انتقلت بتبعيتها لتكون ضمن اتحاد الجمهوريات اليوغوسلافية بعد الحرب العالمية الثانية، في عهد الرئيس جوزيف بروز تيتو، وتمتعت بالحكم الذاتي، إلي أن ألغاه الرئيس الصربي سلوبودان ميلوسوفيتش، وحكم الإقليم بالحديد والنار، مستخدما الأساليب القمعية البوليسية ورغم محاولات أهالي كوسوفو النضالية المتعددة، تعبيرا عن رغبتهم في الانفصال عن صربيا، وإقامة جمهوريتهم المستقلة برئاسة (إبراهيم رجوفا) سوي أن صربيا لم تعترف بتلك الجمهورية. وقد حاول إبراهيم رجوفا المعروف بنهجه السلمي كسب تعاطف المجتمع الدولي ونيل اعترافه بجمهورية كوسوفو لكنه فشل، مما دفع الشباب الألباني إلي تكوين خلايا عسكرية تحت اسم جيش تحرير كوسوفو ودخل في صراع مرير مع الجيش الصربي ارتكب خلاله الأخير مجازر وحشية ضد المدنيين الألبان.. مما أجبر المجتمع الدولي علي التحرك.. ففي مارس 1998 شن حلف شمال الأطلسي غارات جوية علي صربيا مما أرغم الرئيس ميلوسوفيتش علي الانسحاب من كوسوفو، وفقدت بلجراد السيطرة الفعلية علي الإقليم الذي وضع تحت حماية الأممالمتحدة والحلف الأطلنطي الذي قام بنشر مايقرب من 17 ألف جندي علي أرضه.. أعقب ذلك إجراء مفاوضات حول الوضع النهائي لكوسوفو بين الصرب والكوسوفيين الألبان.. انتهت في ختامها إلي تقديم خطة تقضي باستقلال الإقليم تحت إشراف دولي دعمها الأمريكيون ومعظم الأوروبيين.. وفي الأسبوع المنصرم وبعد أربع سنوات ونصف السنة من إعلان كوسوفو استقلالها عن صربيا من جانب واحد.. حصلت كوسوفو علي سيادتها الكاملة.. إثر إعلان حل مجموعة المراقبة الدولية في بريشتينا عاصمة كوسوفو التي شهدت احتفالا كبيرا بتلك المناسبة. وفي رد فعل فوري وغاضب وصفت بلجراد القرار بأنه خطأ تاريخي ومأساوي.. مؤكدة أنها لن تعترف باستقلال كوسوفو. وعلي نفس النهج فقد كشف المدعو الصربي عشية إعلان حل مجموعة المراقبة الدولية. عن جرائم حرب، زعم فيها أن المتمردين الكوسوفيين قد ارتكبوها خلال الحرب مع صربيا، وتلك القضية باتت فعلا محل تحقيق دولي يقوده المدعي الأمريكي جون كلينت وليامسون، سوي أن المسئولين في كوسوفر أنكروا هذه الاتهامات التي وجهت إليهم في هذا الإطار منذ عام 2008 بالإضافة إلي أن وزير خارجية بريشتينا (أنور خوجا) أكد أيضا أن الأمر لايعدو أن يكون محاولة من جانب صربيا لتعكير صفو الاحتفالات بنيل كوسوفو سيادتها الكاملة، وعلي الصعيد العالمي فقد رحب الرئيس الأمريكي باراك أوباما باستقلال كوسوفو، واصفا أياه بأنه مرحلة تاريخية، داعيا بريشتينا إلي تطبيع علاقاتها مع صربيا، أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فقد تبني وجهة النظر الصربية بوجوب حل قضية كوسوفو عبر المفاوضات علي أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1224 الصادر بهذا الخصوص. وبهذا تكون إرادة شعب كوسوفو قد انتصرت في تحقيق استقلال البلاد، بعد حروب وصراع مرير مع الجانب الصربي الذي مازال مصرا علي رفض هذا الاستقلال.