حملة إقبال واسعة لمستثمري الخليج لشراء تلك الأصول قطر تعرض 3مليارات دولار للاستحواذ علي جنرال سوسيتيه مصر بنسبة 2.77٪ وتحاول السيطرة علي (هيرمس) يبدو أن الصورة الغامضة التي مازالت تسيطر علي الاقتصاد المصري..وعدم وجود خطة واضحة المعالم لتحسين الأوضاع الاقتصادية علي جميع الاتجاهات كاقتصاد (كلي وجزئي)، حيث لا يزال الاقتصاد لم يشهد نموا يذكر حتي الآن بسبب الإضرابات العمالية المتكررة، وهروب رؤوس الأموال، ولا يتوقع أن يتجاوز معدل النمو هذا العام أكثر من 5.1٪ وهي نسبة لا تكفي حتي لتخفيف حدة البطالة المرتفعة..يبدو أن هذه الأمور- بجانب الضغوط المالية العالمية- دفعت العديد من الشركات الغربية والمصارف الأوروبية أن تقلص من عملياتها وتنسحب من السوق المصرية. حيث تشهد السوق المصرية حاليا موجة بيع واسعة النطاق من جانب بعض الشركات والبنوك الأجنبية أمثال بنكي الأهلي جنرال سوسيتيه، وبي.إن. بي باريبا الفرنسيين، وفي المقابل تشهد السوق المصرية أيضا حملة إقبال واسعة من جانب المستثمرين الخليجيين علي شراء تلك الأصول ! ثم بدأ بنك سوسيتيه جنرال الفرنسي محادثاته التمهيدية مع بنك قطر الوطني لبيع 77.2 ٪ من حصته في البنك الأهلي سوسيتيه جنرال مصر..حيث عرض البنك القطري ثلاثة مليارات دولار مقابل الاستحواذ علي الوحدة المصرية من سوسيتيه جنرال.. كما أن بنك بي.إن.بي باريبا الفرنسي يسعي هو الآخر إلي بيع وحدته المصرية التي يمكن أن تدر ما بين 400 و500 مليون دولار. وبالفعل وافق البنك المركزي علي الطلب المقدم من بنك قطر الوطني علي بدء الفحص النافي للجهالة للبنك الأهلي سوسيتيه جنرال مصر، للاستحواذ علي حصة تصل إلي 77.17 في المائة من أسهم رأسماله التي تمثل حصة بنك سوسيتيه جنرال الفرنسي في البنك. ويبلغ رأسمال البنك الأهلي سوسيتيه جنرال مصر 4.4 مليار جنيه موزعة علي 443.5 مليون سهم بقيمة اسمية قدرها 10 جنيهات للسهم الواحد، وتملك صناديق استثمار ومستثمرون أفراد بالبورصة المصرية حصة 22.8في المائة الأخري. وكان البنك الأهلي سوسيتيه جنرال المملوك لبنك سوسيتيه جنرال الفرنسي قد استحوذ علي بنك مصر الدولي في عام 2005 بقيمة 1.6 مليار جنيه، قبل أن يندمج معه لتكوين كيان مصرفي واحد هو البنك الأهلي سوسيتيه جنرال مصر، ولكن نتيجة تعرض البنك لأزمات مالية كبيرة نتيجة أزمة الديون الأوروبية.. جعله يقرر التخارج من بعض استثماراتها في الخارج ومنها وحدته في مصر. فهل يعود المستثمرون الخليجيون إلي مصر بعد تجنبهم العمل فيها لأكثر من عام نتيجة حالة عدم الاستقرار السياسي..تغريهم في ذلك مؤشرات علي تسوية الأوضاع السياسية ، وفرص لشراء أصول الشركات والبنوك بأسعار بخسة.. (ديكلان هايز) العضو المنتدب لخدمات الصفقات في ديلويت الشرق الأوسط للاستشارات يري أن هناك تحسنا جديدا في إقبال مستثمري الخليج علي مصر هذا العام..لا ينحصر في صناعة المال فقط، بل يمتد إلي مختلف القطاعات.