور الهامة التي يجب توضيحها ولابد من إلقاء الضوء عليها الدور الوطني الذي قام به الدبلوماسيون المصريون بالخارج في تنظيم الانتخابات دون تقاضي أو طلب مكافآت مالية.. وعلينا أن ندرك أن حجم نفقات التمثيل الخارجي المصري ينخفض كثيرا عن حجم نفقات البعثات الأجنبية علي أرض مصر حيث يفوق عدد الدبلوماسيين الأجانب في مصر عشرات المرات عدد الدبلوماسيين المصريين بالخارج وحتي الأرقام التي تترجم في صورة دخل سنوي من العملات الصعبة لمصر وبالتالي فإن إغلاق أي سفارة مصرية سوف يلحق الضرر بنا لأنه سوف يقابلها غلق سفارة أجنبية علي أرض مصر.. إن مصر اليوم في أمس الحاجة إلي دعم شبكة علاقاتها الخارجية بما يخدم الاقتصاد الوطني والتنمية بالداخل ولايمكن تحقيق ذلك بدون وزارة خارجية قوية تنال كل الدعم من الجميع شعبا وحكومة حتي تنهض بلادنا الحبيبة من كبوتها وتصبح مصر القوية الفتية التي نفخر بها بين الأمم.