ويعد اهتمام مستثمري الخليج وهم أكثر دراية بديناميكيات السياسة وثقافة الأعمال في مصر من المستثمرين الأجانب بإدارة إيجابية لاقتصاد البلاد المنهك..لاسيما أن بعض الشركات الغربية تنسحب من مصر بسبب الضغوط المالية في أسواقها المحلية. كما لا تزال آفاق الاقتصاد المصري في الأجل القريب غامضة.. فلم يشهد الاقتصاد نموا يذكر العام الماضي بسبب الإضرابات العمالية وهروب رؤوس الأموال الذي أعقب الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك في فبراير 2011..ويتوقع صندوق النقد الدولي ألا يتجاوز النمو 1.5 بالمائة هذا العام وهي نسبة لا تكفي حتي لتخفيف حدة البطالة المرتفعة. ويبدو أن كثيرا من المستثمرين الخليجيين يرغبون في تحمل مثل هذه المخاطر لأنهم يظنون أن انتخاب مرسي يمثل بداية علي الأقل لحل المشكلات. ويبدو أيضا أن الاختيارات الأسهل للمستثمرين الخليجيين في مصر ستتمثل في العمليات المصرفية التي تطرحها للبيع بنوك أوروبية تقلص عملياتها علي مستوي العالم، أما المصارف الخليجية التي تتمتع بسيولة ضخمة بسبب ارتفاع أسعار النفط فلا تحتاج للسعي وراء أرباح قريبة الأجل في مصر فبمقدورها أن تعول علي النمو السكاني لمصر في تحقيق أرباح في الأجل الطويل. وقد بدأ بنك سوسيتيه جنرال الفرنسي الأسبوع الماضي محادثات تمهيدية مع بنك قطر الوطني لبيع حصة 77.2 ٪ في البنك الأهلي سوسيتيه جنرال قد يدفع ما يصل إلي ثلاثة مليارات دولار مقابل الاستحواذ علي الوحدة المصرية من سوسيتيه جنرال. كما أن بنكا فرنسيا آخر هو بي.إن.بي باريبا يسعي إلي بيع وحدته المصرية التي يمكن أن تدر ما بين 400 و500 مليون دولار.. وذكر مصرفيون أن الاهتمام بهذه الصفقة يأتي في الأساس من بنوك في دولة الإمارات العربية والكويت وقطر فضلا عن تركيا لكنهم أحجموا عن تسمية هذه البنوك إذ إنهم غير مخولين بالحديث مع وسائل الإعلام. في الوقت نفسه استحوذت كيو انفست وهي شركة استثمار قطرية تملك الدولة جزءا منها علي 60٪ من المجموعة المالية هيرمس أكبر شركة استثمار في الأوراق المالية في الشرق الأوسط بعد أن حرمت التوترات الاقتصادية في العام الماضي هيرمس من القدرة علي التوسع في أنحاء المنطقة. كما أن الاهتمام لا ينحصر فقط في الصناعة المالية بل يمتد إلي قطاعات أخري بينها الطاقة والنفط والغاز والسلع الاستهلاكية وفي بعض الحالات إلي الاستثمارات المتعلقة بالطاقة المتجددة.. حيث اشترت مجموعة صافولا الغذائية السعودية الحصص المتبقية التي لا تمتلكها في شركتين مصريتين أواخر العام الماضي في إطار خطة التوسع الإقليمية لها. وتمثل البنية الأساسية قطاع آخر من المتوقع أن يقتحمه المستثمرون الخليجيون إذا ما تمكنت القاهرة من تقديم المساندة الإدارية والحماية القانونية اللازمة مستقبلا،خاصة في ظل حاجة مصر المتزايدة من البنية التحتية من الطرق إلي محطات الكهرباء..لذا فمن المتوقع زيادة مساهمة المستثمرين العرب والأجانب في هذه القطاعات لاسيما في حال وضع إطار عمل ملزم للشراكة بين القطاعين العام والخاص.